انتهت الانتخابات التمهيدية في ولاية ويسكونسن ويريد كل طرف ان يأخذ منها عبرة تناسبه.
المرشح الجمهوري تيد كروز حقق فوزاً على المرشح المتقدّم دونالد ترامب وحاز على 48% من الأصوات وجاء دونالد ترامب وراءه بنسبة 38% واعتبر المرشح كروز أن هذا النصر "نقطة تحوّل وصرخة تجمع ونداء من العاملين بكد في ويسكونسن".
يبدو هذا الانتصار كبيراً للمرشح من تكساس، خصوصاً ان الولاية غير معروفة بنسبة عالية من المتدينين، وحصول كروز المحافظ والمتدين على 530 الف صوت وتقدمه على ترامب له مدلولاته، وأولها أنه قادر على الانتصار في ولايات شمالية غير محافظة.

النخبة المعارضة

يثبت هذا الانتصار أيضاً أن الحزب الجمهوري يلتف حول كروز الآن والأصح القول أنه يلتف ضد دونالد ترامب، فقد حظي تيد كروز خلال الأسابيع الماضية بدعم من مرشحين سابقين مثل جيب بوش وكارلي فيورينا كما وقف إلى جانبه المرشح السابق وحاكم ولاية ويسكونسن سكوت وولكر.
ربما يكون انتصاراً، لكنه غير مكتمل، لأن تيد كروز حصل على أقل من 50% من أصوات الناخبين وتمكن من حصد نسبة جيدة من عدد المندوبين، لكن ترامب أثبت ان شعبيته جيّدة وحاز على 386 ألف صوت في الولاية ووصلت نسبة التأييد له في بعض المناطق الانتخابية إلى ما فوق الـ50%.
ربما تكون المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في موضع مماثل، فالمرشح المنافس برني ساندرز حصد 56% من تأييد ولاية ويسكونسن، لكنها حصلت على 36 مندوباً في الولاية ولم يسمح الفوز الكبير لبرني ساندرز إلا بـ47 مندوباً، وهذا يعود إلى أن الانتخابات لدى الديموقراطيين تقوم على النسبية وقد سهل ذلك على كلينتون أن تخسر وتحافظ على تقدمها ضد منافسها، وهي الآن تذهب بالمعركة إلى أرضها الجديدة، ولاية نيويورك الأميركية.

ولاية كبيرة

تتمتع كلينتون بتقدم في استطلاع الرأي وتحظى بتأييد 53% من الناخبين مقابل 43% للمرشح برني ساندرز وهي تسعى منذ أيام إلى إظهار منافسها على أنه صاحب شعارات وليست لديه سياسات مثل شعار "إن كان المصرف غير قابل للسقوط فيجب أن يتم تقسيمه".
حظوظ كلينتون في الولاية جيدة خصوصاً أن نخبة الحزب الديموقراطي تؤيدها والحزب في الولاية عميق الجذور ومنظم أيضاً، بحسب جون سامبلز الخبير في معهد "كاتو" الأميركي، ويشير إلى أن كلينتون تحافظ على تقدمها والنتيجة لن تتغير.
الخبير السياسي يرى أمراً مختلفاً لدونالد ترامب: "ترامب ليس الإبن المحبوب في نيويورك ولديه مشاكل عالقة فيها وبعض الجمهوريين في الولاية لا يعتبرون أنه المرشح الأفضل للحزب".
الصحيح أيضاً هو أن ترامب يتقدم على منافسيه تيد كروز وجون كايسيك بنسبة عالية ويحظى بتأييد 53% مقابل 25% لحاكم ولاية نيويورك فيما يقع تيد كروز في الذيل مع 18% فقط والصورة تبدو رأساً على عقب مقارنة بولاية ويسكونسن.

خطط

السيناريو الأقرب إلى محاولات الجمهوريين لمنع الثري من الحصول على ترشيح الحزب يبدأ من منعه من الحصول على 50% من الأصوات في ولاية نيويورك، فنسبة النصف وأكثر تعطيه إمكانية الحصول على مندوبي الولاية الـ95 كافة، وبذلك يتسع الفارق بينه وبين أقرب منافسيه. أما فشله في الحصول على أكثرية مطلقة في انتخابات الولاية فيعني تقسيم المندوبين نسبياً بين المرشحين والتهيئة لمؤتمر مفتوح للحزب الجمهوري.
نيويورك تعود الآن إلى خريطة السياسة الانتخابية الأميركية، والأكثر إثارة في هذه الدورة هو أن ثلاثة مرشحين لهم جذور في الولاية، فدونالد ترامب يتحدّر من الولاية وله فيها عقارات ومصالح كثيرة، وبرني ساندرز مولود فيها وغادرها الى ولاية فيرمونت، فيما ولدت هيلاري كلينتون في ايلينوي وتتحدر من بنسلفانيا وعاشت مع زوجها في أركنساس، لكنها انتقلت إلى نيويورك وأصبحت عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك.
إنها المعركة الانتخابية في نيويورك مع الكثير من المفارقات!