كشف وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير أن الطرد المشبوه في مطار ويندهوك بناميبيا الذي كان مقررا نقله إلى طائرة ألمانية متوجهة إلى ميونيخ لم يكن يحتوي على متفجرات، وإنما على حقيبة خاصة هدفها فحص فعالية التدابير الأمنية المتخذة في المطارات.
حقيبة اختبار أميركية الصنع
وقال دو ميزيير في نهاية مؤتمر عقده وزراء داخلية الولايات الألمانية في هامبورغ إن خبراء أمن ألمان كشفوا على الحقيبة في ويندهوك توصلوا إلى معرفة أنها من إنتاج شركة أميركية متخصصة في تصنيع أنظمة الإنذار. وأضاف أن الهدف منها على ما يبدو "فحص فعالية التدابير الأمنية المتخذة". وتابع أن السلطات الأمنية المختصة "تعمل حاليا على معرفة متى ولمن بيعت الحقيبة، لكن المهم في الأمر أنها لم تحمل متفجرات".
وكان أحد حراس المطار قد شكّ الأربعاء الماضي في الطرد الموضوع إلى جانب حقائب سفر متوجهة إلى ميونيخ، وبعد الكشف عليه اشعاعيا تبين وجود بطاريات عدة فيه موصولة بشريط مربوط بساعة تعمل.
وردا على سؤال عما إذا كانت الأجهزة الأمنية الألمانية نفسها هي التي وضعت الحقيبة للتأكد من مدى فعالية التدابير الاحترازية التي اتخذتها قال دو ميزيير إنه يستبعد هذه الفكرة كثيرا،" لكن هذا الأمر سيكون بالتأكيد محل فحص وتدقيق أيضا". من جانبه،أعلن المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة على الفور أن لا معلومات لديه حول اختبار ما كان مقررا سلفا.
ثلاث سيناريوهات محتملة حول الإسلاميين المتطرفين
وجدّد وزير الداخلية الالماني قبل ذلك في حديث مع القناة التلفزيونية الألمانية الثانية "زد دي إف" القول بأن السلطات الالمانية "تقف في حالة تأهب ضد تهديدات بتنفيذ هجوم مسلح يستهدف المدنيين" على غرار الهجوم الذي أودى بحياة 166 شخصا في مدينة مومباي الهندية عام 2008. وأضاف أن الشرطة تتخذ اجراءات احتياطية إضافية بعد المعلومات المحددة حول تخطيط متشددين إسلاميين لتنفيذ اعتداءات في ألمانيا قبل نهاية الشهر الجاري. وقال مصدر أمني رفيع إن الاستنفار المتخذ سيستمر على الوتيرة ذاتها إلى ما بعد نهاية السنة لافتا إلى أن إجازات أفراد الشرطة ستلغى أو تقصّر إلى حدّ كبير.
إلى ذلك تحدثت مصادر أمنية في برلين عن ثلاثة سيناريوهات مطروحة أحدها يتعلق بالقيادي البارز في تنظيم "القاعدة" يونس الموريتاني، والآخر بهجوم مماثل لهجوم مومباي ،فيما يشير السيناريو الثالث الى خلايا نائمة في المانيا.
جالية إسلامية تدعو الإرهابيين ومناصريهم إلى التوبة
وقد أصدرت الجالية الإسلامية في بلدة بينتسبيرغ القريبة من ميونيخ بيانا نددت فيه بالإرهاب الذي يشوّه صورة الإسلام. ودعت الجالية في بيانها المتطرفين الإسلاميين إلى التوبة قائلة إن الإرهاب "لا يمكن تبريره تحت أي ادعاء كان، والعمليات الإرهابية هي جريمة في حق الله والبشر". وأضاف البيان أن سمعة الإسلام "شوّهت ودنّست عبر الأعمال الإجرامية التي لا فائدة منها والتي يقوم بها إرهابيون أصابهم العمى".
وتوجّه البيان إلى الإرهابيين المحتملين ومعاونيهم بالقول: "لا تتركوا أنفسكم نهبا للأكاذيب والغوايات، فإذا مارس الآخرون، افتراضا أو حقيقة، الظلم بحق المسلمين فلن تستطيعوا أن تغيروا هذا الوضع أو تحسنوه بأن تمارسوا أنتم الظلم أيضا. إن الإرهاب لم يكن أبدا سبيلا للحل ، بل كان دائما إثما ومعصية." وتابع: "توقفوا عن أعمالكم تلك، وتوقفوا عن أن تستندوا في القيام بها إلى أوامر الله وأوامر الدين، لأن من استند إلى ذلك فهو في الحقيقة يعادي الله ويعادي الإسلام." وحض البيان على عدم حماية دعاة العنف.
من جانبه أكد رئيس الشرطة الاتحادية الألمانية ماتياس زيغر أن مخاطر الارهاب في بلاده "أصبحت الآن أكبر من أي وقت مضى".
وقال لصحيفة "بيلد" الألمانية إن جميع الأجهزة الأمنية في البلاد متفقة على تقدير الموقف بهذه الصورة لافتا "إلى وجود أدلة مباشرة حول التخطيط لشن هجمات من قبل إسلاميين مسلحين خلال الأسابيع المقبلة". وأوضح زيغر أن ألمانيا في الوقت الحالي في المرتبة التاسعة من مؤشر الانذار الأمني الذي يحتوي على عشر درجات.
ونفى المسؤول الألماني الاتهام الموجه إلى السلطات الألمانية بنشر الخوف والهلع بين المواطنين مؤكدا أن الشرطة الاتحادية "مستعدة بشكل جيد، وأن عناصر منها شاركت في دورات متخصصة تم فيها التدريب على كيفية التصدي لهجمات محتملة". وأوضح زيغر أن محطات القطارات والمطارات هي الأكثر عرضة للمخاطر، وأن تكتيك "القاعدة" يتمثل في سعيها إلى قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
وزير داخلية برلين يعدّل من تصريحاته
شرطيان يتحققان من هوية مسافر أجنبي في مطار هامبورغ
وأعرب وزير داخلية ولاية برلين إرهارت كورتينغ عن أسفه لتصريحاته التي طالب فيها المواطنين بـ "الإبلاغ عن أشخاص ذي مظهر غريب ويتحدثون العربية". وقال إنه قصد بهذا "التنبيه إلى ضرورة الابلاغ عن أدلة قوية مثل وجود أسلحة أو حقائب مشتبه فيها". وكان الوزير ذكر في تصريحه: "يتعين علينا ابلاغ السلطات إذا شاهدنا انتقال ثلاثة أشخاص إلى الجوار شكلهم غريب، ويحاولون الابتعاد عن النظر أو ما شابه ذلك، ويتحدثون اللغة العربية أو لغة أخرى لا نفهمها". وأضاف:"ينطبق هذا الأمر أيضا على المسلمين في العاصمة، وعلى من يسمع في مسجد حوارا مشتبه فيه عليه إبلاغ السلطات على الفور". من جانبها، انتقدت الرابطة التركية في برلين ـ براندنبورغ كلام الوزير المحلي وأكدت "أن لدى جميع المواطنين مصلحة في وقف الإرهاب، ولكن هذا لا يبرر تصريحات الوزير". وطالبت كورتينغ بسحب تصريحاته، الأمر الذي فعله.
اسكندر الديك
مراجعة: هبة الله إسماعيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات