Wed Nov 24, 2010 5:00pm GMT
القاهرة (رويترز) - قالت مصادر أمنية وطبية وبيان ان شخصا قتل يوم الاربعاء وأصيب 51 اخرون في اشتباك بين مئات المتظاهرين المسيحيين وقوات مكافحة الشغب في مدينة الجيزة عاصمة محافظة الجيزة غربي القاهرة.
وقال مصدر أمني ان قوات مكافحة الشغب استخدمت العصي والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على أمر بوقف البناء في مبنى خدمات تابع لكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بالمحافظة بينما رشق المتظاهرون القوات بالحجارة. في حين ذكر مصدر طبي أن هناك مصابين بالرصاص.
واتخذت الاشتباكات بعدا طائفيا عندما انضم عشرات المسلمين الى العنف. وأظهرت لقطات تلفزيونية أن بعض رجال الشرطة رشقوا المتظاهرين بالحجارة. وقال شهود عيان ان عشرات المسلمين ألقو حجارة على المتظاهرين المسيحيين.
وأضاف المصدر الامني ان الشرطة حاولت تفريق المتظاهرين بعد أن أغلقوا لنحو ساعتين شارع الاهرام المؤدي الى المنطقة الاثرية غربي القاهرة.
وقالت وزارة الداخلية ان الشرطة ألقت القبض على 112 على الاقل من المتظاهرين الذين قدرت وكالة أنباء الشرق الاوسط عددهم بما يصل الى ثلاثة الاف. لكن بيانا أصدره النائب العام عبد المجيد محمود الذي بدأ معاونوه التحقيق في الاحداث قال ان الشرطة ألقت القبض على 133 متظاهرا.
ونظمت المظاهرة أمام مبنى محافظة الجيزة.
وقال المصدر الامني أن الشرطة ألقت القبض على عشرات المتظاهرين خلال الاشتباك.
وأضاف أن الاشتباك بدأ بعد قيام متظاهرين بتحطيم مبنيين خشبيين صغيرين أحدهما تابع لشرطة المرور والاخر أمني وسيارة خاصة أمام مبنى المحافظة.
وتابع أن المتظاهرين هرعوا الى شوارع جانبية بعد القاء قنابل الغاز المسيلة للدموع وأغلقوا أحدها وحطموا عددا من السيارات الخاصة قبل أن يتوجهوا الى مبنى حي العمرانية القريب ويحطموا واجهته الزجاجية وشاحنة صغيرة تابعة له.
وقال مصدر طبي ان أغلب المصابين نقلوا الى مستشفى أم المصريين القريب من مبنى محافظة الجيزة لعلاجهم وان جثة القتيل -وهو شاب مسيحي يدعى مكاريوس جاد شاكر (19 عاما) - نقلت الى مستشفى أم المصريين أيضا.
وأضاف أن باقي المصابين نقلوا الى مستشفيين اخرين موضحا أن عشرة من المصابين غادروا المستشفيات بعد تلقي اسعافات.
وتابع أن ثلاثة من الجرحى أصيبوا بالرصاص وفي حالة خطيرة وأن أحدهم ويدعى حربي مملوك اسرائيل (30 عاما) نقل من مستشفى أم المصريين الى مستشفى قصر العيني "بين الحياة والموت."
وقالت وزارة الصحة ان 35 شخصا أصيبوا بينهم 13 من رجال الشرطة لكن بيان النائب العام قال ان 51 أصيبوا بينهم سبعة ضباط شرطة وأحد عشر مجندا.
ووقع الاشتباك قبل أربعة أيام من انتخابات مجلس الشعب التي كانت هي الاخرى سببا في اشتباكات عنيفة.
وقال المحلل السياسي نبيل عبد الفتاح من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان هناك احتقانات طائفية ظاهرة في المجتمع المصري وأصبحت أكثر التهابا بسبب المعركة الانتخابية.
وقال مندوب من رويترز ان اشتباكا اخر وقع أمام الكنيسة بين مئات المسيحيين وقوات مكافحة الشغب التي كانت تطوق الكنيسة.
وأضاف أن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وأن المتظاهرين يردون عليها بالحجارة مرددين هتافا يقول "بالروح بالدم نفديك يا صليب". كما رددوا هتافات تؤكد الاصرار على اتمام المبنى.
وظهر متظاهر في احدى صور رويترز وهو يلقي قنبلة بنزين في اتجاه قوات مكافحة الشغب.
وقال محافظ الجيزة سيد عبد العزيز ان نائب مدير الامن في المحافظة وقائد قوات الامن المركزي وضباطا أصيبوا.
وقال لوكالة أنباء الشرق الاوسط ان الكنيسة حاصلة على ترخيص بمبنى خدمات لكن المبنى الذي يجري انشاؤه هو كنيسة. وأضاف أن المحافظة رفضت بناء كنيسة بدلا من المبنى المرخص به.
وأضاف "عندما لاحظنا مظاهر تحويله الى كنيسة ببناء قبة أعلاه تحاورنا مع المسؤولين عن الكنيسة وقيادات مسيحية كثيرة لوقف هذه الاعمال لانها تحتاج لرخصة جديدة."
وتابع أنه أبلغ بعض القيادات المسيحية باستعداده الكامل لمساعدتهم على استخراج رخصة جديدة لهذا المبنى الخدمي "لكن عليهم (أولا) أن يوقفوا أعمال تحويله الى كنيسة."
ويتكون المبنى من ثلاثة طوابق تعلوها قباب.
وقال جورج حلمي (55 عاما) الذي يسكن بالقرب من الكنيسة "انهم لا يسمحون بدخول المعدات الثقيلة لذلك جاء المسيحيون بخلاطات أسمنت صغيرة."
وتقول الكنيسة ان لديها ترخيصا قائما وانها تواصل البناء بدون معدات.
وبناء وترميم الكنائس مصدر للتوتر بين الاقباط والسلطات في مصر.
ويقول رجال دين مسلمون ومسيحيون ان هناك وئاما طائفيا في البلاد. لكن نزاعات دامية تنشب أحيانا بسبب تغيير الديانة أو علاقات بين رجال ونساء ليسوا من نفس الطائفة.
ومن النادر تنظيم احتجاجات مسيحية على هذا النطاق الواسع في مصر.
ويقول محللون ان على الدولة أن تستجيب لمطالب مسيحية مثل تسهيل بناء وترميم الكنائس في الوقت الذي يقوم فيه المسلمون ببناء وترميم المساجد بسهولة نسبية.
وقالت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وهي منظمة تراقب حقوق الانسان في مصر ان 53 حادثة طائفية عنيفة وقعت عام 2009 مقابل 24 حادثة عام 2008. وقال حسام بهجت مسؤول المنظمة "اليوم نتحدث عن قوات الامن وهي تستعمل القوة المفرطة مع محتجين مسالمين يطالبون بحقهم الدستوري في العبادة."
من محمد عبد اللاه
(شاركت في التغطية دينا زايد وسارة ميخائيل وباتريك وير)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات