وقف نشاط المعارضة المصرية على فيس بوك ... ابحث عن أصابع الحزب الحاكم

صفحات المعارضة المصرية على الإنترنت تتوقف عن البث قبل الاعداد لـ 'جمعة الغضب' احتجاجا على انتهاكات الحزب الحاكم في الانتخابات التشريعية.

ميدل ايست أونلاين

القاهرة ـ من ايهاب سلطان

تعطيل صفحات المعارضة دليل قوتها أم ضعفها يعاني النشطاء "الإلكترونيين" في مصر من انقطاع الاتصال بالإنترنت، ووقف بث صفحاتهم على الموقع الاجتماعي الشهير "فيس بوك" دون إعلان واضح للتعطيل أو تلميح من شركات الاتصال بالإنترنت بوجود أعطال. وتوقفت عن البث على موقع فيس بوك لعدة ساعات الخميس الماضي عدة صفحات منها صفحتي "كلنا خالد سعيد" التي يقترب عدد المنضمين لها من 350 ألف عضو، و"محمد البرادعي" التي تضم ما يقارب 280 الف عضو، وصفحات "أنا اسمي خالد سعيد 1"، و"كلنا خالد سعيد 2"، و"وحدة الرصد الميداني" التي يستخدمها نشطاء إسلاميون في توثيق الانتهاكات الأمنية وتجاوزات الحزب الحاكم ضد مرشحي الجماعة والمعارضة في الانتخابات التشريعية، بالاضافة إلى عدد من صفحات مرشحي الجماعة في محاظة الفيوم والتي تضم تعريف بهم وتعرض مؤهلاتهم وبرامجهم الانتخابية وتنشر جولاتهم ولقاءاتهم مع أهالي الدوائر المرشحين عنها. وحجبت لأسباب مجهولة 5 صفحات رئيسية تستخدمها المعارضة في بث رسائل لفضح ما يعتبرونه فضائح الحكومة المصرية في الانتخابات التشريعية، وتدعو الشارع المصري للتحرك بقوة باتجاه الاحتجاج ضد سياسات الحزب الحاكم بإطلاق "جمعة الغضب" لمساندة ضحايا التعذيب في 10 محافظات بسبب العنف الذي تمارسه الشرطة على أنصار المعارضة، خاصة جماعة الإخوان المسلمين. وطالب القائمون على الصفحات المعارضة ممن يرغبون المشاركة في صفحاتهم"عمل إزعاج، وصخب" بإحداث أي نوع من الضجيج بأي طريقة يرونها، وفي أي مكان يفضلونه حتى ولو كانت في شرفات المنازل أو مقار عملهم أو سياراتهم احتجاجا على تعطيل بث الصفحات في إشارة منهم لأصابع الحزب الحاكم. وقال مدير صفحة خالد سعيد عبر حسابه على فيس بوك "أنه لا يستطيع إضافة أي مضمون جديد على الصفحة بعد أن قام فيس بوك بتعطيل حسابه الشخصي الذي يدير من خلاله الصفحة، لكنه إعتبر مجرد عودة البث فجر الجمعة هو إنجاز في حد ذاته". وأضاف أن عودة البث للصفحات واستمرار تعطيل الحساب على فيس بوك مسؤولية البلاغات المكثفة من أعضاء الحزب الوطني "الحزب الحاكم" المشتركين في فيس بوك، لأنه من المعلوم لمتتبعي موقع فيس بوك أن حسابات مديري الصفحات تظل مجهولة وغير ظاهرة لمشتركي الصفحة أو أي من أعضاء الموقع. واستنكر موقع الرصد الإلكتروني للانتخابات التشريعية إغلاق الصفحة التي كانت تستخدم في الرقابة الشعبية على الانتهاكات التي تتعرض لها الجماعة أول بأول، حيث قالت إدارة الموقع أننا نجحنا في رصد انتهاكات الحزب الحاكم في الانتخابات، وكذلك الانتهاكات الأمنية من خلال كتابة التقارير اليومية التي تم توثيقها بالصور والفيديوهات، وبالطبع هذا النجاح لا بعجب الحزب الحاكم مما دفعه لتعطيل بث الموقع. ومن جانبه، نفى صفوت الشريف الأمين العام للحزب الحاكم اتهامات بعض قوى المعارضة بالتلاعب قبل إجراء الانتخابات التشريعية، حيث قال "لدينا انتخابات حرة وتنافسية وضمانات"، وأضاف "أن الاتهام بالتزوير المسبق هو لتغطية فشل قادم والشعور بالضعف وليس بالقوة". ووجه محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين رسالة للنظام المصري بالتخلي عن النظرة الضيقة لمصالحه، وبغل المصلحة العليا للأمة كلها، والتي تتوقف على دور مصر الريادي، مشددا على ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة يتخلى فيها النظام عما دأب عليه من "تزوير مفضوح وتزييف متعمد لإرادة الأمة". و نناديه "ألا يعبث بمكانة مصر وقدرها بتصرفاته غير المسؤولة، فالانتخابات الحرة تعلي من شأن مصر وقدرها، والإصلاح هو أولى درجات التقدم، ومن لا يعتمد على شعبه ويتترَّس به فهو مهزومٌ، ومن استقوى على شعبه بقوة زائلة أو أجنبي مغرض فهو الخاسر الأكبر، ولعلَّ في زوال قوى الاستكبار والتجبر وهزيمتها في أفغانستان والعراق وكثير من بلدان العالم، أكبر دليل على ذلك".