غادر الرئيس الأميركي باراك أوباما واشنطن امس، في جولة آسيوية تقوده اساساً الى الهند واندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان. وعلى رغم ان الجولة مبرمجة منذ وقت طويل، يعتبر المراقبون ان اوباما سيسعى الى تعويض انتكاساته الداخلية، بعد خسارة حزبه المدوية لمجلس النواب هذا الأسبوع، بإطلالة خارجية تعطيه بعض الاندفاع بتوقيع اتفاقات تبادل تجاري تحفز الاقتصاد الأميركي.
وفي تقليد بدأه الرئيس تيدي روزفلت في 1906 بعد خسارته في انتخابات الكونغرس، وكرره رؤساء متعاقبون بينهم رونالد ريغان وبيل كلينتون، جاء توقيت جولة أوباما الخارجية، والتي تبدأ من مومباي اليوم، بهدف الابتعاد عن هموم الداخل واعادة بعض الهيبة لقيادته المتضررة بفعل النتائج الانتخابية.
واستكمالاً للمراجعة الداخلية التي يجريها البيت الأبيض بعد الخسارة، أقر أوباما أمس بخطأ استراتيجي في «القيادة» والنهج من جانبة. وأكد في مقابلة مع شبكة «سي بي أس» سيتم بثها غداً: «انشغلنا جداً وركزنا بشدة على إنجاز عدد من الأمور (الضمان الصحي والاصلاح المالي) لدرجة أننا لم نعر اهتماماً لحقيقة أن القيادة ليست مجرد تشريعات». وأضاف أن «المسألة تتعلق بإقناع الناس وإعطائهم الثقة، وتحديد الملامح وتقديم حجة يستطيع الناس فهمها... لم ننجح في هذا على الدوام وأنا أتحمل المسؤولية، وهذا أمر يجب أن أفحصه بعناية مع المضي قدماً».
وفي الجولة التي ستستمر ثمانية أيام سيزور اوباما ترافقه السيدة الأولى ميشال أوباما، الهند وأندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان. وسيخصص جزء كبير من الزيارة لتعميق التعاون التجاري والدفاعي مع هذه البلدان، وللمشاركة في قمة مجموعة العشرين في كوريا الجنوبية واجتماع التعاون لدول آسيا والمحيط الهادئ في اليابان.
وكان أوباما تعهد الوصول الى اتفاق جديد حول التبادل التجاري بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بعد حل عقدة رفع سيول القيود عن استيراد اللحم الأميركي والمفروضة منذ اصابات جنون البقر في 2003.
وستمثل الهند محطة محورية في جولة اوباما، نظراً الى قوتها الاقتصادية والتكنولوجية على الساحة العالمية، ولكونها زيارته الأولى لها منذ توليه الرئاسة. وسيلقي أوباما خطاباً اليوم في قمة الأعمال في مومباي، ويلقي خطاباً امام البرلمان الهندي في نيودلهي.
وكان البيت الأبيض أكد أن التعاون الاقتصادي سيتصدر جدول الأعمال في الهند، وكون «الشركات الهندية هي ثاني أكبر مستثمر في الولايات المتحدة وتوفر حوالي 57 ألف وظيفة». وقال نائب مستشار الأمن القومي للشؤون الاقتصادية مايكل فرومات أن في الهند أيضاً «سوقاً كبيرة للصادرات الأميركية وللاستثمار في الولايات المتحدة».
وسبقت الجولة صدور التقرير الشهري للاقتصاد الأميركي، والذي أشار الى أن نسبة البطالة ما زالت عند معدل 9.6 في المئة، على رغم اضافة 151 ألف وظيفة على القطاع الخاص.
وتحمل محطة اوباما في أندونيسيا حيث عاش جزءاً من طفولته (1967-1971)، رسالة حول قيم الاعتدال والتعايش والديموقراطية. ومن المقرر أن يزور مسجداً في جاكرتا.
ويأمل البيت الأبيض أن يستفيد الرئيس من الاطار الاقتصادي للجولة واحتواء الانتقادات من اليمين والحزب الجمهوري الذي يحاول التركيز على كلفة الزيارة وتوظيف غياب الرئيس لتوجيه الأجندة الاعلامية لصالح الأكثرية الجديدة في الكونغرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات