الأقسام الرئيسية

قنابل الحبر: المبالغة والهاجس الأمني

. . ليست هناك تعليقات:
الطابعة القنبلة

الطابعة القنبلة

تواصل الصحف البريطانية التعليق على خطة تفجير طائرة شحن التي كشفت عنها السلطات البريطانية الأسبوع الماضي، كما أفردت جانبا معتبرا من صفحاتها للانتخابات النصفية في الولايات المتحدة.

مراجعة الإجراءات الأمنية دون الاستسلام إلى الانفعال

في الافتتاحية التي خصصتها للتعليق على خطة التفجير الفاشلة تقول الإندبندنت إننا لا نعرف الشيء الكثير عن تفاصيل الخطة، بل إن ما قيل بشأن العبوات الناسفة التي كانت موجهة إلى معابد يهودية في شيكاغو تبعث على الشك في الرواية القائلة بأن هدف الخطة كانت تفجير الطائرة أثناء تحليقها فوق مناطق آهلة.

لكن "مهما كانت الحقيقة، فإن المقلق هو أن المتفجرات هُربت على متن طائرات كانت متوجهة إلى الولايات المتحدة عبر بريطانيا، وأنها لم تكتشف إلا بفضل معلومات جهاز الاستخبارات السعودي."

وما يمكن استخلاصه من هذه العملية –تتابع الصحيفة البريطانية- هو أن مسوغ انتشار قوات ناتو في أفغانستان لحماية الغرب لم يعد يستند إلى أي سبب معقول.

وتمضي الصحيفة مؤكدة على ضرورة مراجعة الخطة الأمنية، لكن دون الاستسلام إلى ردود فعل متسرعة من قبيل غارات جوية على المواقع التي يُشتبه أن تكون معقلا "للإرهابيين" في اليمن، لأن مثل هذه الضربات لن تفلح سوى في دفع السكان إلى بذل الدعم للقاعدة.

"على الحكومات الغربية أن تتعامل مع الأجهزة الأمنية اليمنية من أجل التصدي للشبكات الإرهابية في هذا البلد. ويتطلب هذا أن تساعد تلك الحكومات نظيرتها اليمنية حتى تستطيع أن تعالج البطالة الكارثية التي تناهز نسبتها 35 في المئة. كما يتطلب الضغط على بلدان المنطقة وفي مقدمتها الجار القوي والثري لليمن – السعودية، وذلك من أجل مزيد من الحرية السياسية، والفرص الاقتصادية لشعوبها."

ومما يستخلص كذلك من عملية إفشال خطة التفجير حسب الصحيفة غياب الاحترافية والفعالية عن "المجموعات الإرهابية" في الآونة الأخيرة. وإذا كانت هذه الخلاصة لا تعني الاستسلام للطمأنينة، فإنها في المقابل تكشف عن إمكانية احتواء التهديد الإرهابي "بواسطة عمل أستخابراتي محكم، وإجراءات أمنية فعالة، ورباطة الجأش."

"أمننا قبل كل شيء"

بالنسبة للديلي تلجراف يمكن الخروج بثلاث نقاط من المعلومات المتضاربة عن خطة التفجير الفاشلة.

أول هذه النقاط يتعلق بفداحة الخسائر البشرية التي كانت ستترتب عن تنفيذ "المؤامرة" لو كانت كتب لها النجاح.

وثاني هذه النقاط يتعلق بالتقنية المستخدمة في هذه الخطة وهي التقنية المتبعة في تفجير القنابل الموقوتة.

أما النقطة الأخيرة المستفادة –حسب الصحيفة- مما أدلت به السلطات البريطانية بشأن الخطة الفاشلة فيتعلق بالمدبرين: القاعدة أو فرعها في الجزيرة العربية.

وتعتبر الصحيفة أن الخطة كشفت عن قدرة "الإرهابيين" على تغيير أساليب عملهم، والتكيف مع الظروف. فالتدابير الأمنية فيما يتعلق بطائرات الشحن، أقل صرامة من تلك المستخدمة في الطيران الخاص بالمسافرين، كما أن صنف المتفجرات المستخدم صعب الرصد بجهاز المسح الضوئي. ولولا الفتيل المستخدم لتفعيل آلية الانفجار لما تمكنت الأجهزة الأمنية من اكتشاف "المؤامرة". ولكن اختراع فتيل يصعب رصده بأجهزة المسح الوقتي قد تكون مجرد مسألة وقت، تقول الصحيفة.

وفي معرض الحديث عن التدابير التي ينبغي اتخاذها من أجل التصدي للأرهاب، ترى افتتاحية الديلي تلجراف ضرورة أن يتعاون الجهاز القضائي والحكومة والشعب.

"الحرية أولا"

على عكس الديلي تلجراف، تذكر الجارديان في افتتاحيتها التحالف الحكومي البريطاني الحالي بما تعهد به من ترسيخ الحريات العامة، وباعتراضه –عندما كان طرفاه في المعارضة- القوي على سن نظام بطاقة الهوية.

تلمح الصحيفة إلى ما يبدو أنه علامة على أن التحالف بدأ يعيد التفكير في هذا التعهد.

"فبدل إلغاء إجراءات المراقبة، صارت ضرورة من ضرورات الأمن القومي".

وتعد إجراءات المراقبة –وهي نوع من الإقامة الجبرية- "حيلة قانونية" لجأت إليها السلطات البريطانية من أجل التخلص من معضلة المشتبه في انتمائهم إلى حركات إرهابية من الذين لا تملك عنهم أدلة إدانة كافية، ولا يمكنها ترحيلهم حماية لهم.

وترى الصحيفة أن الظروف الحالية –على الرغم من إفشال خطة التفجير المذكورة- لا تشفع لهذا النوع من الإجراءات الأمنية، بل إن حجة الليبراليين والمحافظين في التشبث بهذه التداتبير أضعف الآن مقارنة مع ذي قبل.

وتختتم الصحيفة افتتاحيتها قائلة: " إن الليبراليين كانوا معتزين بما اعتبروه إنجاز نسف خطة فرض بطاقة الهوية، كما كان نيك كليج [زعيم الديمقراطيين الليبراليين] معارضا شرسا لإجراء المراقبة.والآن عليه وعلى حزبه أن يجعل حكومتهما تتقيد بهذا الموقف."

وفي نفس هذا السياق كتب جوليان غلوفر مقالا نشرته الجارديان على صفحتها للرأي حذر فيها من أن يحول الغرب خطة فاشلة إلى انتصار نفسي.

ويعتقد الكاتب أن الحكومة البريطانية تبالغ في تعاطيها مع حدث قد لا يكون استرعى انتباه الحكومات إبان الحرب العالمية الثانية مثلا.

ويعتقد الكاتب أن حكومة متزنة وعاقلة ستبحث في مثل هذه الظروف عن الحقائق. والحقيقة هي أن اليمن بلد كارثي، ليس بسبب الإرهاب المستورد، ولكن بسبب شح موارده، واندلاع أكثر من تمرد فوق أراضيه. لذا "ينبغي لنا أن نمد له يد العون. والتحدث في مثل هذه الظروف عن المواجهة غباء".

ويشير الكاتب من جهة ثانية إلى "النموذج" السعودي في مكافحة مد "المتشددين"، لينتقد الموقف الغربي الذي يعتبر أن البلدان "مصدر الإرهاب"، لا تملك الإرادة للتصدي للإرهاب، علما بأنها "تريد ذلك وتستطيع تحقيق إختراق."

ويقول الكاتب إن الفشل "فشلنا، فالتهديد الذي يواحه الغرب مصدره الغرب... لقد ضعنا في عالم من سوء الفهم الأهوج."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer