الأقسام الرئيسية

خبير ألماني: "العرض الأمريكي مقابل وقف الاستيطان مؤشر على فشل عملية السلام"

. . ليست هناك تعليقات:

حوافز أمريكية لإسرائيل، وصفت بالمغرية، من أجل تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر في الضفة الغربية باستثناء القدس، فمن المستفيد؟ وهل ستنجح إدارة أوباما في جمع أطراف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على طاولة المحادثات من جديد؟

العرض الأمريكي الذي كشف عنه بنيامين نتنياهو لوزرائه والهادف إلى تحريك مفاوضات السلام مع الفلسطينيين لم يأت بأفكار جديدة من حيث المضمون، لكنه جاء بحوافز وصفها المراقبون بالمغرية. ويعلق الرئيس الأمريكي باراك اوباما آمالا كبيرة على خطته الهادفة إلى دفع الحكومة الإسرائيلية إلى تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية لمدة ثلاثة أشهر، سعيا منه لإعادة إطلاق مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. إلا أن التجميد المقترح لن يشمل الاستيطان في القدس الشرقية ويقتصر على أعمال البناء في الضفة الغربية والتي بدأت منذ 26 أيلول/سبتمبر عند انتهاء العمل بقرار التجميد الجزئي للاستيطان الذي كانت أعلنته الحكومة الإسرائيلية لمدة عشرة أشهر.

وبموجب الاقتراح فان واشنطن تتعهد بأن لا تطالب بتجميد جديد لأعمال البناء مستقبلا، بالإضافة إلى حوافز أمنية من بينها تزويد إسرائيل بمقاتلات إف-35 بقيمة ثلاثة مليارات دولار وان تعمل واشنطن على إيقاف الجهود الدولية الرامية إلى إرغام إسرائيل على قبول تسوية سياسية.

"اختبار حقيقي لنتنياهو"

مبادرة اوباما حول الاستيطان تقسم الحكومة الاسرائيليةمبادرة اوباما حول الاستيطان تقسم الحكومة الاسرائيليةويقول المحلل الإسرائيلي تسيفي بارال في حديث لدويتشه فيله إنه "تم إعطاء أهمية لهذه الصفقة أكثر من الحجم الذي تستحق"، معتبرا أن التعاون الأمني والاستخبارتي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل قوي ولا يحتاج إلى مثل هذه الصفقات للتأكيد عليه معتبرا أن "الضوء الأخضر الذي أعطته واشنطن لإسرائيل من أجل بيعها عشرين طائرة متطورة من طراز أف 35 إنما يدخل في إطار صفقة تجارية لا علاقة لها بأمن إسرائيل".

وتنقسم الحكومة الإسرائيلية في هذه الأثناء بشأن الخطة الأميركية التي يعارضها اليمين المتطرف والمستوطنون، غير أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يأمل في تمريرها. ويقول المحلل الإسرائيلي إن الموافقة على هذه الخطة داخل الحكومة الإسرائيلية يعد اختبارا حقيقيا لنتانياهو على الساحة السياسية الإسرائيلية. وامتنع نتانياهو عن التعبير علنا عن دعمه للخطة الأميركية، مشيرا إلى أنها "ليست نهائية حتى الآن" ملمحا إلى انه قد يحصل على المزيد من التنازلات من الأميركيين.

وذكرت تقارير إعلامية أن سبعة وزراء من أصل 15 في الحكومة الأمنية الإسرائيلية مستعدون للتصويت لصالح مقترح إدارة الرئيس أوباما. بينما يعارض الخطة ستة وزراء فيما أعرب وزيران ينتميان لحزب شاس اليميني المتطرف عن نيتهما الامتناع عن التصويت الذي لم يتحدد موعده بعد.

ضغوط اللحظة الأخيرة

تسارع وتيرة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية عقب انتهاء قرار التجميدتسارع وتيرة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية عقب انتهاء قرار التجميدوحتى وان وافق الإسرائيليون على الحوافز الأمريكية فان استئناف المحادثات المباشرة غير مضمون لان الفلسطينيين يصرون على تجميد "شامل" لكل الاستيطان الإسرائيلي بما في ذلك القدس الشرقية. ويلحون على أن المقترح الأميركي، كما هو حاليا، لا يستجيب لمطالبهم. ويرى فولكهارد فيندفور، الصحفي الألماني المقيم في القاهرة في حوار لدويتشه فيله، أن "المقترح الأمريكي بشكله الحالي سيعقد الأمور أكثر، إذ أن الفلسطينيين ومن ورائهم لجنة المتابعة العربية لن يقبلوا بإيقاف جزئي للاستيطان وسيعتبرون ذلك تنازلا من دون أي مقابل حقيقي". لكن يبدو أن الإدارة الأمريكية ستتدارك الرفض الفلسطيني وذلك بتقديم تعهدات والتزامات تتعلق بمستقبل الدولة الفلسطينية، إلى جانب محاولة التوصل إلى اتفاق سلام في غضون عام ينفذ على عدة مراحل وخلال عدد من السنوات.

فيما عبر تسيفي بارال عن خشيته من أن تكون المقترحات الأمريكية بمثابة ضغوط اللحظة الأخيرة من اجل إنقاذ عملية السلام المتعثرة، مشيرا إلى أن إيقاف الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر لن يساهم بأي شكل من الأشكال في تحقيق تقارب بين الجانبين الإسرائيلي و الفلسطيني بشأن القضايا العالقة" و من بينها ترسيم حدود إسرائيل ومستقبل الدولة الفلسطينية.

وفي هذا الصدد يقول فيندفور إنه "في حال قبلت إسرائيل بالخطة الأمريكية، فهذا يعني أن عملية التجميد ستكون مؤقتة، مما يعطي لإسرائيل أحقية مواصلة البناء بعد انقضاء هذه المدة". ويضيف أن "إسرائيل ستستفيد أكثر من الحوافز الأمريكية على المدى المتوسط والبعيد، إذ انها ستضمن لنفسها عونا امنيا و دبلوماسيا أمريكيا مضاعفا ومتواصلا".

ويحاول الجانب الفلسطيني الحصول على قرار من مجلس الأمن يدين عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، وأكد ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأحد بدء الاتصالات مع الأطراف الدولية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي ضد الاستيطان الإسرائيلي.

الحوافز الأمريكية.. وفشل اوباما

اوباما يأمل في التوصل الى اتفاق لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسطاوباما يأمل في التوصل الى اتفاق لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسطوبين تريث نتنياهو في إبداء رأيه بشكل علني على حاوفز أوباما، إلى حين ضمان الأغلبية في حكومته المؤيدة للاستيطان، و بين الرفض شبه المحسوم من جانب الفلسطينيين، عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أمله في التوصل إلى اتفاق لاستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وقال "اعتقد انه أمر واعد وبالتالي نجري اتصالات مع الإسرائيليين والفلسطينيين للتأكد من أننا نستخدم هذه الفرصة لبدء التفاوض في أسرع وقت ممكن حول بعض قضايا الوضع النهائي".

إلا أن المحللين لا يتوقعون الكثير بشأن مستقبل مفاوضات السلام في إطار الخطة الأمريكية الحالية، فالمحلل الإسرائيلي تسيفي بارال يرى أن "محاولات التوصل إلى اتفاق في فترة التجميد الجديدة، أي في ثلاثة أشهر، سيكون مستحيلا "ويؤكد أن "هذه الفترة ستساهم في جمع أطراف القضية على طاولة واحدة، لكن سرعان ما يتفرقوا بعد انتهائها".

ويؤكد بارال أن "اوباما يعيش مأزقا بعد خسارة حزبه في انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس الأمريكي، كما أن سياسته الخارجية، هي الأخرى، تعيش نفس المشكل، سيما فيما يتعلق بملف الشرق الأوسط، فهو بحاجة إلى أي تقدم كان من اجل إظهار أنه بوسعه إقناع إسرائيل والفلسطينيين بمواصلة محادثات السلام، فأوباما يريد التأكيد أن الولايات المتحدة تلعب دورا مهما في منطقة الشرق الأوسط ككل". ومن جانبه يرى الصحفي الألماني فيندفور أن "الإدارة الأمريكية فشلت في إقناع أطراف الصراع بتقديم تنازلات من أجل استئناف مفاوضات السلام المتعثرة"، مضيفا أن "العرض الامريكي دليل قاطع على ذلك".

يوسف بوفيجلين

مراجعة: حسن زنيند

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer