بقلم خالد منتصر ١٤/ ١٢/ ٢٠١٠ |
كما كان الحزب الوطنى هو اللاعب الوحيد فى مباراة انتخابات مجلس الشعب ٢٠١٠، كان أيضاً اللاعب الوحيد فى منهج الصف الثالث الإعدادى الجديد طبعة ٢٠١٠ بإشراف السيد الوزير أحمد زكى بدر!، وصلنى الـ«سى دى» المطبوع عليه كتاب المواد الاجتماعية الجديد التيرم الثانى الذى لم يوزع بعد على التلاميذ، سربه الصديق حاتم سالم من داخل أروقة الوزارة، قرأته فوجدت فى الكتاب كارثة تعليمية وتربوية وحماقة سياسية وأخلاقية، وجدت انحيازاً مكشوفاً ممجوجاً سافراً للحزب الوطنى فى كتاب المفروض أنه كتاب لكل المصريين، كتاب تعليمى وليس منشوراً حزبياً، كتاب تاريخ وجغرافيا وليس كتاب دعاية وإعلان، كتاب قومى وطنى وليس كتاباً حزبياً للحزب الوطنى، هل تخيل الوزير وهو يأمر بطباعته أنه يسير فى مظاهرة تأييد للحزب؟، هل اعتقد الوزير أنه يدرس لكوادر حزبية لا لتلاميذ إعدادية؟، هل نسى الوزير تعليماته بعدم دخول الشقاقات الحزبية من أبواب المدارس والجامعات أيضاً وقت أن كان رئيساً لجامعة عين شمس؟، هل يجوز زرع الخلافات الحزبية داخل الفصل وإغفال أحزاب والانحياز لحزب بهذا الشكل المفضوح داخل كتاب يزرع الضمير والعدل والمساواة والحياد داخل عقول النشء الجديد؟!. فى صفحة ١٢١، وتحت عنوان الحياة الحزبية بعد ثورة ٥٢، قال الكتاب إن عدد الأحزاب ٢٤ حزباً أكثرها شعبية الحزب الوطنى!، وكتاب التاريخ الموضوعى من المفروض ألا يتحدث عن الجماهيرية والشعبية، ويترك هذه الأوصاف المطاطة لاختيار الطالب خارج المقرر وخارج المدرسة، والسؤال ماذا لو جاء سؤال فى الامتحان نصه ما هو أكثر الأحزاب شعبية فى مصر؟، وابنى أو ابنك يرى أنه حزب آخر غير الحزب الوطنى أو يرى أنه لا يوجد أى حزب شعبى فى مصر وأنها جميعاً أحزاب كرتونية!، هل تصادر يا سيادة الوزير على رأيه وتسقطه وتعطيه صفراً وتعيده السنة؟!، أصدر مؤلفو الكتاب الحكم الجاهز بشعبية الحزب ولم يشرحوا للطلبة، إذا كانوا مصرين على هذا الوصف، كيف تمت صناعة هذه الشعبية وهل هى شعبية حقيقية أم شعبية مزيفة؟. أقنعت نفسى بالمرور على هذه النقطة وتفويتها للدخول فى صفحة ١٢٢ التى ستنصف الحياة السياسية المصرية، فوجدت المأساة وشاهدت فصول الكوميديا السوداء، الصفحة بأكملها تتحدث عن الحزب الوطنى ولا شىء غيره، وكيف كفل رفاهية الإنسان المصرى ونظم جهوده وضمن حريته وحقق العدالة الاجتماعية وسيادة القانون؟!!، موافق وأبصم بالثلاثة!، ولكن أين العدل فى الطرح؟، أين المساواة فى العرض؟، المفروض ألا تتحدث تفصيلياً عن أى حزب إذا كنت قد اخترت البعد عن المستنقع السياسى وخلافاته وانشقاقاته، ولكنك انتقيت حزباً وتوسعت فى الحديث عنه، ولم تذكر له أى سلبية وعددت فى مناقبه وبطولاته ولم تذكر حتى اسم أى حزب آخر!، بالله عليك يا سيادة الوزير ماذا أطلق على هذه الفعلة الشنعاء فى حق التاريخ وذاكرة الوطن وضمير الأطفال؟، أليس هذا تزييف وعى صريحاً؟، أليس هذا لعباً فى أمخاخ أطفال نحارب من أجل إثراء العقل النقدى لديهم وإخراجهم من دائرة التلقين والصم؟، أليست هذه جريمة يا سيادة الوزير؟!. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات