نقلت صحيفة الجارديان أن محامين عن أكثر من مئة وأربعين مدنياً عراقياً سيطالبون أمام المحكمة البريطانية العليا اليوم بإجراء تحقيق قضائي علني موسع حول اتهامات التعذيب والمعاملة غير الإنسانية والمهينة الموجهة لأفراد من القوات البريطانية في العراق.
ويقول فريق المحامين إن الجرائم التي يتهم جنود بريطانيون بارتكابها بحق مدنيين عراقيين وقعت ما بين عامي 2003 و2008 داخل مراكز اعتقال أدارها الجيش البريطاني في العراق عقب الإطاحة بنظام صدام حسين.
وكان وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس قد رفض من قبل إجراء تحقيق علني حول هذه الاتهامات، لكن المحامين يقولون إن التحقيق ضروري لكشف حقيقة ما حدث.
ويتصدر المطالبون بإجراء التحقيق مواطن عراقي من مدينة البصرة اسمه علي زكي موسى يتهم جنوداً بريطانيين بضربه وتعذيبه على مدى شهور في عامي 2006 و 2007
وتذكر الجارديان أن تحقيقاً قضائياً بدأ حول اتهامات قتل المواطن العراقي بهاء موسى على أيدي جنود بريطانيين ويتوقع إتمامه مطلع العام المقبل.
ومن المتوقع أيضاً أن يبدأ تحقيقاً ثانياً العام المقبل حول مقتل حميد السويدي.
ونقلت الجارديان عن محاميي علي موسى أنهم سيسعون لإقناع المحكمة العليا بفتح تحقيق واحد شامل لأن إجراء تحقيقات منفصلة سيعني أن النظر في كل الاتهامات قد يستغرق عقوداً.
بريطانيا وإسرائيل
ونشرت صحيفة ديلي تيلجراف تقريراً حول زيارة وزير الخارجية البريطاني وليام هيج لإسرائيل والأراضي الفلسطينية والأزمة الدبلوماسية حول مسألة حق مقاضاة المسؤولين الإسرائيليين أثناء زياراتهم لبريطانيا.
فقد عمد نشطاء فلسطينيون خلال السنوات الماضية إلى الاستناد لنص قضائي يتيح اتهام غير البريطانيين بارتكاب جرائم خارج بريطانيا واستصدار أوامر اعتقالهم، وقام هؤلاء النشطاء بتوجيه اتهامات لمسؤولين إسرائيليين أثناء وجودهم في بريطانيا.
وأثار ذلك احتجاجات قوية من قبل الحكومة الإسرائيلية وقام عدد من المسؤولين الإسرائيليين بإلغاء زياراتهم لبريطانيا.
وكان من المتوقع أن يقدم وليام هيج لإسرائيل أثناء زيارته تعهداً بأن تجري بريطانيا تعديلا قانونياً يمنع استصدار أوامر اعتقال المسؤولين الأجانب.
لكن إسرائيل بادرت في مطلع زيارة هيج بالإعلان عن تعليق لقاء "الحوار الاستراتيجي البريطاني الإسرائيلي" السنوي حتى تتخذ بريطانيا اجراءات نحو ضمان عدم إصدار أوامر اعتقال للمسؤولين الإسرائيليين أثناء زياراتهم لبريطانيا.
وعبر مسؤولون بريطانيون عن استيائهم من الإعلان الإسرائيلي، ثم عقب اتصالات بين الجانبين ألغى الإسرائيليون قرار تعليق اللقاء السنوي وقدم وزير الخارجية البريطاني تعهداً بتعديل القانون خلال أسابيع.
أما صحيفة الإندبندنت فقد ركزت على تصريح وليام هيج الذي أدلى به في ختام زيارته وقال فيه إن فرص التوصل لتسوية سلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتضاءل وقد تتلاشى كلياً.
وكان الوزير البريطاني قد طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتمديد تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وهو الشرط الذي وضعه الرئيس الفسطيني محمود عباس للعودة لمائدة المفاوضات.
ونقلت الإندبندنت عن وليام هيج قوله إنه يشعر بالقلق الشديد إزاء تضاؤل فرص تحقيق السلام وإنه إذا فشلت محاولات استئناف محادثات السلام فإن الأمل في التسوية سيضيع.
تصاعد أعمال العنف في العراق
ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريراً حول الموجة الأخيرة من تصاعد أعمال العنف في العراق والتي بدأت بهجوم على كنيسة كاثوليكية في بغداد أدى لمقتل أكثر من خمسين شخصاً وجرح العشرات.
وقد تلت هذا الهجوم مباشرة سلسلة من الانفجارات تركزت في مناطق تسكنها أكثرية شيعية في بغداد وأدت لمقتل أكثر من ستين شخصاً وإصابة المئات في ما يعد من أكبر الهجمات التي تتعرض لها العاصمة العراقية منذ سنوات.
وتقول الصحيفة إن الشكوك تشير إلى ضلوع عناصر ترتبط بتنظيم القاعدة وإن هذه التهديد الذي تمثله الجماعات المسلحة في العراق لا يزال قائما بعد مضي نحو ثماني سنوات على غزو العراق.
وتضيف الفايننشال تايمز إن منفذي هذه الهجمات ما زالوا يسعون لضرب فرص تحقيق أي نوع من الاستقرار وإشعال التوترات الطائفية.
ويقول التقرير إن المخاوف تتزايد لدى العراقيين من اشتعال أعمال العنف الطائفي التي دفعت العراق إلى حافة حرب أهلية عام 2005.
ويضيف التقرير أن غضب العراقيين وإحساسهم بالإحباط يتزايد أيضاً بسبب عجز القادة السياسيين عن تشكيل حكومة بعد مرور ثمانية أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات