آخر تحديث : السبت 11 أغسطس 2012 - 8:55 ص
أليس هناك عقل سياسى ناضج ومؤثر داخل جماعة الإخوان المسلمين،
يجعلهم «يلعبون سياسة صح»، وأن يكون لديهم قليل من الرؤية السياسية، لأن
بعض القرارات «الفجة» تجعل بعض اليائسين يترحمون حتى على أيام صفوت الشريف.
طبقا لقانون مبارك فإن من حق مجلس الشورى تعيين رؤساء تحرير الصحف
القومية، لكن المفروض أن هناك ثورة قامت ضد مبارك، فلماذا نتمسك بقشوره بل
ويصرخ بعض الإخوان قائلين ألم يكن مبارك والشريف يفعلان ذلك بكم؟!.
نعم كانا يفعلان.. فهل تحبون أن تكونوا مثلهم ونعاملكم مثلهم؟!.
كنت أتمنى ألا يتستر بعض الإخوان خلف حكاية «الشروط والمعايير» فكلنا يعلم أنها «فكسانة».
دليل ذلك هو ما حدث فى جريدة الأخبار، كانت أشبه بالخرابة «مهنيا» ايام
مبارك وعندما تولى رئاسة تحريرها ياسر رزق أحياها تقريبا من العدم وجعلها
الأعلى توزيعا، وقدم أداء صحفيا راقيا، قد يختلف معه البعض سياسيا، لكنه لا
يملك إلا أن يحترمه مهينا.
هل هناك أفضل من تجربة الأخبار للحكم على أداء ياسر رزق.. اذن فعندما يتم تغييره فلا معنى لذلك إلا الانتقام السياسى.
كنت أتمنى من مجلس الشورى ــ وبالاصح الإخوان ــ أن يقول بوضوح إنه
سيعين رؤساء التحرير الجدد طبقا للولاء ،او أى معيار آخر غير الطنطنة
بـ«المعايير والشروط».
غير ياسر رزق هناك صحفيون تم تغييرهم وهم مهنيون من الطراز الاول مثل
أسامة سلامة فى روز اليوسف ومحمد عبدالهادى فى الأهرام وحمدى رزق فى المصور
حتى لو اختلفت مع افكار بعضهم.
فى نفس يوم صدور قرارات تعيين الزملاء الجدد ــ الذين ندعو لهم جميعا
بالتوفيق ــ كتبت منتقدا الذين اعتدوا على الدكتور هشام قنديل أثناء الصلاة
على شهداء رفح وطالبت بتفعيل القانون ضدهم، وحذرت من لجوء بعض أنصار
الإخوان المسلمين إلى نفس المنطق، الأمر الذى يحولنا إلى غابة، البقاء فيها
للأقوى عضلات والأكثر صراخا وسيوقعنا بين الاختيار الكارثى: ديماجوجية
توفيق عكاشة وامثاله أو فاشية الاخوان.
فى الليلة نفسها، فوجئنا بأفواج من جماهير تزحف لمدينة الإنتاج الإعلامى
لمحاصرة عكاشة والمطالبة باغلاق قناته الفراعين، وتطور الأمر إلى اعتداءات
طالت إحداها الإعلامى البارز خالد صلاح.
مرة أخرى، من حق الجميع أن يحتج على الأداء المزرى والكوميدى لعكاشة،
لكن ليس من حق أحد أن يعتدى على محطته أو على أى محطة يختلف معها.
إذن هل هى مصادفة أنه فى الصباح تتم «أخونة الصحافة» وفى المساء يبدأ
الهجوم على مدينة الإنتاج، وأى رسالة يريد الإخوان إيصالها للمجتمع؟!.
الرسالة وصلت وبعدها تتنصل الإخوان من الهجوم، وهو أمر غريب ألّا نعرف هوية الآلاف من المهاجمين؟!.
ما يحدث هذه الأيام يرسى سوابق خطيرة وإذا تركناه يمر ستكون كارثة.
قد يتعاطف البعض مع مهاجمة عكاشة وقناته، باعتبارها إحدى عجائب الدنيا
العشرة، لكن الذى سيصمت على مهاجمة «الفراعين» اليوم، لن يسمعه احد إذا
هوجمت غدا أى قناة اعتراضا على رؤية أو معالجة اعلاميين كبار مثل يسرى فودة
وريم ماجد وعمرو خفاجى وجابر القرموطى ويوسف الحسينى، ومنى الشاذلى وحافظ
الميرازى ومعتز الدمرداش وعمرو أديب وعبدالفتاح فايد ودينا عبدالرحمن وضحى
الزهيرى ورندا ابو العزم ومحمود الوروارى وخالد عبدالله وخالد الابرق أو أى
إعلامى لديه وجهة نظر مختلفة أو متفقة مع الإخوان. لا اطيق قناة الفراعين
ومع تطبيق القانون العادى ضدها وليس إغلاقها إداريا... أنا مع المبدأ حتى
لو استفاد منه عكاشة، من يوافق على مهاجمة مدينة الإنتاج الإعلامى اليوم
سيشرب من نفس الكأس غدا... «فانتبهوا أو موتوا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات