آخر تحديث: السبت 13 نوفمبر 2010 2:53 م بتوقيت القاهرة
يقود الاتحاد الأوروبى بالتعاون مع عدد من دولة حملات أمنية كبيرة لمنع المهاجرين غير الشرعيين من دخول أوروبا، وهو ما رصدته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فى مدينة نيا فيزا اليونانية، التى يفصلها عن السواحل التركية ميل واحد، يمكن من رؤية صلبان الكنائس الأرثوذكسية، فى اليونان، مع مآذن المساجد فى تركيا.
وتشهد المدينة بحسب الصحيفة الأمريكية «طوفانا من المهاجرين المسلمين غير المرغوب فيهم، الذين هجروا بلادهم بسبب الحروب التى تمزقها».
طلبت اليونان فى وقت سابق من الاتحاد الأوروبى، مساعدتها فى وقف التدفق المتزايد للمهاجرين غير الشرعيين عبر حدودها مع تركيا، خاصة القادمين من أفغانستان وإيران والعراق وباكستان.
انتشرت فرق تدخل سريع من وكالة مراقبة الحدود البحرية (فرونتكس)، التابعة للاتحاد الأوروبى، على الحدود بين البلدين اليونان وتركيا.
وأشارت واشنطن بوست، إلى أن اليونان تشهد يوميا تسلل ما بين 300 و400 مهاجر، وهو ما أدى إلى ازدحام منشآت الاحتجاز التابعة لإدارة الهجرة ومراكز الشرطة وحرس الحدود والسجون.
وأشار التقرير الذى نشرته الصحيفة على موقعها الإلكترونى أمس، إلى أن تنامى أعداد المهاجرين، وتحديدا المسلمين الذين «يحملون معهم عاداتهم وتقاليدهم وممارساتهم الدينية المختلفة عن الدين المسيحى، أصبحت من الأسباب الرئيسية للتوتر فى المجتمعات الأوروبية الغربية».
من المعروف أن قضية الهجرة والمهاجرين، صارت من العلامات البارزة فى النقاش السياسى المحتدم فى كثير من بلدان الاتحاد، حتى تلك التى «تتمتع بالتقاليد الليبرالية» مثل ألمانيا، والسويد، وفرنسا، وهولندا، على حد تعبير الصحيفة.
وتحيط مزارع القطن والثوم مدينة نيا فيزا، حيث القت السلطات اليونانية القبض على 45 ألف مهاجر غير شرعى، خلال النصف الأول من هذا العام، بحسب وزير الداخلية اليونانى كوستاس سكاندليديس، وهو ما يمثل غالبية المهاجرين الشرعيين الذين دخلوا دول الاتحاد.
يُذكر أن هدف غالبية المهاجرين القادمين إلى أوروبا، السفر إلى إيطاليا، أو فرنسا، أو ألمانيا، أو بريطانيا، أو الدول الاسكندنافية، بحثا عن مجتمعات جديدة «تؤويهم بعيدا عن الحروب، ليتمتعوا بنظم اجتماعية مستقرة»، بحسب الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن تركيا تعد نقطة انطلاق أخرى، التى تسمح بعودة المهاجرين مرة أخرى عبر حدودها، التى يعبرها المهاجرون من أفغانستان، وباكستان، وسريلانكا، وبنجلاديش.
وتدافع تركيا عن نفسها فى مسألة إعادة المهاجرين إلى أوطانهم، على أن هؤلاء المهاجرين أحيانا يكونون ضحايا من دول الاتحاد الأوروبى مثل ضحايا الفيضان الذى حدث فى قبرص.
وتقوم تركيا باعتقال المهاجرين ثم تطلق سراحهم بعد أيام قليلة بسبب ازدحام السجون وتأمرهم بالعودة إلى أوطانهم خلال شهرين. ويقول الخبراء إنهم بهذا الإجراء كمن يحصل على أمر باستكمال طريقه إلى وجهته الأوروبية.
ووفقا للواشنطن بوست فإن تركيا تواجه اتهامات بأنها أصبحت مصدرا للمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا بسبب جغرافيتها. وتجاور تركيا، دولتان تشهدان حروبا طاحنة وهما العراق، وأفغانستان، بالإضافة إلى إيران التى يعانى الكثير من سكانها من التضييق الدينى.
وتتهم السلطات اليونانية تركيا بالتساهل بطريقة غير مباشرة مع الهجرة غير الشرعية برفضها إلقاء القبض على المهاجرين غير الشرعيين، وتوافق على دخول طائرات محملة بمهاجرين غير شرعيين من تونس، والجزائر، والمغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات