بقلم سليمان جودة ١٩/ ١١/ ٢٠١٠ |
من الأمانة أن نقول إن هناك وجهاً آخر للاستثمار فى مصر، بخلاف الوجه الذى يجسده وضع «ميريديان» القاهرة، أو شيراتون الغردقة، وغيرهما من الحالات التى تعانى وضعها المؤسف، وهو وجه كما نعرف ونرى، يدعو إلى التشاؤم، فى هذا الاتجاه. غير أن هناك وجهاً آخر، يدعو إلى التفاؤل، ابتداءً من «سيتى ستارز»، الذى أنشأه فى مدينة نصر مستثمر سعودى، وكان أول «مول» من هذه النوعية، يضع القاهرة، من هذه الناحية، على مستوى مولات دبى! وإلى جوار «سيتى ستارز» هناك برجان للبنك الأهلى، على شاطئ النيل، أنشأهما مستثمر سعودى أيضاً، جاد ومحترم، وعلى مسافة قصيرة منهما، هناك «نايل سيتى»، الذى أنشأه مع المهندس نجيب ساويرس، مستثمر سعودى للمرة الثالثة! ويجب ألا ننسى، أن فندق «الكونتنينتال» على النيل، قد أنشأه مستثمر عربى، وأن «الفورسيزونز» على النيل أيضاً، قد أقامه الوليد مع هشام طلعت مصطفى، وأن.. وأن.. إلى آخر هذه النماذج، التى تنطق بأن نموذج «ميريديان» القاهرة، أو «شيراتون» الغردقة، ليسا هما القاعدة قطعاً، وإنما يمثلان استثناء، فى كل الأحوال! وإلى جوار نماذج الوجه المضىء، هناك بالطبع نماذج مشرقة، لمستثمرين من الكويت أو الإمارات، أحسنوا استغلال الفرص التى منحتها لهم الدولة، وأجادوا فيها، وأتاحوا فرصاً من العمل بلا حصر. فما هو المعنى؟!.. المعنى أن هؤلاء الذين عملوا يجب أن يكونوا طول الوقت، موضع حفاوة من الدولة، وموضع تشجيع، ومحل تقدير، وأن يكونوا أيضاً تحت العين فى كل لحظة، لإزالة أى عقبة قد تعترض طريقهم، أو أى مشكلة قد تقوم فى طريق أى واحد فيهم بالمصادفة! لا يجب أبداً، أن يكون الذى يعمل، من بينهم، سواء مع الذى لا يعمل، أو الذى يجهض فرصة متاحة له، من الدولة، وليس الهدف، حين نشير إلى نموذج «ميريديان القاهرة»، على سبيل المثال، أن نلاحق صاحبه، أو نطارده، وإنما الهدف أن نجعله يفتحه لاستقبال رواده، وعشاقه، وسائحيه، كما كان من قبل! والهدف أيضاً، أن يشعر كل نموذج، من نماذج الوجه المضىء، أن الدولة بجانبه، وأنها تدرك حجم إنجازه. وأنها بمثل ما تكرم المعلمين فى عيدهم، والفنانين فى يومهم، والإعلاميين، و... و...، فإنها أيضاً يتعين عليها أن تخصص يوماً، فى كل عام، تكرم فيه، كل مستثمر أجنبى، أو عربى، أو مصرى، أدى ما عليه، وتفوق فى توظيف الفرصة التى جاءته على أرضنا، أياً كان نوعها ومكانها. التعامل مع الاستثمار من النوعين بجدية، لم يعد نوعاً من الترف! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات