لليوم الثالث على التوالي منذ وقف إطلاق النار في سوريا، ليل الاثنين، تؤدي الخلافات بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري إلى تأخير دخول المساعدات إلى حلب. ولا تزال المساعدات متوقفة بانتظار حصول القافلتين المتجهتين نحو حلب على تصريح بالتحرك.
وعبرت القافلتان اللتان تضم كل منهما نحو 20 شاحنة محملة بالأغذية والطحين إلى الأراضي السورية الثلاثاء، قادمتين من بلدة جيلفيجوزو الحدودية التركية التي تبعد نحو 40 كيلومترا غربي حلب، ولكنهما لم تتمكنا من التقدم كثيرا بعد تجاوزهما النقطة الحدودية التركية.
وهذا التأخير مؤشر على المصاعب التي تعتري وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا يوم الجمعة. وتأمل واشنطن أن يحيي الاتفاق محادثات السلام الرامية لإنهاء الحرب الأهلية متعددة الأطراف في سوريا.

"مساحة محايدة"

وقال الجيش الروسي إن موسكو ستوصي بإبقاء العمل بوقف إطلاق النار، وتعمل على انسحاب مرحلي لجيش النظام السوري ومقاتلي المعارضة من طريق في حلب يتوقع استخدامه لإيصال المعونات الخميس.
وقال زكريا ملاحفجي من "جماعة فاستقم" التي مقرها حلب لرويترز، إن جماعات المعارضة تعتزم الالتزام بخطة الانسحاب لمسافة 500 متر من طريق الكاستيلو تمهيدا لإنشاء "مساحة محايدة "، ولكن ينبغي أن تنسحب قوات النظام هي الأخرى.
وتعاني حلب من شح في المواد الأولية، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يزيد عن نصف مليون شخص يعيشون تحت الحصار في سوريا التي أدى الصراع فيها إلى مقتل مئات الآلاف، وتشريد أكثر من 11 مليونا.
ومنذ بدء العمل باتفاق وقف إطلاق النار يوم الاثنين بعد وساطة أميركية وروسية كان الهدف الأول للمجتمع الدولي هو إيصال المساعدات إلى حلب التي شهدت أشرس المعارك في الشهور الأخيرة، وهي مقسمة إلى قطاعات يسيطر عليها النظام والمعارضون.
وفي وقت سابق هذا الشهر (سبتمبر)، قام النظام السوري بمساعدة القوة الجوية الروسية وفصائل شيعية بتجديد حصاره لشرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة، ويعيش فيه 250 ألف شخص على الأقل.