الأقسام الرئيسية

انتخابات مصر.. انتخابات النفوذ داخل حزب مبارك

. . ليست هناك تعليقات:


مراقبون يتوقعون 'عنفا وبلطجة' بين مرشحي الحزب الحاكم، واستعدادات 'لتكسير عظام' الاخوان المسلمين.

ميدل ايست أونلاين


القاهرة – من منى سالم


800 مرشح من الحزب الحاكم لـ508 مقاعد

يتوجه الناخبون المصريون الاحد المقبل الى صناديق الاقتراع لاختيار 508 مرشحين في البرلمان فيما تؤكد جماعة الاخوان المسلمين، اكبر قوى المعارضة، ان الانتخابات "زورت مبكرا" بينما يكرر مسؤولو الحكومة والحزب الوطني الحاكم ان عمليات الاقتراع ستتسم بكل "النزاهة والشفافية".

وستكون الوعود الحكومية موضع اختبار في هذه الانتخابات التي تديرها لجنة عليا من 11 عضوا، سبعة منهم معينون من قبل مجلس الشورى الذي يهيمن عليه الحزب الوطني الحاكم.

ورغم ان احدا في مصر لا يتوقع ان يفقد الحزب الوطني الحاكم اغلبيته الكاسحة (اكثر من الثلثين) الا ان سؤالين رئيسيين ينتظران اجابة خلال هذه الانتخابات هما: عدد مرشحي الاخوان المسلمين الذين سيتمكنون من الفوز ودرجة العنف التي سيشهدها يوم الاقتراع.






هل يكسر الحزب الحاكم عظام الاخوان؟

القاهرة - مكبر الصوت في يد والمصحف في اليد الاخرى، يجوب محمد البلتاجي حي شبرا الخيمة في شمال القاهرة على امل ان يحتفظ بمقعده كنائب للاخوان المسلمين في مجلس الشعب معتمدا على رصيده كطبيب قريب من الفقراء ورجل ملتزم بعقيدته.

ولكن البلتاجي يقر بان الفوز بعيد عن ان يكون مضمونا بسبب "القيود" التي تفرضها السلطة التي اكدت ان جماعة الاخوان لن تكرر الانتصار الذي حققته في انتخابات العام 2005 عندما حصدت 20% من مقاعد البرلمان.

ويقول النائب الذي لا يكف ليل نهار عن جولاته في شوارع وازقة دائرته ان "المؤتمرات الانتخابية تلغى وعندما نذهب الى مقهى للتحدث الى الناس يتم اعتقال صاحبه ثم اغلاقه".

ومثل كل مرشحي الاخوان الذين يبلغ عددهم 130 تقريبا، يتقدم البلتاجي كمستقل لان الجماعة محظورة قانونا.

ويعتقد مسؤولو الاخوان انه سيصعب عليهم مقاومة الضغوط الرامية الى تقليص كتلتهم البرلمانية.

ويتذكر المرشد العام السابق للجماعة محمد مهدي عاكف انه بعد انتخابات 2005 جاءه زائر برسالة لا لبس فيها من السلطات: "يقولون انهم سيكسرون عظامكم".

ويؤكد عاكف انهم اليوم "كسروا عظامنا بالفعل".

ويعتقد نائب المرشد العام محمود عزت ان الاستجابة لدعوة بعض قوى المعارضة بمقاطعة الانتخابات خيار أسوأ من المشاركة رغم كل شئ.

وقال عزت "لو لم نشارك سيكون هناك مزيد من القيود على الحريات وسيفقد الناس الامل وسيقود هذا اما الى اليأس او الانفجار".

ويؤكد مسؤولون في الحكومة وفي الحزب الوطني الحاكم في تصريحات علنية ان الاخوان المسلمين لن يحققوا النجاح الانتخابي الذي احرزوه في الانتخابات السابقة.

ويقول الاخوان المسلمون ان حوالي 1200 من اعضاء الجماعة وانصارها اعتقلوا منذ الاعلان عن مشاركة الجماعة في الانتخابات مطلع تشرين الاول/اكتوبر الماضي ومازال 500 منهم محتجزين.

واكدت السلطات المصرية من جهتها انها القت القبض على عشرات فقط من انصار الاخوان وذلك لمخالفتهم القواعد القانونية للدعاية الانتخابية.

وحذر وزير الداخلية حبيب العادلي جماعة الاخوان من دون ان يسمها الثلاثاء. وقال ان "اجهزة الشرطة ستتصدى بكل حسم وحزم لاي محاولة للخروج عن الشرعية او تجاوز ضوابط الدعاية الانتخابية من اي فئة تحاول النيل من مقومات الاستقرار خلال هذه الفترة".

واضاف ان "الدعاية الانتخابية ليست من آلياتها التظاهرات التي قد تتطور الى اعمال شغب خاصة ان تلك التظاهرات تستهدف افتعال مواجهات مفضوحة يقصد بها تنفيذ اجندات تتعارض مع المصالح العليا للدولة".

وكان اللواء العادلي يشير الى المواجهات العنيفة التي حصلت الجمعة بين الشرطة وانصار مرشحي جماعة الاخوان خصوصا في الاسكندرية.

ويعتبر الخبير في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان الاخوان سيحصدون في انتخابات الاحد نتيجة فشل كتلتهم البرلمانية في ان تفرض نفسها كبديل سياسي ذي مصداقية.

ويقول ان تراجع الاخوان سيكون "نتيجة كذلك لعملهم البرلماني، لانهم يتبنون شعارات دينية ما يجعل البعض ينظر اليهم كتهديد للمجتمع المدني".

ويرى بعض المحللين ان عدم فوز الاخوان بعدد كبير من المقاعد في الانتخابات المقبلة لن يشكل ضربة كبيرة لهم اذ انهم قادرون دوما على ممارسة العمل الدعوي من خلال المساعدات الخدمية التي يقدمونها للناس.

ويؤكد استاذ العلوم السياسية مصطفى كامل السيد ان احتمال عدم تحقيق الاخوان لفوز برلماني "لا يعني ان نفوذهم في الشارع سيتقلص لانهم لا يعتمدون فقط على وجودهم في البرلمان ولكن على شبكة الخدمات الاجتماعية وعلى المساجد".



وكانت جماعة الاخوان المسلمين، التي تخوض الانتخابات بقرابة 130 مرشحا، حققت مفاجأة في الانتخابات الاخيرة عام 2005 مع حصد 20% من مقاعد البرلمان، واجمع المحللون على ان هذا الفوز تحقق بفضل الاشراف المباشر للقضاة على لجان الاقتراع.

غير ان ادارة القضاة المباشرة للعملية الانتخابية الغيت بتعديل دستوري اجري في العام 2007 بعد حركة التمرد التي قادها نادي قضاة مصر للمطالبة باستقلال القضاء عن السلطة التنفيذية والتي بدأت فور انتهاء انتخابات 2005 واستمرت قرابة عامين.

واتهم عضو مكتب ارشاد جماعة الاخوان محمد مرسي الثلاثاء السلطات بـ"تزوير ارادة المصريين" وندد بـ"البطش والعنف ضد المرشحين المعارضين للنظام خاصة من الاخوان".

وفي مقابلة نشرتها صحيفة "الدستور" المستقلة في 31 تشرين الاول/اكتوبر الماضي، اكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات رئيس محكمة استئناف القاهرة السيد عمر عبد العزيز ان نزاهة الانتخابات تتوقف على "حسن نوايا" الجهات الحكومية المشاركة في تنظيمها.

وردا على سؤال عما سيكون عليه الوضع اذا كانت نوايا الجهات الحكومية سيئة، قال "على الدنيا السلام" في اشارة الى ان الامور ستخرج عن يد اللجنة التي يترأسها.

ويتوقع المحللون ان تشهد الانتخابات التشريعية هذا العام درجة عالية من العنف.

وقال الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشبكي ان "تكالب" مرشحي الحزب الوطني على المشاركة في هذه الانتخابات "يؤشر على انها ستكون الاسوأ وسيكون هناك عنف وبلطجة بين مرشحي الحزب الوطني بدرجة اكبر مما شهدناه في الانتخابات الاخيرة".

وكان 14 شخصا قتلوا في احداث عنف خلال عمليات الاقتراع في العام 2005 خصوصا في الدوائر التي تنافس فيها مرشحو الحزب الوطني الذين اختيروا على قائمته مع اعضاء الحزب الذين ترشحوا كمستقلين بعد استبعادهم من قائمته.

وتابع الشبكي ان "الانتخابات المقبلة ستشهد صراع مصالح ونفوذ بين المرشحين المتعددين للحزب الوطني وسيكون المال اداة رئيسية فيها من خلال عمليات شراء الاصوات وستغيب السياسة عنها تماما".

وتتفق المنظمات غير الحكومية التي تتابع العملية الانتخابية مع هذا الرأي.

وقالت المنظمة المصرية لحقوق الانسان، اكبر منظمة حقوقية في مصر، في تقرير اصدرته الثلاثاء الماضي ان "وتيرة العنف تزايدت خلال مرحلة الترشيح والدعاية الانتخابية هذا العام ما نتج عنه وفاة اربعة اشخاص واصابة ما يقرب من ثلاثين وهو الامر الذي قد يجعل من العنف أداة اساسية اثناء الانتخابات ويقضي على الوظيفة الرئيسية للانتخابات كأداة للتداول السلمي للسلطة".

واضافت المنظمة ان "قيام الحزب الوطني بطرح 800 مرشح للتنافس على 508 مقاعد يؤدي الى صراع بين ابناء الحزب الواحد وقد يزيد من حدة العنف".

وقال رئيس المنظمة حافظ ابو سعدة "نتوقع هذا العام ان يكون عدد الضحايا اكبر بكثير" مما كان في الانتخابات السابقة.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك تعهد في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري بان تكون الانتخابات "حرة ونزيهة"، وكرر رئيس الوزراء هذا الوعد مطلع الاسبوع الجاري.

الا انه رغم هذه التأكيدات، رفضت الحكومة المصرية بشدة دعوة صادرة عن واشنطن للسماح لمراقبين دوليين بمتابعة الانتخابات معتبرة انه "تدخل غير مقبول" في شؤونها الداخلية ومساسا بسيادتها الوطنية.

واكد المسؤولون المصريون اكثر من مرة ان رقابة منظمات المجتمع المدني للانتخابات كافية.

غير ان سبعا من هذه المنظمات اعلنت في بيان اصدرته الاربعاء "رفضها التام للقيود" المفروضة على المنظمات الراغبة في مراقبة الانتخابات خصوصا تلك التي تمنع مراقبيها من دخول مكاتب الاقتراع.

ودعت المنظمات، ومن بينها المنظمة المصرية لحقوق الانسان والجمعية المصرية لدعم التطور الديموقراطي والمركز المصري لحقوق المراة ومركز اندلس لدراسات التسامح ومركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان، اللجنة العليا للانتخابات الى "مراجعة هذا الموقف المعادي عمليا لاي رقابة على الانتخابات".

وتجرى الانتخابات بنظام الدوائر الفردية على دورين، وتحدد الخامس من كانون الاول/ديسمبر موعدا للدور الثاني.

ويشارك حزب الوفد الليبرالي، اكبر احزاب المعارضة المعترف بها رسميا، في الانتخابات بأكثر من 200 مرشح في حين ينافس حزب التجمع اليساري على 82 مقعدا والحزب الناصري على 47 مقعدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer