طالبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإرسال سفير جديد للقاهرة للعمل على جهود التغيير السياسي بدلا من القيام بتوجيه اعتذارات للنظام المصري.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن الوضع المصري الحالي يمثل مشكلة للولايات المتحدة خاصة مع إصرار الرئيس مبارك على تبني سياسة "المزيد من القمع" بدلاً من "المزيد من الحرية السياسية".
وحذرت الصحيفة من تدهور الأوضاع في مصر بشكل خطير بعد وفاة الرئيس المصري، كما توقعت حدوث صراع رهيب على السلطة بعد مبارك.
وإلى نص الإفتتاحية :
لقد تجاهل الرئيس المصري حسني مبارك مطالب إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن قانون الطوارئ، كما أنه انتهك وعوده الشخصية عندما قرر تمديد العمل بقانون الطوارئ الذي تستخدمه أجهزة الأمن على مدى عقود في منع التظاهر وإجهاض اللقاءات والتجمعات السياسية وقمع أجهزة الإعلام واعتقال النشطاء المعارضين دون توجيه تهمة.
وعندما أبدت الإدارة الأمريكية احتجاجها على قرار الرئيس المصري، خرج المسؤولون المصريون بوعود وتأكيدات بأن ذلك القانون لن يستخدم إلا في قضايا الإرهاب والمخدرات، فقام البيت الأبيض بإدراج ذلك الوعد في قائمة الإنجازات التي حققها في مجال حقوق الإنسان.
والآن، ومع اقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية، تزايد القمع السياسي الذي يمارسه النظام المصري بشكل كبير جداً، فتم اعتقال عدد كبير من أعضاء وكوادر حركة الإخوان المسلمينٍ، كما تم منع برامج "التوك شو" التي تنتقد الحكومة، وتم تكميم المقالات الصحفية، وتم جمع القيادات الطلابية.
كما أن عدد من النشطاء السياسيين السلميين بما فيهم أولئك المؤيدون للدولة المدنية قد اختفوا تماما، حيث يتم خطفهم لعدة أيام ثم يتم إطلاق سراحهم في شوارع القاهرة بعد تعرضهم للضرب والتعذيب.
وكما تعهد الرئيس مبارك، فإنه قام بكل تلك الأفعال دون اللجوء لقانون الطوارئ، واستبدل النظام المصري ذلك القانون بالخروج التام عن سلطة القانون، فأولئك النشطاء الشباب الذين تعرضوا للإختطاف لا يجدون أي ملجأ قانوني، فليس هناك قضية كما أنهم يعجزون عن معرفة من قام بالإعتداء عليهم.
إن الرئيس مبارك يبلغ 81 عاما كما أنه مريض، وهو يرفض الحرية السياسية ويختار زيادة القمع بديلاً لتلك الحرية، وبالتالي فإن هذا الإصرار على القمع سيقود بالتأكيد إلى أحداث وتطورات سيئة بعد وفاته كما سيشتعل الصراع على السلطة فور وفاته.
إن هذا الانزلاق المصري تجاه أساليب وطرق الدولة البوليسية التي ترتبط عادة بسوريا والسودان يمثل مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة مثلما المصريين.
إن خلفاء مبارك سيكونون بحاجة إلى اكتساب شرعية سياسية، وإذا لم يستطيعوا تحقيق تلك الشرعية من خلال الديمقراطية فإنهم ربما يلجأون إلى شعارات القومية ومعاداة الأمركة.
ولحسن الحظ فقد بدأ البيت الأبيض التنبه للمشكلة المصرية، حيث التقى هذا الأسبوع عدد من كبار المسؤولين بالإدارة الأمريكية مع عدد من خبراء السياسة الخارجية الذين يطالبون بتغيير السياسة الخارجية الأمريكية، وتم مناقشة بعض الأفكار الجيدة منها خطاب رئاسي حول الإنتخابات ومجرياتها أو إرسال مبعوث خاص للقاهرة. وقد يساعد في ذلك أيضاً إرسال سفير جديد للقاهرة يلتزم بالتغيير السياسي بدلاُ من توجيه الإعتذارات للنظام المصري.
أما الشئ الأهم الذي يجب أن يكون واضحاً للرئيس مبارك هو أن الإدارة الأمريكية تتطلع لتغييرات فورية، ومن الممكن أن تكون قضية اختطاف نشطاء سلام نقطة بداية لتلك المطالب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات