كتب عواصم ــ وكالات الأنباء ٢٩/ ١١/ ٢٠١٠ |
شهدت شبه الجزيرة الكورية، أمس، مزيداً من التوتر والتصعيد المتبادل مع بدء المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة فى المياه الواقعة غربى شبه الجزيرة الكورية، وسط تهديدات متبادلة مع جارتها الشمالية، التى نشرت بدورها صواريخ «أرض- أرض» فى منطقة البحر الأصفر قرب الجزيرة المتنازع عليها، وهددت بأنها ستشن هجمات عسكرية مجدداً إذا انتهكت واشنطن وسيول مياهها الإقليمية، بينما أكدت بكين أنها ستحاول إحلال السلام فى المنطقة. وبدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، أمس الأحد، مناورات بحرية ضخمة فى البحر الأصفر، بعد ٥ أيام من تصاعد التوتر فى المنطقة بسبب هجوم شنته كوريا الشمالية على جزيرة كورية جنوبية، وتصر واشنطن على أن المناورات التى انتقدتها الصين دفاعية الطابع وخطط لها قبل أسابيع من الهجوم الكورى الشمالى، وتؤكد أن استعراض القوة هذا يرمى إلى توجيه رسالة ردع لكوريا الشمالية. وقال مسؤول بالقوات الأمريكية إن المناورات التى تستمر ٤ أيام بدأت أمس فى المياه الواقعة غرب شبه الجزيرة الكورية، وأضاف أن حاملة الطائرات «جورج واشنطن» التى تعمل بالطاقة النووية انضمت للمناورات، وسيرافق جورج واشنطن، التى تحمل ٧٥ طائرة حربية وطاقماً مؤلفاً من أكثر من ٦ آلاف فرد، ٤ سفن حربية أخرى على الأقل، بينما حذرت بيونج يانج من أنه «إذا أحضرت الولايات المتحدة حاملة طائراتها إلى بحر كوريا الغربى فى نهاية الأمر لا يمكن لأحد أن يتكهن بالعواقب المترتبة على ذلك». وفى إطار التصعيد المتبادل، ورداً على المناورات، ذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن كوريا الشمالية نصبت صواريخ «أرض- أرض» على منصات إطلاق فى البحر الأصفر، وأوضحت الوكالة أنه تم تحريك الصواريخ قرب خطوط المواجهة بعد أيام من قصف جزيرة كورية جنوبية صغيرة، مما أدى إلى سقوط ٤ قتلى. وحذرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية من عمل انتقامى إذا تعرضت أراضيها لانتهاك، وقالت «سنوجه ضربة عسكرية قوية لأى استفزاز ينتهك مياهنا الإقليمية»، وأفادت محطة تليفزيون «واى. تى. إن» الكورية الجنوبية بأن دوى قصف مدفعى سمع، أمس، قرب جزيرة يونبيونج الكورية الجنوبية التى تعرضت لقصف الثلاثاء الماضى، وقال مسؤولون إن الجيش الكورى الجنوبى أصدر تعليمات للسكان المدنيين فى الجزيرة بالبقاء فى المخابئ المحصنة ضد القنابل بعد سماع أصوات مدفعية صادرة من كوريا الشمالية، وفى تطور لاحق سحبت سيول أوامرها لسكان الجزيرة. وقالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء إن السكان والصحفيين بالجزيرة غادروا الملاجئ بعد سحب الأوامر. وبدوره، طلب الرئيس الكورى الجنوبى، لى ميونج باك، من وزرائه ومساعديه الاستعداد لمزيد من «الاستفزازات» من جانب كوريا الشمالية خلال المناورات. ونقل متحدث باسمه عنه قوله «هناك إمكانية أن تقوم كوريا الشمالية بعمل غير متوقع ومن ثم رجاء استعدوا تماماً تحسباً لذلك عبر التعاون مع القوة المشتركة الكورية الأمريكية». وبينما قالت الصين إنها مصممة على الحيلولة دون تصاعد العنف فى الكوريتين، بعد أن كانت حذرت من القيام بأعمال حربية قرب ساحلها، ودعت إلى اجتماع طارئ للدول الـ٦ المعنية بالمفاوضات النووية مع كوريا الشمالية فى مطلع ديسمبر المقبل، بينما نقلت وكالة يونهاب للأنباء عن مكتب الرئيس الكورى الجنوبى، لى ميونج باك، قوله إن الوقت غير مناسب لمناقشة استئناف المحادثات النووية السداسية، وذلك أثناء لقاء الرئيس الكورى الجنوبى مع المبعوث الصينى الخاص ومستشار الدولة، داى بينج، فى سيول، وقالت وكالة شينخوا الصينية للأنباء فى تشديد على أن الوضع الراهن فى شبه الجزيرة الكورية مثير للقلق: «اتفق الجانبان على ضرورة بذل الأطراف المعنية جهوداً للانخراط فى اتصالات وحوار جاد لتخفيف التوترات». بينما أعلنت الحكومة اليابانية أنها تراقب عن كثب تحركات كوريا الشمالية. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات