عادت ظاهرة العنف بقوة إلى ملاعب كرة القدم الجزائرية بتسجيل حادثتين جديدتين، خلال مباريات الجولة الثامنة من الدوري الاحترافي في ظل عدم نجاعة الحلول الردعية التي تنتهجها السلطات المختصة للحد من تزايد هذه السلوكات البعيدة كل البعد عن المبادئ الحقيقية للممارسة الرياضة.
فقد تعرضت حافلة نادي مولودية وهران لكرة القدم مساء الجمعة الماضي إلى الرشق بالحجارة في طريق عودة بعثة الفريق من مدينة الشلف أين انهزمت المولودية أمام الأولمبي المحلي بنتيجة هدفين لواحد برسم الجولة الثامنة من بطولة الدرجة الأولى للدوري الاحترافي الجزائري، وذلك رغم أن المباراة قد جرت في روح رياضية فوق الميدان وبالمدرجات بحيث يبدو أن أشباه أنصار أولمبي الشلف لم ينسوا بعد الحساسية المفرطة الموجودة بين الفريقين منذ قرابة سنتين ونصف على خلفية الأحداث التي عرفها لقاء الفريقين في نهاية موسم 2007-2008،والذي تسبب في سقوط مولودية وهران إلى القسم الثاني للدوري المحلي ، واتهم خلالها مسؤولو المولودية نادي الشلف بتلقي تحفيز مالي من إدارة فريق اتحاد البليدة قصد الإطاحة بمولودية وهران لتسهيل مهمة البليدة لتفادي السقوط.
وقد تسبب اعتداء الجمعة في إصابة لاعبين اثنين من مولودية وهران، ويتعلق الأمر بأكرم بن عومر الذي أصيب على مستوى العين اليسرى و سفيان بن قورين الذي تعرض لإصابة على مستوى الرأس.
ولم تمر أكثر من ساعتين عن هذه الحادثة المؤسفة حتى عرف ملعب "20 أوت 1956" بمدينة برج بوعريريج أحداث أكثر خطورة حيث اضطر أنصار شباب بلوزداد لاقتحام أرضية الميدان في فترة ما بين الشوطين هروبا من المقذوفات التي كانت تتساقط على المكان المخصص لهم بالمدرجات، والتي كانت تقذف من مدرجات أنصار فريق أهلي برج بوعريريج مما اضطر حكم اللقاء الدولي محمد بنوزة لتأجيل انطلاق الشوط الثاني من المباراة لمدة عشرين دقيقة كاملة إلى غاية إخلاء الميدان من الأنصار الهاربين واللذين ورغم مغادرتهم للملعب دون مواصلة متابعة الشوط الثاني إلا أنهم تعرضوا لاعتداءات بالأسلحة البيضاء في طريق عودتهم إلى العاصمة،أصيب العديد منهم على إثرها ،بجروح متفاوتة الخطورة .
وتأتي هاتين الحادثين الجديتين لتضاف إلى العنف الكبير الذي شهدته، قبل أسبوعين، مباراتي مولودية قسنطينة و شباب قسنطينة برسم بطولة الدرجة الاحترافية الثانية وداربي الهضاب العليا بين مولودية العلمة و وفاق سطيف، ثم الإصابة الخطيرة التي تعرض لها في الأسبوع الماضي رئيس نادي جمعية الخروب محمود حورابي على مستوى العين بعد اعتداء داخل مكتبه من طرف أحد أعضاء مجلس إدارة النادي ومرافقه.
ولم تنفع عقوبات الرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم المتخذة تجاه الأندية للحد من ظاهرة عنف وشغب الأنصار خاصة مع لجوء الاتحاد الجزائري في الموسم الحالي إلى مطابقة نوعية العقوبات مع تلك المعتمدة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم ،بحيث أضحت لجنة الانضباط تلجأ إلى الاكتفاء بتوجيه الإنذارات أو الغرامات المالية وإلى معاقبة ملعب فريق الأنصار المشاغبين بمباراة واحدة فقط بعدما كانت الرابطة في السنوات الماضية تسلط عقوبات كبيرة تصل إلى خوض الأندية لعشرة مباريات بدون حضور أنصارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات