فرانس 24 (فيديو)
ألقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خطابا اليوم الاثنين أمام أعضاء "غرفة التجارة الفرنسية العربية" في إطار الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس الغرفة.
جاء خطاب الرئيس الفرنسي قصيرا ولم يكن على حجم توقعات العرب الذين كانوا يرغبون في خطاب على أهمية خطاب الرئيس الأمريكي الذي وجهه من القاهرة إلى العالم العربي، وهو الخطاب الذي أسس لحقبة جديدة من التعاون بين العالم العربي والولايات المتحدة. فالعرب انتظروا من ساركوزي خطابا يجيب على كثير من الأسئلة التي تشغل العالم العربي والتي تتعلق بمهاجريه وأبنائهم في فرنسا والذين يشكلون 10 بالمئة من عدد السكان، وعن كيفية اندماجهم في المجتمع الفرنسي وتقبل الفرنسيين لهم ولعاداتهم الثقافية والحضارية المختلفة.
ركز الرئيس الفرنسي في الخطاب على العلاقات الاقتصادية التي تربط بلاده بالوطن العربي والتي تمتد إلى عقود عديدة، وخاصة مع المغرب العربي، وأبدى تفاؤله بالتطور الذي طالها في السنوات الماضية والتقدم الذي سيحدث في السنوات القادمة والخطوات التي تتخذها بلاده لتقوية العلاقات مع المشرق العربي وخاصة دول الخليج العربي.
كم ركز على أوجه التعاون المشترك بين الطرفين وهو التعاون الذي أراد به ساركوزي أن يحقق ما تطلبه فرنسا في المجالات التي تقلقها في علاقاتها بالعالم العربي، كمجال مكافحة الهجرة غير الشرعية القادمة من جنوب المتوسط، ومجال اندماج المهاجرين في المجتمع بالشكل الذي تراه فرنسا ملائما لها. ويبدو أن الرئيس أراد أن ينقل للفرنسيين عزمه وتصميمه على تثبيت الهوية الوطنية الفرنسية المهددة بجحافل المهاجرين غير الشرعيين، وهو الخطاب الذي تتبناه حكومته منذ عام ونصف العام لاجتذاب الناخب الفرنسي إلى صفها.
كما أشار إلى الدور العربي في التعاون مع باريس لتحقيق الحلم الفرنسي برؤية "الاتحاد من أجل المتوسط" كفئـًا وفعالا، كذلك محاولة إقناع العرب بدور لفرنسا في عملية السلام مع إسرائيل وهو الدور الذي يخشى منه العرب نظرا لعلاقته الوطيدة بقادة حزب الليكود الإسرائيلي وذلك على خلاف سلفه الرئيس جاك شيراك. وطرح ساركوزي رؤية بلاده المؤمنة بالمقاربة الجماعية لحل القضية الفلسطينية والمؤيدة لحل الدولتين وعلى أساس دولة فلسطينية تحترم أمن إسرائيل. وندد بالمصاعب التي تعوق استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهو ما اعتبره يصب فقط في مصلحة المتطرفين من الطرفين ويمنع الشعبين من التمتع بالسلام الذي في ظله تثمر التنمية الاقتصادية.
وفي النهاية أثار ساركوزي اللغط عندما خاطب العالم العربي بلفظة "العوالم العربية" والتي بررها بأن العالم العربي على الرغم من وحدته إلا أنه يتمتع بتنوع وغنى ثقافي يجيز لنا مخاطبته بكلمة "عوالم"، وأن العالم العربي الذي يمتد من المحيط إلى الخليج يمتلك خصوصيات داخلية تميز دوله عن بعضها البعض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات