كتب عمرو بيومى ٥/ ١١/ ٢٠١٠ |
فرضت كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس نظام التفتيش الذاتى على راغبى الدخول لحضور العظة الأسبوعية للبابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، وذلك كإجراء وقائى بعد تهديدات تنظيم القاعدة بالعراق باستهداف الكنائس فى مصر. ولم يكتف أفراد أمن الكاتدرائية بذلك، بل طالبوا الحضور بإبراز البطاقة الشخصية وإظهار الصليب على معصم اليد والمرور من البوابات الإلكترونية الخاصة بكشف المعادن. وخصص الأمن بوابتين، واحدة للسيدات وأخرى للرجال، مع تنظيم حركة الدخول من خلال طابور حتى يمكن تفتيش الجميع والتأكد من الهويات، وتم منع جميع السيارات من الدخول، فيما عدا سيارات الأساقفة، التى خضعت هى الأخرى للتفتيش. ووضع الأمن بوابات إلكترونية أخرى على أبواب القاعة التى يلقى بها البابا محاضرته، وقاموا بإعادة التفتيش مرة أخرى زيادة فى الحرص. وألقت هذه الإجراءات المشددة بظلالها على الحضور الذين لم يتجاوز عددهم ألفى شخص، فى حين كانت تتجاوز أعدادهم ٥ آلاف فى العظات الأسبوعية السابقة. ودخل البابا شنودة القاعة وسط حراسة مشددة، مكونة من ٦ رجال أمن يحيطون به من جميع الجهات، مما دفع الأقباط للهتاف له والدعاء بحمايته وحفظه. وبدأ البابا كلمته خلال العظة بتلاوة تصريحات الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، التى رفض خلالها الاعتداءات الآثمة على كنيسة «سيدة النجاة» بالعراق، مؤكداً فيها رفض الإسلام لتهديد الكنيسة والاعتداء عليها، وقال البابا، وسط تصفيق حاد من الحضور الأقباط، باسمكم نشكر فضيلة شيخ الأزهر الشريف ونتمنى له سرعة الشفاء والعودة سالماً. وتحدث البابا خلال عظته الأسبوعية التى جاءت بعنوان: «كل للخير»، قائلاً: «الإنذار الذى تم توجيهه لنا تحول إلى الخير، فوجدنا تعاطفاً من الأزهر الشريف ورجال الدين من الإخوة المسلمين والكثير من الكتاب والصحفيين، ووجدنا تعاونا من وزارة الداخلية ومن الأمن، ووجدنا البوابات الحديدية التى دخلتم منها، كل الأشياء تعمل للخير، وللذين يحبون الرب». وأضاف البابا: «لابد أن نقول فى كل الأحوال ربنا موجود، ونؤمن أن كل الأشياء تعمل للخير كما حدثنا الكتاب المقدس، وإذا حدث شر فربنا قادر على تحويل هذا الشر إلى خير». وجدد البابا طلبه للأساقفة بمقاطعة وسائل الإعلام، وقال بعض الأساقفة يدلون بتصريحات دون الحصول على إذن منه، وأدار وجهه للأساقفة الجالسين على يساره، وقال: «هناك كلمة لطيفة يمكن أن تقولها، تقولوا لا نعرف، المسألة عاوزه شوية تواضع»، وأضاف ضاحكاً: «مش أى واحد يبقى أبوالعريف، هناك بعض الأمور يمكن أن يقول فيها المرء لا أعرف». وأوضح البابا أن المسيحية لا يوجد بها قانون للمواريث وقال: «لا يوجد قانون للميراث فى المسيحية ونحن فى مصر نطبق قانون الدولة فى الميراث، لكن الناس ممكن بالمحبة يوزعوا الميراث حسب احتياجاتهم، والمسيح رفض أن يقيمه أحد أتباعه قاضيا ليقسم بينه وبين أخيه الميراث». ورفض الرد على إن كان الاستثمار فى البورصة مقبول فى المسيحية أم لا، وقال: «أنا لا أفهم فى البورصة وجواب هذا السؤال (مش عارف)». وشدد البابا على رفض «زواج البيزنس»، حيث يتزوج مصرى من أجنبية زواجاً شكليا للحصول على الجنسية ووصف البابا هذا الزواج بالاحتيال. ومازح البابا أحد القادمين من الصعيد الذى هتف بحياة البابا، قائلاً: «أنت من الصعيد وأنا بلدياتكم ونهر النيل أصله صعيدى جاى من الجنوب، والفراعنة صعايدة أيضاً». فى السياق ذاته، أدانت رابطة الكنائس الإنجيلية بالشرق الأوسط، حادث الاعتداء على كنيسة السريان الكاثوليك فى العراق، والحادث الذى تعرضت له الكنيسة المعمدانية فى القدس الغربية من حريق مدمر على يد مجموعة من المتطرفين الإسرائيليين. وقال الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الرابطة، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، أن الرابطة بأعضائها الممثلين عن ١٦ كنيسة إنجيلية، أسقفية، لوثرية ومشيخية، فى مختلف بلدان الشرق الأوسط، تأسف لسقوط عشرات الضحايا والمصابين فى هذا العمل الإجرامى، الذى قامت به جماعة إرهابية تربط اسمها بالإسلام وهو منها برىء. وأضاف زكى: «نرفض الزج باسم مصر فى هذه العملية، كما نرفض أى تهديد للكنائس القبطية داخل مصر وخارجها». |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات