ولاء نبيل ٢٦/ ٩/ ٢٠١٠ |
قال أسامة سرايا، رئيس تحرير جريدة الأهرام: «إن التعديل الذى تم على صورة الرئيس مبارك بوضعه فى مقدمة الزعماء، للتعبير عن قيادة الرئيس مبارك لقمة المفاوضات الفلسطينية، فى شرم الشيخ، ليس خطأ مهنياً على الإطلاق، وإنما اجتهاد يشجعه ويقبل عليه. وأضاف، فى حلقة أمس الأول من برنامج «آخر كلام»، الذى يقدمه الإعلامى يسرى فودة على قناة «أون تى» فى: «أحيى قسم (الإنفو جرافيك) بجريدة الأهرام، صاحب تلك الفكرة التى استهوتنى، لكونه عملاً مهنياً رائعاً، سواء قبلته أنت أو لا تقبله فهذا شىء يرجع لك، إذ قامت الجريدة بعمل تكوين للصورة، التى صاحبها عنوان وتعليق هو (الطريق إلى شرم الشيخ)، وهذا التعليق يوضح المعنى المراد من إجراء هذا التكوين التعبيرى لحدث جديد، سيكون فيه الرئيس مبارك قائد الطريق إلى شرم الشيخ، ومصر هى التى تقود الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى والعالم كله فى المفاوضات الفلسطينية». وتابع: «تكوين الصورة والتعبير المراد به مفهوم، فلم نكن بحاجة إلى الإشارة لوجود تعديل فى الصورة، خاصة أنها ليست من التاريخ وليست وثيقة، وهو ما أشرت إليه فى مقالى وباعتراف منى، فهناك حرية تعيشها مصر منذ عقد، تظهر فى الصحافة القومية، ومن حق أى أحد أن يتحرك كما يريد فى الاتجاهات الصحفية، خاصة أن الصحافة المصرية الآن بها كل الاتجاهات، ولست محتاجاً للاعتذار لمن فهم الجريدة خطأ، لأن الجريدة لم ترتكب جريمة». وعن قيام أحد أعضاء الحزب الوطنى بالتلاعب فى صورة ابنة الدكتور محمد البرادعى وإظهارها بملابس البحر «البيكينى» قال سرايا: «أنا لا أعلم شيئاً عن هذا الموضوع، وسأتحرى عنه، وإن صدق سأنشر تفاصيله فى الصفحة الأولى، لأننى أثق بأن من يقوم بذلك ليس وطنياً ولا مصرياً، وأن ما تردد حول ذلك مجرد شائعات تستخدم فى لعبة الانتخابات». وفسر «سرايا» ما أثير من ضجة بعد نشر الصورة المعدلة للرئيس بكونه ناتجاً عن عقليات أخطأت التفكير بأن الصورة تم اللعب بها، وقال إن ذلك تصيد من الصحف الخاصة، ولقد حدث ترصد غير مقبول، خاصة أن الصورة المنشورة ليست لها علاقة بالصورة الأصلية، التى تم التقاطها فى قمة واشنطن أول سبتمبر الجارى، وبالتالى إذا كان الهدف تزوير الصورة كان من الأولى تزوير الصورة التى نشرت أثناء قمة واشنطن. وقال: «الصحافة بطبيعتها عمل يومى، وهى من أكثر المهن المعرضة للخطأ، ولأن ما حدث ليس خطأ يتطلب تصحيحه، وإنما سوء فهم أوضحته للناس، خاصة بعد أن تم تحويل القضية إلى سياسية للتشكيك فى مصر، وهو ما لا أقبله من أحد، لأن ما حدث ليس نموذجاً للتزوير فى مصر كما قيل، لدرجة دفعت البعض إلى القول إن الحرب على غزة سببها التكوين الذى حدث فى الصورة». وأضاف: «هناك محاولة لعمل فرق متنافرة وتقسيم الناس إلى قسمين وطنيين وغير وطنيين، وهذا مرفوض، كما أنه مرفوض أن يتم تسفيه كلامى عندما أعترف بخطأ، كما أننى لم يأت لى أى تعليق من قارئ أكد لى أن نشر الصورة بهذا التكوين تسبب له فى سوء فهم، والعالم كله قال لى شكراً عندما أوضحت فى مقالى أنها صورة تعبيرية، واحترموا ذلك، (إلا الغوغاء اللى مش عاوزين يفهموها)، خاصة أن الصورة لم تكن خبرية، وبالتالى لم يحدث أى تغيير فى الأحداث». وأشار «سرايا» إلى أن جريدة الأهرام نشرت للكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين مقالة له الجمعة الماضى فى غير موعد مقاله الأسبوعى فى الجريدة للإدلاء برأيه فيما نشرته الجريدة فى عددها الصادر بتاريخ ١٤ سبتمبر الجارى عن صورة الرئيس التعبيرية المعدلة، وهو ما ينم عن رسالة صحيفة الأهرام المهنية العالية - على حد تعبيره. وقال الكاتب الفلسطينى داود كُتاب من «رام الله» فى مداخلة عبر الأقمار الصناعية: «نشر تلك الصورة أحدث إثارة كبيرة، لأنه تعامل مع شخصيات معروفة، مما انعكس على مصداقية الصحافة القومية، التى فقدت فيها الناس الثقة، وكانت تلك الصورة هى آخر ثغرة مع الناس، غير المقتنعين بالإعلام الرسمى، الذى أظهر الرئيس بصورة مفضلة وجميلة، رغم أنه من المفترض أن يكون ولاء ذلك الإعلام للقارئ لكن الإعلام القومى ولاؤه الأكبر للحكومة التى تعين رؤساء التحرير». وتابع: «تسببت الصورة فى إحداث تشويش لدى الناس، فصحيفة الأهرام تخلط بين الرأى والخبر، كما أن الجريدة لم تنشر توضيحاً للقارئ بأن هذا الخطأ غير مقصود، حتى بعد إثارة النقاش حول هذا الأمر، وكان ينبغى أن توضح هدفها من هذا التكوين، الذى تسبب فى رد فعل سلبى للإعلام المصرى والعربى، خاصة أن التلاعب فى الصورة واضح، تغير فيه الوضع الحقيقى للزعيم، فكانت الصورة مسماراً آخر فى نعش المصداقية للإعلام العربى، فالغرب يعرف فقدان الإعلام العربى للمصداقية». وقال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: «لا يمكن اختصار مؤسسة الأهرام ودورها الرائد الفكرى والإعلامى فى انتقادات قد تصدر هنا وهناك. وحول تقديم الرئيس مبارك فى الصورة قال العالم: «هناك نظام الأسبقية فى علوم المراسم، والتى تضع رئيس الدولة صاحب الدعوة للاجتماع والمفاوضات فى المرحلة الأولى، ثم يكون ترتيب باقى الرؤساء حسب الأقدمية فى منصب الرئاسة، وأن (الأهرام) حاولت أن تبرز أن الأسبقية، ستكون للرئيس مبارك فى مفاوضات شرم الشيخ». وتابع: «كنت أتمنى أن يأتى تفسير الأهرام المقنع لمراسم الأسبقيات فى اليوم التالى مباشرة، حتى يأتى التفسير رداً مباشراً وواضحاً أمام التناول الصحفى من جريدة (المصرى اليوم) وغيرها من الصحف فى هذا الشأن». وفى اتصال هاتفى بـ«عادل نعمان»، المدير الفنى لصحيفة الشرق الأوسط فى لندن قال: «من حق الجريدة وضع صورة تعبيرية فى تقرير، لكن الخطأ هو اختيار الصورة القريبة من الحدث لعمل صورة تعبيرية، وهو ما أفقد الصحيفة مصداقية التعبير لأن الصورة كانت منذ أيام فقط، وكانت معروفة للناس، خاصة أنها وضعت دون تعليق». وأنهى سرايا حديثة قائلاً: «الناس لا تتعلم بسهولة، ونحن لم نحاول أن نكذب أو نتجمل أو ندجل على الناس فالصورة استهوت المخرج، للتعبير من خلالها بأن ذلك هو الطريق إلى شرم الشيخ، كما أن الكثير أكد لى سعادته برؤية الرئيس مبارك فى الصدارة، وأن التعبير عن شرم الشيخ جاء صحيحاً، ورغم ذلك أخرجنا بياناً بأن الصورة تعبيرية، ولكل من تصور أننا أخطأنا أقول لهم هذا وعد منى بأن ذلك لن يتكرر مرة آخرى». |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات