القلبُ يقطرُ مُرّاً، والعينُ تنفطرُ نزفاً. غُدِروا وهم
يقولون: «اللهم لكَ صُمت، وعلى رزقك أفطرت، فتقبل منّا، إنك أنت السميعُ
العليم»، فتأتيهم رصاصةٌ من بشر يزعمون معرفة الله، دون سواهم، لأن لهم
لِحى طولى وقلوبا غلاظا، وعقولا أُحادية فقيرة، لا ترى فى الآخر، إلا هدفا
للتصويب أو النحْر، ثم يظنون أنهم يحسنون صُنعا، وهم الأخسرون أعمالا، ضلَّ
سعيُهم فى الحياة الدنيا.
قال «طارق الزُّمر»، وعيناه تلمعان بما لم أستطع تبيّنه، أكان ندما، أم تحدّيّا، أم ثقة فى غفران الله، كأنما أخذوا على الله عهداً، دون البشر، أم كان اطمئناناً أن مقاليدَ الحكم قد باتت فى أياديهم، وأن مصرَ قد صفا وجهُها لهم دون المصريين كافة، قال: «على الناس نسيانُ الماضى، فقد توقّفت الجماعاتُ عن نهجها الدموى القديم، فى الاغتيالات والتصفيات الجسدية، وهم عازمون اليومَ على الحل السياسى، بدلَ الجهادى». قالها، بينما الإعلامىّ «طونى خليفة» يحاوره وينظر «فى» عينيه، محاولا قراءة ما لا يُمكن قراءته. سأله: «نادمٌ؟» فتهرّب من: «نعم» النبيلة، التى قد تغسل الوجع، وتخطّاها إلى كلّ ما عداها من كلمات! «هل تذهب إلى السيدة جيهان السادات معتذراً؟» فأجاب: «أذهب لأشكرها، لا لأعتذر!» أىّ صَلف وتجبُّر وغُلوّ ووهم بامتلاك الحقّ! ومَن أخبره أن اعتذاره يعنى لها شيئا! ومَن أدراه أنها ستقبله؟! وهل يعتذرُ مَن لا يندم؟! حتى مَن غدروه «بالخطأ»، د.رفعت المحجوب، لم يستحق منهم الندمَ على قتله، فيما كان «الهدفُ» وزيرَ الداخلية آنذاك. هزّ كتفيه باستهانة وقال: «لم يكن المقصود!» فمَن لم يندم على القتل الخطأ، هل يندم على الغدر الصائب؟!
هل يندمُ قاتلٌ؟ بل هل القتلُ من الأمور التى يجوزُ الندمُ عليها؟ إنها طلقةٌ فى اتجاه واحد، إن خرجت لا تعود، إلا بصراخ الأمهات. روحٌ لا يقبضُها إلا الله، يسمحُ بشرىّ فقيرٌ أن يزهقها! متحديّا قانونَ الوجود! مُحتلاّ مكانةَ واهب الحياة ومُقرّر الموت! كيف لقاتل أن ينظر فى عينى أمّ قتيله، ليُقبّل الأرضَ تحت قدميها ويعفّر رأسَه بالتراب لكى تصفح عن إطفاء زهرة عمرها الذى حملته وهناً على وهن، وسهرت عليه يوما بعد يوم، وعاما إثر عام، حتى يستوى على عوده شابّا جميلا يحمل سلاحَه ليحمى بلاده، بينما الناسُ فى بلاده ينامون مطمئنين أن ثمة مَن يسهر على أمنهم؟!
لا شك عندى فى أن العفوَ الشامل الذى منحه الرئيسُ لسجناء الجهاديين، قد أعطى ضوءا أخضرَ لآخرين، بأن عهدا أكثرَ تسامحا قد حلّ. وأن الجهادَ القادمَ فى مصرَ سوف يتمُّ بمباركة سياديّة لا يعكّر صفوَها صرخاتُ أمهات، يتحوّلن فى لحظة إلى ثكالى يتوشّحن السواد ما تبقى لهن من عمر حزين. حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل زاهق روح. وطوبى لخمس عشرة أمّا تنزفُ قلوبهن الآن، بعدما روتْ دماءُ أبنائهن الطيبةُ، وجهَ سيناء الحزينة.
قال «طارق الزُّمر»، وعيناه تلمعان بما لم أستطع تبيّنه، أكان ندما، أم تحدّيّا، أم ثقة فى غفران الله، كأنما أخذوا على الله عهداً، دون البشر، أم كان اطمئناناً أن مقاليدَ الحكم قد باتت فى أياديهم، وأن مصرَ قد صفا وجهُها لهم دون المصريين كافة، قال: «على الناس نسيانُ الماضى، فقد توقّفت الجماعاتُ عن نهجها الدموى القديم، فى الاغتيالات والتصفيات الجسدية، وهم عازمون اليومَ على الحل السياسى، بدلَ الجهادى». قالها، بينما الإعلامىّ «طونى خليفة» يحاوره وينظر «فى» عينيه، محاولا قراءة ما لا يُمكن قراءته. سأله: «نادمٌ؟» فتهرّب من: «نعم» النبيلة، التى قد تغسل الوجع، وتخطّاها إلى كلّ ما عداها من كلمات! «هل تذهب إلى السيدة جيهان السادات معتذراً؟» فأجاب: «أذهب لأشكرها، لا لأعتذر!» أىّ صَلف وتجبُّر وغُلوّ ووهم بامتلاك الحقّ! ومَن أخبره أن اعتذاره يعنى لها شيئا! ومَن أدراه أنها ستقبله؟! وهل يعتذرُ مَن لا يندم؟! حتى مَن غدروه «بالخطأ»، د.رفعت المحجوب، لم يستحق منهم الندمَ على قتله، فيما كان «الهدفُ» وزيرَ الداخلية آنذاك. هزّ كتفيه باستهانة وقال: «لم يكن المقصود!» فمَن لم يندم على القتل الخطأ، هل يندم على الغدر الصائب؟!
هل يندمُ قاتلٌ؟ بل هل القتلُ من الأمور التى يجوزُ الندمُ عليها؟ إنها طلقةٌ فى اتجاه واحد، إن خرجت لا تعود، إلا بصراخ الأمهات. روحٌ لا يقبضُها إلا الله، يسمحُ بشرىّ فقيرٌ أن يزهقها! متحديّا قانونَ الوجود! مُحتلاّ مكانةَ واهب الحياة ومُقرّر الموت! كيف لقاتل أن ينظر فى عينى أمّ قتيله، ليُقبّل الأرضَ تحت قدميها ويعفّر رأسَه بالتراب لكى تصفح عن إطفاء زهرة عمرها الذى حملته وهناً على وهن، وسهرت عليه يوما بعد يوم، وعاما إثر عام، حتى يستوى على عوده شابّا جميلا يحمل سلاحَه ليحمى بلاده، بينما الناسُ فى بلاده ينامون مطمئنين أن ثمة مَن يسهر على أمنهم؟!
لا شك عندى فى أن العفوَ الشامل الذى منحه الرئيسُ لسجناء الجهاديين، قد أعطى ضوءا أخضرَ لآخرين، بأن عهدا أكثرَ تسامحا قد حلّ. وأن الجهادَ القادمَ فى مصرَ سوف يتمُّ بمباركة سياديّة لا يعكّر صفوَها صرخاتُ أمهات، يتحوّلن فى لحظة إلى ثكالى يتوشّحن السواد ما تبقى لهن من عمر حزين. حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل زاهق روح. وطوبى لخمس عشرة أمّا تنزفُ قلوبهن الآن، بعدما روتْ دماءُ أبنائهن الطيبةُ، وجهَ سيناء الحزينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات