الأقسام الرئيسية

من خان شبكة الجواسيس الروس في الولايات المتحدة؟

. . ليست هناك تعليقات:

14:04|2010 / 11 / 11

رئيس بيرو فرناندو تيري لم يشك يوما بأن المصور المبدع خوان لازارو الذي يقوم بتصوير الرؤساء والشخصيات السياسية البارزة، كان جاسوسا روسيا (وهو في الواقع ميخائيل فاسينكوف الحائز على لقب بطل روسيا).

وكان فاسينكوف في عداد 10 جواسيس من هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية الذين تم استبدالهم بأربعة جواسيس أمريكيين سلموا للولايات المتحدة.

وقد كشفت صحيفة "كوميرسانت" اسم عقيد الاستخبارات الخارجية الروسية السابق الذي فر الى الولايات المتحدة وأخبر السلطات الأمريكية بوجود شبكة الجواسيس الروس. واسم العقيد (الخائن) شيرباكوف الذي عمل لفترة في هيئة الاستخبارات الخارجية، وترأس القسم الأمريكي الذي أشرف على عمل الجواسيس الذين يعملون بدون غطاء دبلوماسي.

لقد أرسل الاتحاد السوفيتي فاسينكوف في ستينات القرن العشرين الى إسبانيا ليحمل اسم خوان لازارو، ومن هناك توجه الى شيلي حيث عمل مصورا. كان مصورا موهوبا وتمتع بشبكة واسعة من العلاقات مع سياسيين ورجال أعمال. وارتبط فاسينكوف في السبعينات بالصحفية البيوفية فيكا بيلايز. وبعد فترة قصيرة انتقل فاسينكوف وزوجته الى الولايات المتحدة. ولم تعرف بيلايز أن زوجها روسي الأصل حيث لم يتكلم قط باللغة الروسية أمامها.

وعاشت عائلة لازارو (فاسينكوف) في الولايات المتحدة بشكل متواضع على الرغم من أن فيكا بيلايز كانت صحفية مشهورة تعمل في صحيفة "El Diario" الإسبانية. وكان لازارو يتمتع بعلاقات صداقة حميمة بسياسيين أمريكيين من الحزب الديمقراطي. ومن المعلومات التي حصل عليها لازارو - جدول زيارات الرئيس الأمريكي لعدة سنوات. وخلال عمله في الخارج حصل لازارو على 3 شهادات جامعية، وعلى شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية عندما كان في الستين من عمره. وقبل بضعة أشهر من اعتقاله منح لازارو (فاسينكوف) في روسيا رتبة جنرال في المخابرات الروسية.

وقد اندمج لازارو في المجتمع الذي عاش فيه الى درجة نسي فيها حتى اللغة الروسية. وكانت سيرة حياته في الولايات المتحدة نظيفة وشفافة جدا حتى أن رجال الأمن الأمريكيين لم يتمكنوا من إيجاد أي خيط يربطه بالمخابرات الروسية. لقد وجد رجال الأمن الأمريكيون رجلا كبير السن محترما كان أقاربه وأصدقاؤه على استعداد للتأكيد والقسم على أنه مواطن أمريكي صالح.

وعندما زج بلازارو (فاسينكوف) في السجن الأمريكي جاء إليه العقيد (الخائن) شيرباكوف، وقال له باللغة الروسية: عليك أن تعترف يا فاسينكوف، وأن تسلم نفسك! فرد عليه لازارو بالإنجليزية: أنا لا افهم اللغة التي تتحدث بها. وبعد هذا الحديث القصير سلم شيرباكوف ملف الجاسوس لازارو الذي جلبه من موسكو الى الجانب الأمريكي. وبعد أن واجه الأمريكيون لازارو بملفه واضعين إياه أمام عينيه قال لازارو: "نعم أنا ميخائيل فاسينكوف. ولن أقول أي شيء آخر".

حاول المحققون الأمريكيون إرغام فاسينكوف على الحديث، ووصل الأمر الى أنهم قاموا بكسر ثلاثة من أضلاعه إلا أنه قاوم ورفض الإدلاء بأي شيء. وبهذا الجرح عاد فاسينكوف الى موسكو أثناء عملية تبادل الجواسيس بين روسيا والولايات المتحدة التي جرت في شهر يوليو 2010.

وبعد عودة فاسينكوف الى موسكو توجه الى هيئة الاستخبارات الخارجية بطلب السماح له بمغادرة روسيا الى الأبد. ويمكن تفهم وضع فاسينكوف.. فلأول مرة في تاريخ الجاسوسية يقوم رئيس قسم بتسليم مرؤوسه المكلف بمهمة في بلد (خصم) الى خصومه.

لقد جرى اعتقال فاسينكوف بعد بضعة أيام من لقاء الرئيسين الروسي والأمريكي دميتري ميدفيديف وباراك أوباما في شهر يونيو 2010. ولم تؤثر هذه الحادثة المثيرة على العلاقات الروسية الأمريكية، كما قال عدد من المسؤولين في كلا البلدين.

(وكالة نوفوستي للأنباء عن صحيفة "كوميرسانت" 11/11/2010)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer