بقلم سليمان جودة ٩/ ١١/ ٢٠١٠
كان الخوض فى هذا الموضوع، خلال الأيام الماضية، نوعاً من أنواع الإفساد للفرح القائم داخل الحزب الوطنى، وهو ما لا نريده طبعاً، ولذلك، كان لابد من الانتظار قليلاً، إلى أن يكون الظرف موائماً للكلام فى القضية كلها! والموضوع المقصود، هو المجمع الانتخابى الذى جرى، من خلاله، اختيار مرشحى الحزب الوطنى، فى انتخابات مجلس الشعب، التى سوف تجرى ٢٨ نوفمبر الحالى. فما نعرفه، أن أسماء كبيرة، فى داخل الحزب، ليست راضية عن الطريقة التى تم بها التعامل، من جانب الحزب، مع المجمع، وإن كانت الأسماء نفسها بالطبع راضية عن الفكرة، كفكرة، بما يعنى أن الاعتراض الشديد، إنما يظل قائماً، على التطبيق للفكرة فى المجمع، ثم على الممارسة ذاتها! فالمفروض أن هناك ٢ مليون عضو فى الحزب الوطنى، اختاروا ٤٤٤ مرشحاً، فى ٢٢٢ دائرة، بالإضافة إلى ٦٤ مرشحة على كوتة النساء، على امتداد ٢٩ محافظة هى محافظات البلد! ولايزال وجه الاعتراض، من جانب أسماء كبيرة، كما قلنا، داخل الحزب، فضلاً عن الذين هم خارجه، يتلخص فى التعامل مع المجمع الانتخابى، فى كل مراحله، على أنه «سر» يملك قادة الحزب الكبار، وحدهم، دون غيرهم، فك غموضه، فى الوقت الذى يحددونه هم، وهو ما حصل بالفعل، حين جرى صباح أمس، إعلان الأسماء فى مختلف الدوائر! وحقيقة الأمر، أن مراحل المجمع، أياً كان عددها، ليست سراً، ولم يكن ينبغى لها أن تكون سراً، لا لشىء، إلا لأن ما كان يجرى فى هذا المجمع، فى كل مرحلة منه، إنما هو حق أصيل، أو هكذا نفترض، لـ٢ مليون عضو فى الحزب أولاً، ثم للمرشحين الذين كان يجرى اختيارهم ثانياً، وللرأى العام فى البلد كله ثالثاً، وأخيراً! وحين قيل، فى صحف الأحد، إن الرئيس مبارك، سوف يستعرض أسماء المرشحين، على قائمة الحزب قبل الإعلان عنها، ثم جرى إعلان القائمة، فى اليوم التالی، فإن هذا فى حد ذاته، قد أثار نوعاً من الحيرة الشديدة لدى المتابعين للملف إجمالاً، سواء داخل الحزب، من أعضائه العاديين، وبعض قياداته، أو حتى فى خارجه! صحيح أن الرئيس مبارك، قد استعرض الأسماء، بوصفه رئيساً للحزب، وليس كرئيس للجمهورية، ولكن حتى هذه، قد أثارت عدة تساؤلات، فيما نظن، حول الأسباب الحقيقية لإبقاء القائمة «سراً» إلى أن أطلع الحزب، الرئيس، عليها، بما يعنى بشكل أو بآخر، أن الفيصل فى إعلان حصيلة انتخابات المجمع، لم يكن العملية الانتخابية فى حد ذاتها، وإنما كان الفيصل هو مدى إقرار رئيس الحزب للحصيلة، أو عدم إقراره لها! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات