وفاة الزعيم الوطنى محمد فريد كتب ماهر حسن ١٥/ ١١/ ٢٠١٠ |
كان محمد فريد محامى الشعب والأمة، وكان ثانى اثنين فى الحزب الوطنى بعد الزعيم الشاب مصطفى كامل، وقد ترأس الحزب إثر وفاة مؤسسه، كما أنه أنفق ثروته وأوقف حياته على خدمة القضية الوطنية وهو مولود فى ٢٠ يناير ١٨٦٦، أوقف فريد ثروته وحياته على القضية المصرية والمطالبة بالجلاء والدستور، وفى سياق سعيه لهذا أكد ضرورة تعليم الشعب ليكون أكثر تبصراً بحقوقه، وفى سبيل ذلك أنشأ فريد مدارس ليلية فى الأحياء الشعبية بالقاهرة والأقاليم لتعليم الفقراء مجاناً، وقام بالتدريس فيها رجال الحزب الوطنى، كان فريد صاحب البذرة الأولى فى الحركة النقابية، فأنشأ أول نقابة للعمال سنة ١٩٠٩، ثم خاض معترك السياسة وعرفت مصر على يديه المظاهرات الشعبية المنظمة، وكان يدعو إليها ووضع صيغة موحدة للمطالبة بالدستور، طبع الآلاف منها، ودعا الشعب إلى التوقيع وقدمها للخديو عباس حلمى الثانى، وبلغت أول دفعة من التوقيعات ٤٥ ألف توقيع، تعرض فريد للمحاكمة بسبب مقدمة كتبها لديوان شعر بعنوان «أثر الشعر فى تربية الأمم»، ذهب فريد إلى أوروبا للإعداد لمؤتمر يعرض للمسألة المصرية بباريس، وأنفق عليه من جيبه الخاص ونصحه أصدقاؤه بعدم العودة بسبب نية الحكومة محاكمته بسبب مقدمته للديوان ولكن ابنته (فريدة) ناشدته العودة فى رسالة أرسلتها له جاء فيها: «لنفرض أنهم يحكمون عليك بمثل ما حكموا به على الشيخ عبدالعزيز جاويش، فذلك أشرف من أن يقال بأنكم هربتم»، وحُكم على محمد فريد بالسجن ستة أشهر، قضاها ولما خرج كتب يقول: «مضى على ستة أشهر فى غيابات السجن، ولم أشعر بالضيق إلا عند اقتراب خروجى، لعلمى أنى خارج إلى سجن آخر، وهو سجن الأمة المصرية، الذى تحده سلطة الفرد ويحرسه الاحتلال! فأصبح مهدداً بقانون المطبوعات، ومحكمة الجنايات.. محروماً من الضمانات التى منحها القانون العام للقتلة وقطاع الطرق»، استمر فريد فى الدعوة إلى الجلاء والمطالبة بالدستور، حتى ضاقت به الحكومة الموالية للاحتلال وبيتت النية لسجنه فغادر البلاد الى أوروبا سراً، وتوفى هناك فى مثل هذا اليوم ١٥ نوفمبر ١٩١٩، وهو وحيد وفقير، حتى إن أهله بمصر لم يجدوا مالاً كافياً لنقل جثمانه إلى أرض الوطن، إلى أن تولى أحد التجار المصريين من الزقازيق نقله بنفسه على نفقته الخاصة. المصدر : المصري اليوم |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات