الأقسام الرئيسية

معرض الزواج الشرقي في باريس ينشر ثقافة الأفراح التقليدية

. . ليست هناك تعليقات:
الأحد, 14 نوفمبر 2010

باريس - أ ف ب - افتتحت أمس الدورة الرابعة من «معرض الزواج الشرقي» الذي يقام في قاعة المعارض «بارك لافيليت» في باريس، وهو يقدّم بمعروضاته كل ما يمكن أن يحتاجه المسلم او العربي المهاجر لإقامة عرس شرقي تقليدي.

ويسجل المعرض إقبالاً كثيفاً للزوار الذين تغريهم معالم «ألف ليلة وليلة» وفسحات من سحر الشرق، فالمعرض الذي يستمر يومين يستقطب 17 ألف زائر يومياً، ويرتاده بكثافة ابناء الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين العرب والمسلمين، وخصوصاً المغاربة، فضلاً عن الفرنسيين. ومعروف ان فرنسا هي أكثر بلد أوروبي يستضيف عرباً ومسلمين، وبات الاسلام هو الدين الثاني فيها.

تقول زبيدة شرقي، الفرنسية من أصول مغاربية، وهي التي أطلقت فكرة المعرض: «يأتي بعضهم من مسافة تبعد 5 أو 6 ساعات عن باريس. فالمعرض يلبي حاجة باتت ملحة لدى الشباب من اصول عربية واسلامية، اضافة الى كل من يرغب بالاحتفال بهذا الحدث المهم في الحياة»، وتشير الى أن الزواج على الطريقة التقليدية «رائج لدى أبناء المهاجرين». وتشدد على ان معرضها ليس مجرد معرض للزواج الشرقي، بل محاولة لـ «تقديم صورة حيّة عن تبلور هوية ثقافية معينة لجيل من المهاجرين العرب والمسلمين، خصوصاً أبناء المغرب العربي الذين باتوا يشكّلون قوة اقتصادية ودخلوا ميدان العمل».

وبينما كان الآباء في السابق هم من يتكلفون مصاريف زواج الابناء، يعتمد الشبان اليوم على أنفسهم في توفير تكاليف الزواج، ما يمنحهم خيارات كثيرة باتوا يتميزون بها في حياتهم ويعلنونها على خلاف جيل الآباء.

وتشير دراسات اجتماعية الى ان الفرنسيين من اصول عربية هم اكثر شرائح المجتمع الفرنسي إنفاقاً على الاعراس.

واذا كانت جزر المالديف الوجهة الأولى للفرنسيين لقضاء شهر العسل، فإن دبي باتت في المرتبة الثانية، نظراً الى عدد الشباب ذوي الأصول العربية والمسلمة الذين يقصدونها، كما تؤكد زبيدة شرقي التي يتضمن معرضها عروض سياحة وسفر للازواج الجدد.

وسط اجنحة تسودها اصوات الزغاريد والاهازيج، يمكن زائر المعرض ان يجد كل ما تتطلبه طقوس العرس من طعام وحلويات، الى ألبسة تقليدية وأزياء، الى حليّ وحنة وبخور وعطور، فضلا عن الفرق الموسيقية وكل المتطلبات الاخرى يقدمها نحو 150 عارضاً.

وتوضح زبيدة شرقي: «فكرتنا تهدف الى تيسير مهمة الزواج عبر جمع كل العناصر التي كان تحضيرها يستغرق شهوراً في السابق. نسعى لنصنع للحدث خلفية ثقافية ونمهد لثقافة الافراح في شكل مواكب ومتمم يستهوي الزائر العربي كما الفرنسي».

وتكتسي هذه الظاهرة اهميتها في فرنسا، التي يسجل فيها كل عام 40 الف زواج مشترك بين مغاربة او اشخاص من اصول مغربية وفرنسيين بحسب «المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية». وبحسب المعهد أيضاً، فان 35 في المئة من أصل 240 ألف زواج تسجل سنوياً في فرنسا ، تعود الى شباب فرنسي من اصول عربية واسلامية، ما يؤكد نمو الحاجة الى مثل هذا المعرض عملياً وثقافياً ونفسياً.

وتبدو العادات الاجتماعية مختلفة اليوم عنها قبل نحو 20 عاماً، عندما كان عرس المهاجرين في الماضي عرسين، واحداً امام رئـيـس البـلدية وفـق الـطريقة الغربية وآخر ينـتـظره العروسان في فصل الصيف للعودة الى الـبلاد واقامة عرس تقليدي آخر هناك.

يشارك في المعرض عارضون ومصممو ازياء من شمال افريقيا والهند وتركيا وباكستان، و «يحتكر» لبنان المشاركة في مجال تزيين الشعر والماكياج، وهو ما يعترف له الجميع بتقدمه في هذين المجالين وبجعله المراة العربية جميلة دوماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer