دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت مصادر إسرائيلية الجمعة، أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعمل منذ فترة على بلورة تحالف جديد مع بعض دول البلقان "مناهض" لتركيا، بعد انهيار "التحالف الإستراتيجي" بين الدولتين على خلفية أحداث قافلة "أسطول الحرية"، أواخر مايو/ أيار الماضي.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، نقلاً عن تلك المصادر، أن التحالف الذي تسعى إليه حكومة نتنياهو، مع دول يساورها القلق إزاء سياسة حكومة "حزب العدالة"، برئاسة رجب طيب إردوغان، سيتضمن "تعاون استخباراتي"، و"تدريبات عسكرية مشتركة"، بالإضافة إلى "مئات الآلاف من السياح."
ووصفت صحيفة "هآرتس"، في عددها الجمعة، ما أسمته بـ"تحالف البلقان الجديد"، بأنه "أهم تحرك دبلوماسي ذي مغزى، أقدمت عليه حكومة نتنياهو، إزاء التوتر وفقدان الثقة بينه وبين وزير خارجيته (أفيغدور) ليبرمان من جهة، وبين الإدارة الأمريكية من جهة أخرى، والفتور من جانب دول غرب أوروبا، والقطيعة مع العالم العربي."
وذكرت الصحيفة أن "الدولتين الرئيسيتين اللتين قامت إسرائيل بتوثيق العلاقات معهما خلال العام الأخير، هما اليونان وبلغاريا"، كما أشارت إلى "دفء" العلاقات بين إسرائيل وكل من قبرص، ورومانيا، وصربيا، والجبل الأسود "مونتينغرو"، ومقدونيا، وكرواتيا.
وشددت على أن "هذه الدول تشارك إسرائيل قلقها من زيادة التطرف في تركيا، وتغلغل الجهاد العالمي"، وأن هذه الدول ترى أن هناك إمكانات للتعاون الأمني والتكنولوجي والاقتصادي مع إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى الزيارة التي قام بها رئيس جهاز "الموساد"، مئير داغان، إلى بلغاريا الشهر الماضي، ولقائه رئيس الحكومة البلغارية، بويكو بوريسوف، والبيان الصادر عن الزيارة، الذي أعرب فيه الجانبان عن ارتياحهما لـ"حجم التعاون، والعمليات المشتركة الناجحة لأجهزة الأمن البلغارية والإسرائيلية."
كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي رفيع، وصفته بأنه "على اطلاع بالعلاقات مع بلغاريا"، قوله إن بوريسوف كان قد أعرب، خلال لقائه نتنياهو مطلع العام الجاري، عن رغبته في "توثيق التعاون الأمني والاستخباري مع إسرائيل، بعد أن أدرك حجم الخطر التركي على بلغاريا، التي كانت تحت الحكم العثماني لنحو 500 عام."
كما اقترح رئيس الحكومة البلغارية على نتنياهو، بحسب الصحيفة ذاتها، أن يجري سلاح الجو الإسرائيلي تدريبات في أجواء بلغاريا وفي قواعد عسكرية، وذكرت أن الجولة الأولى من هذه التدريبات ستجري قريباً.
كما أشار المصدر نفسه، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية، إلى ما اعتبره "الدفء الدراماتيكي" في العلاقات بين إسرائيل واليونان، في أعقاب قرار شخصي لرئيس الحكومة اليونانية، يورغوس باباندريو، كما أكد أن العام المقبل سيشهد "تعاوناً أمنياً واستراتيجياً" مع اليونان.
يُشار إلى أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا توترت منذ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، غير أنها تدهورت كثيراً منذ الهجوم الذي نفذته القوات الإسرائيلية على أسطول الحرية، الذي كان متجهاً إلى غزة بهدف تقديم المساعدات وكسر الحصار، والذي تسبب بمقتل تسعة من الرعايا الأتراك على السفينة "مرمرة"، في 31 مايو/ أيار الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات