Thu Oct 21, 2010 11:45am GMT
لندن (رويترز) - في مياه المحيط الهندي تحاول سفن القوات البحرية الدولية التصدي للقراصنة الصوماليين لكن على المدى الطويل ربما يتضح ان القوات التي وصلت في الاونة الاخيرة من الهند والصين وروسيا وغيرها متنافسة بقدر ما هي متحالفة
وتقدر البحرية الامريكية عدد السفن الحربية التي تنخرط كل يوم للتصدي لقراصنة صوماليين مسلحين بما بين 30 و40 سفينة.
وبينما يكون نصيب الاسد لقوات الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي الا ان العامين الماضيين شهدا تزايدا في وجود الصين وروسيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها.
وفي حين أن القرصنة التي أعادت رسم مسارات الملاحة وزادت من تكاليف التأمين تعتبر المحرك الرئيسي وراء ذلك الا انه ينظر الى الجميع ايضا على أنهم يريدون نصيبهم من ممرات ملاحية تزداد أهمية.
ومن المؤكد ان تلك القوات تكشف عن الاسلوب الذي تضطلع من خلاله بعض القوى بدور أكبر في الشؤون العالمية.
لكن ايا من الوافدين الجدد نسبيا لا يقترب من تحدي الهيمنة العسكرية الاقليمية للولايات المتحدة التي تكون لها عادة حاملة طائرات واحدة على الاقل في المنطقة ويكفي ما تحمله من اسلحة وذخائر لاغراق كل القوات البحرية الاخرى.
وقال كريستيان لا ميير خبير الشؤون البحرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن "لا تزال هذه قوات صغيرة نسبيا... لكن اذا كنا نتطلع الى العقود القليلة القادمة فلا شك أن القوات البحرية الاسيوية سيكون لها وجود اكبر في المحيط الهندي بالنسبة للقوات الغربية."
وتزداد المنطقة اهمية. وتمثل 20 في المئة من التجارة البحرية العالمية ونسبة أعلى كثيرا من شحنات الطاقة والحاويات.
وهي طريق الشحن الرئيسي لامدادات النفط من الخليج والصادرات الصينية والاسيوية الى اوروبا والموارد الافريقية المحتملة من الغذاء والمعادن.
وربما تكون للقوى الغربية جداول أعمال أخرى مثل مراقبة التهريب المحتمل للاسلحة الايرانية ومراقبة المتطرفين والمتشددين في الصومال واليمن لكن بالنسبة للقوى الصاعدة فان المصلحة الاساسية هي التجارة.
وقال نيكولاس جفودسيف استاذ دراسات الامن القومي بكلية الحرب البحرية الامريكية "أصبح المحيط الهندي ممرا بحريا رئيسيا.
"الصين لا تثق في ترك هذا الطريق الحيوي في أيدي البحرية الامريكية وتريد تأمين الوصول اليه."
وقوة التدخل الصينية التي تتألف من ثلاث سفن وتسير قوافل في معظم الايام عبر عدن وتتواجد بشكل دائم هي أول قوة لبكين في المنطقة منذ أبحر اليها الاميرال شنغ خه في القرن الخامس عشر.
واقترح قادة البحرية الصينية المعاصرون فتح قواعد بحرية اقليمية لدعم عمليات مكافة القرصنة علاوة على مشاريع جديدة أخرى في موانيء باكستان وسريلانكا وميانمار.
وسيثير هذا قلق الهند التي لطالما اعتبرت المحيط الهندي فناءها الخلفي. وعلى غرار معظم القوى الاسيوية تقوم الهند ببناء قواتها البحرية بينما تخفض الدول الغربية قواتها البحرية.
ويشير الوجود الروسي ويكون عادة بسفينتين الى زيادة في الانتشار البحري خارج منطقة موسكو التقليدية.
ويصف بعض المحللين وجود السفن اليابانية وطائرات الدورية التابعة لها بأنه الاول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية.
ويشير قادة في الاساطيل البحرية الى الانتشار بوصفه مثالا واعدا للتعاون الدولي. وفي حين أنه لا يوجد قائد عام للجهود الدولية فان هناك تنسيقا من خلال اجتماعات شهرية وغرف دردشة مؤمنة على الانترنت.
ويشتكي البعض من أن القوات البحرية للقوى الصاعدة تركز بشدة على حماية ملاحتها الوطنية ويمكن الاستفادة منها بشكل افضل لو تم تحسين التنسيق. وتركز معظم الدول الصاعدة على مرافقة السفن التي ترفع علمها غير أن الهند على وجه الخصوص حريصة على ان تؤكد أنها رافقت سفنا من جميع الجنسيات.
والمؤكد أنه على الرغم من تحقيق السفن الحربية بعض النجاح في تعطيل الهجمات فان عدد القراصنة لا يزال في تزايد.
لكن في العموم يقول عاملون بقطاع الشحن ان تواجد القوات البحرية خبر سار.
وقال بيتر هينشكليف أمين عام الغرفة الدولية للشحن "يتعلق هذا بحماية الطرق التجارية."
وأضاف "من المؤكد أننا نرحب بالتعاون البحري. فالقوات البحرية التي ان لم تكن فعلا في حالة حرب فمن المؤكد أنها تتنافس مع بعضها البعض لكنها تعمل معا وأصبحوا رفاق سلاح."
لكن البعض يرى ايضا أن اندفاع السفن الحربية الى المنطقة الذي بدأ معظمه في عام 2008 بعد اختطاف ناقلة نفط سعودية وسفينة اوكرانية تحمل دبابات يذكيه جزئيا تنافس دولي متزايد يثير القلق.
وقال جوفسديف من كلية الحرب البحرية "لا أعتقد أنه بالضرورة هذا او ذاك يمكن أن يكون الاثنان."
من بيتر ابس
© Thomson Reuters 2010 All rights reserved
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات