شهدت مدينة ميونخ مظاهرة للنازيين الجدد وسط غضب اهالي المدينة الذين لم يترددوا في الخروج بمظاهرة مضادة.
إنطلقت السبت مسيرة للنازيين الجدد مرت في شوارع ميونيخ وسط حراسة أمنية مشددة، وذلك في ذكرى الجنود الألمان الذين خاضوا الحروب إبان العهد النازي. ورغم ضآلة حجم المسيرة التي لم تتعد الـ 150 شابا من اليمين المتطرف الذي يؤمن بالولاء للنازية، إلا أن إحساسا بالضيق وعدم الإرتياح ساد أوساط أهالي مدينة ميونيخ.
فمنذ أن تم التخطيط لهذه المسيرة التي تذكر بالعهد النازي وأهالي ميونيخ لم يقفوا موقف المتفرج، فقد تضامن أكثر من 750 فردا متطوعا للإعداد والتجهيز لمظاهرة مضادة تندد بهؤلاء النازيين. ومنذ ساعات صباح السبت كانت قد خرجت أعداد كبيرة من سكان ميونيخ للتمركز في ميدان زندلنجر تور للتظاهر ورفض النازيين الجدد.
وقد شارك عمدة مدينة ميونيخ كريستيان اودي المتظاهرين حماسهم وأكد رفضه لمثل هذه المسيرة. كما شاركت معه مجموعة كبيرة من قساوسة يمثلون الكنائس و سياسيون وشخصيات عامة من مختلف الأحزاب السياسية الممثلة في البوندستاج، وشارك ايضا وزير الثقافة البافاري لودفيج شبينله وعمدة ميونيخ الاسبق انز يواخيم فوجل.
تحدث عمدة ميونيخ كريستيان اودي أمام المتظاهرين في ميدان زندلنجر تور وندد بالمسيرة النازية قائلا: اننا تعبنا من مثل هذه المسيرات المشبوهة، التي تضر كثيرا بسمعة مدينة ميونيخ، بل وبسمعة المانيا ككل. وفي معرض حديثه أيضا إنتقد بشدة عدم تحريم السلطات القضائية في إلولاية انطلاق مثل هذه المسيرات المشبوهة. هذا وقد اكد انه طيلة السنتين الماضيتين بذلت ميونيخ العديد من الجهود لوقف مسيرات النازيين الجدد الذين يقومون بها على فترات من اجل تمجيد العهد النازي.
من ناحية أخرى راى أهالي ميونيخ ان مثل هذه المسيرات التي ترتبط بالنازيين تضر كثيرا بسمعة ميونيخ، وقال أحد الشباب المشاركين في المظاهرة المضادة للنازيين ماركوس جروبا إن هذه المجموعة من النازيين تشوه طبيعة ميونيخ الجميلة وبدون التعددية والتسامح لن تكون ميونيخ بلدا وموطنا لجميع الناس كما هي. هذا وقد حرص المشاركون في المظاهرة على التنديد بالنازيين الجدد، وكان عدد من الاهالي قد وضعوا على منازلهم لافتات كبيرة تندد بالنازيين الجدد ، كذلك حمل المتظاهرون العديد من اللافتات التي كتب عليها "لا للنازية"، "نعم للتعددية في ميونيخ" ، "إخرجوا أيها النازيون" ، او "الى الجحيم ايها النازيون".
من ناحية أخرى، صرح متحدث باسم شرطة ميونيخ بان عدد المتظاهرين المناهضين للنازيين الجدد فاق الثلاثة آلاف متظاهر احتشدوا في ميدان زندلنجر تور وسط حماس بالغ لمنع مسيرة النازيين الجدد. وكان الضيق يبدو على وجوه المتظاهرين كما علت اصواتهم المنددة بالنازية والنازيين الجدد.
جدير بالذكر ان عددا كبيرا من العاملين في مجلس مدينة ميونيخ والذين يعملون في شؤون الأجانب قد شاركوا في هذه المظاهرة من اجل التضامن مع الاجانب الذين يتهددهم الخطر النازي. بدورها، حيت رئيسة المجلس اليهودي في المانيا شارلوت كنوبلوخ تلك المظاهرة المنددة بالمسيرة وقالت " نحن مع الديمقراطية التي تسمح بهذا التعدد لكن عليهم ان يعرفوا بان لنا صوتا عاليا".
وشاركت قوات من جهاز الامن والشرطة بعدد من الجنود وصل الى 1800 جندي من المدربين تدريبا جيدا على فض المظاهرات ووقف اعمال الشغب وقاموا بالالتفاف حول المتظاهرين النازيين وفرقوهم الى مجموعات. وقد شارك في العملية الامنية جنود من برلين وهيسن اضافة الى جنود من من البوليس الاتحادي وحماية الدستور هذا وقد نجحت قوات الشرطة في المحافظة على الامن رغم اعتقال ثلاثين شخصا من الطرفين المتظاهرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات