الأقسام الرئيسية

لماذا ينتشر داعش في شمال سيناء دون غيرها؟

. . ليست هناك تعليقات:

 
صورة لأسلحة صادرها الجيش المصري من متطرفين شمال سيناء(أرشيفية)
القاهرة –أشرف عبد الحميد
العريش والشيخ زويد ورفح وقرى المهدية والتومة وجبل الحلال أماكن يتمركز فيها تنظيم داعش في شمال سيناء ويواجه بعناصره وميليشياته قوات الجيش المصري.
الملاحظ خلال المواجهات الدائرة بين الجيش وهذا التنظيم الإرهابي أن التنظيم يتمركز في شمال سيناء دون جنوبها وباقي مناطق مصر. ما يطرح السؤال التالي: لماذا يتركز التنظيم في تلك المحافظة المصرية وحدها دون غيرها؟
الخبير والباحث في الحركات الإسلامية ماهر فرغلي يقول لـ"العربية.نت" إن داعش سيناء تنظيم مستقل بذاته ومنفصل تماما عن باقي فروع التنظيم في أي منطقة أخرى، مضيفا أن تنظيم سيناء اسمه الحقيقي أرض الكنانة .
ويكشف فرغلي أسباب احتضان شمال سيناء لهذا التنظيم الإرهابي فيقول إن الحاضنة موجودة، فغالبية قيادات التنظيم من أبناء شمال سيناء والعناصر المشاركة في القتال بالتنظيم من أبناء المحافظة والقبائل هناك إضافة بالطبع للعناصر الأجنبية التي تشارك فيه.
ويشير إلى أن التنظيم يعتمد بشكل مكثف على الإمدادات التي يقدمها له أبناء سيناء من ملاذ آمن ومأوى وغذاء ولذلك ينتشر التنظيم في مناطق المحافظة لتوافر الحاضنة.
ويؤكد فرغلي أن قيادات التنظيم متواجدة بأماكن أخرى في سيناء، لكن التنظيم لا يقوم بأي عمليات فيها حماية لهؤلاء القادة من ضربات الأمن ولمنع لفت الأنظار لأماكنهم، مشيرا إلى أن منطقة شمال سيناء تسهّل وفقا لطبيعتها الجغرافية الصعبة الاختباء والفرار والقيام بعمليات الكر والفر فيها دون باقي محافظات مصر .

التوحد تحت اسم أنصار بيت المقدس ومبايعة داعش

من جهته، يقول الخبير الأمني خالد عكاشة لـ"العربية نت" إن سبب اختيار عناصر داعش التمركز في شمال سيناء يرجع لبدايات العام 2003 وبعد غزو العراق مباشرة حيث تمددت التنظيمات الإرهابية في سيناء تماشيا مع تمددها في المنطقة وقامت هذه التنظيمات بتفجيرات دهب وشرم الشيخ عام 2005 ولكن بعد ثورة يناير 2011 توسعت تلك التنظيمات بشكل فاق كل تصور، ساعدها في ذلك الدعم التقني واللوجستي والفكري للتنظيمات السلفية المتاخمة لها في قطاع غزة وانتشار تنظيمات أخرى إرهابية رأت في شمال سيناء متسعا وبيئة خصبة لها للتمدد مثل جيش الإسلام وجند الإسلام ومجموعة ممتاز دغمش ومجلس شورى المجاهدين وانتشرت فروع لتلك التنظيمات على أرض سيناء بعد وصول الإخوان للحكم، ولكن عقب عزل مرسي والإطاحة بالإخوان توحدت تلك التنظيمات تحت راية تنظيم أنصار بيت المقدس والذي بايع في النهاية داعش للحصول على الدعم المالي والعسكري للتنظيم.
ويقول عكاشة إن الطبيعة الديموغرافية لشمال سيناء سهلت تواجد وتمركز التنظيم بالمحافظة فهي مليئة بالسهول والوديان والدروب التي يسهل الاختفاء بها، وأبناء سيناء المنضمون للتنظيم أكثر الناس إلماما بها وبتفاصيلها وبطبيعتها، فضلا عن تواجد جبل الحلال وهو جبل يقع في منطقة وعرة يصعب وصول القوات النظامية إليها، كما يجب أن لا نغفل أن الحاضنة السكانية للتنظيم موجودة نتيجة وجود بعض شباب سيناء بالتنظيم حيث يوفرون الملاذات الآمنة والأغذية ولديهم علم كامل بأنفاق التهريب التي يتسلل منها السلاح والدعم اللوجيستي للتنظيم سواء من قطاع غزة أو من مناطق أخرى وهو ما لا يتوافر في محافظات مصر الباقية ومنها جنوب سيناء.
ورفض عكاشة التعاطي بجدية مع ما طرحه بعض نواب البرلمان المصري من ضرورة تهجير أهالي شمال سيناء وتوفير أماكن بديلة لهم إفساحاً للعمل العسكري والأمني من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية، مؤكدا أن الحل يكمن في التنمية وخلق بيئة اقتصادية تستوعب آلاف الشباب وتحتويهم بدلاً من انخراطهم في الأعمال الإرهابية وبالتالي نقضي على البيئة الحاضنة للإرهابيين ونمنع عنهم الملاذ الآمن وفي النهاية يتم عزلهم والقضاء عليهم بسهولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer