كتب عنتر فرحات ووكالات الأنباء ٣٠/ ١١/ ٢٠١٠ |
توالت موجات إعصار موقع ويكيليكس، الذى نشر أكثر من ربع مليون وثيقة سرية أمريكية، تشمل آلافاً من الأسرار، بما يهدد بإشعال أزمة دبلوماسية عالمية، حيث تلقته غالبية الدول المعنية بالرفض والتضامن مع واشنطن بمزيج من الصدمة والإحراج. أنصفت الوثائق المسربة الرئيس حسنى مبارك فى موقفه من غزو العراق، والحرب الإسرائيلية على غزة، إذ تضمنت برقية تحذير من «مبارك» إلى الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، يحذره فيها من حرب العراق، وهو ما يكذّب ادعاءات بوش فى مذكراته «نقاط القرار» بأن مصر حذرته من امتلاك النظام العراقى السابق أسلحة بيولوجية. وأكدت إحدى البرقيات أن «مبارك» اعتبر الحرب التى قادتها الولايات المتحدة عام ٢٠٠٣ على العراق عبثاً خطيراً. ووصف «مبارك» نظيره الأمريكى بأنه «لا ينصت إلى النصيحة»، كما تناولت برقية أخرى رفض مصر والرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» طلبا إسرائيليا بتسلم قطاع غزة بمجرد هزيمة «حماس» بعد الهجوم الإسرائيلى على القطاع فى نهاية ٢٠٠٨ وبداية ٢٠٠٩، وقالت الوثيقة إن رفض القاهرة ورام الله كان السبب الرئيسى وراء عدم قيام «إسرائيل» بالقضاء على «حماس». وذكرت برقية أمريكية أخرى أن المبعوث الأمريكى للسلام «جورج ميتشل» قال إن الرئيس مبارك أبلغه بأنه لم يعارض المحادثات الأمريكية مع طهران طالما «أن الأمريكيين يصدقون كلام الإيرانيين»، وبحسب البرقية فإن مبارك «لديه كراهية كبيرة للجمهورية الإسلامية، وكان يشير إلى الإيرانيين على نحو متكرر على أنهم كذابون، واتهمهم بالسعى لزعزعة استقرار مصر والمنطقة». وتناولت البرقيات - التى نشرتها مع الموقع صحف «نيويورك تايمز» الأمريكية و«جارديان» البريطانية و«إل بايس» الإسبانية ومجلة «دير شبيجل» الألمانية - مخاوف قادة الدول الخليجية من البرنامج النووى الإيرانى ومطالبتهم بتوجيه ضربة لإيران، ولم يصدر تعليق خليجى رسمى فور نشرها، بينما قال الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد إن الوثائق لا قيمة لها. وتناولت الوثائق انتقادات دبلوماسيين أمريكيين للعديد من قادة العالم. وأصيب رئيس الوزراء الإيطالى سلفيو بيرلسكونى بنوبة ضحك عندما وصفته التسريبات بأنه «عديم الجدوى، ومنهك جسديا وسياسيا». ووصفت الوثائق الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى بأنه «سلطوى وشديد الحساسية»، ونعتت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها تخشى المجازفة. وقالت برقية إن واشنطن تعتبر رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين المتحكم فى دواليب الحكم، وأن الرئيس ديمترى ميدفيديف مجرد دُمية، وشبهت الرئيس الإيرانى بأنه مثل هتلر. وتناولت الوثائق طلب واشنطن من سفاراتها فى الشرق الأوسط التجسس على الأعداء والأصدقاء على حد سواء، وجمع معلومات عن تحركات قادة من السلطة الفلسطينية وحماس والأونروا وحزب الله. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات