الأقسام الرئيسية

مجموعة "أنونيموس": قراصنة من أجل حرية الرأي والاتصال على الشبكة الدولية

. . ليست هناك تعليقات:


مجموعة "أنونيموس": قراصنة  من أجل حرية الرأي والاتصال على الشبكة الدولية

مجموعة «أنونيموس» عادت إلى الأضواء مجددا مع الحملة البوليسية التي تتعرض لها في أوروبا والولايات المتحدة، أضف إلى ذلك أصوات البعض ممن يوصفون بالخبراء والمراقبين، والذين يتعاملون مع المجموعة وكأنها عصابة من المجرمين، ويتوقعون نهايتها بفضل جهود مكتب التحقيقات الفيدرالية.

وليد عباس (نص)
 
 
ضربة مؤثرة، تلقتها مجموعة القراصنة المشهورة «أنونيموس» هذا الشهر مع اعتقال أربعة من أفرادها في بريطانيا وايرلندا، واعتقال شخص خامس في شيكاغو، والاعتقالات في حد ذاتها ليست بالأمر الجديد على مجموعة «أنونيموس» المشهورة بدفاعها عن حرية التعبير على الإنترنت، وإنما نصف الضربة بأنها مؤثرة، لما كشفت عنه من أن المعتقل الخامس والذي يحمل لقب «سابو الحقيقي» على تويتر واسمه «هيكتور خافيير مونسي جور» في الثامنة والعشرين من العمر ومن ولاية نيويورك، «سابو الحقيقي» وهو أحد الأسماء المشهورة في الجماعة كان يتعاون منذ عدة أشهر مع مكتب التحقيقات الفيدرالي «FBI»، ويجب القول أنه كان يلعب دورا هاما في «أنونيموس» في توجيه القراصنة عبر تويتر للقيام بهجمات مختلفة، مثل دعوته للهجوم على موقع الإنتربول إثر اعتقال خمسة وعشرين شخص يشتبه في انتمائهم إلى «أنونيموس» قبل حوالي الأسبوعين.
 
خبراء الأمن المعلوماتي، اعتبروا أن هذه الضربة ستقضي على الثقة داخل مجموعة «أنونيموس» وستكون لها آثار مروعة، كما قال أحدهم، بل وذهب البعض ليتوقع انهيار المجموعة .
 
المشكلة أن هؤلاء الخبراء لم ينتبهوا إلى مسألة حيوية تتعلق بالطبيعية التنظيمية لـ«أنونيموس» والتي تشابه إلى حد كبير تنظيم القاعدة، أي أنها تعتمد مبدأ التنظيم العنقودي، وتتألف من جماعات منفصلة و مستقلة عن بعضها البعض في غياب أي بنية هرمية، ويكفي لأي مجموعة من القراصنة أن تؤمن بما تدعو إليه «أنونيموس»، للقيام بعملياتها اعتمادا على الإمكانيات الذاتية ودون الاتصال بمجموعات أخرى، ومن يشتركون في أنشطة من هذا النوع يعرفون جيدا أنهم ليسوا بمنأى عن تسلل الأجهزة الأمنية إلى صفوفهم، وبالتالي فإن قضية فقدان الثقة الذي سيدمر «أنونيموس» شيئا من المبالغة.
 
والمشكلة الثانية وربما الأهم، تكمن في أن كافة تعليقات هؤلاء الخبراء والمراقبين تتناول «أنونيموس» باعتبارها مجموعة إجرامية، وتتحدث عنها كما تفعل بالنسبة لعصابات ألمافيا، أو أي مجموعة إرهابية، دون الأخذ بعين الاعتبار أن «أنونيموس» وإن كانت تخالف القانون بهجماتها المعلوماتية، إلا أنها تدافع عن مبدأ حرية الرأي والحركة والاتصال على الشبكة الدولية، وأنها لعبت دورا محوريا في مساعدة المحتجين في بلدان الربيع العربي، دور مستمر، حاليا، في سوريا، حيث تسمح الأدوات التي وفرتها الجماعة لحركة الاحتجاج السورية ببث أفلام الفيديو وصور المظاهرات، والاتصال فيما بينهم.
 
لم تقف  مجموعة «أنونيموس» عند هذا الحد وإنما طورت تحركها في مرحلة ما بعد الثورات في بلدان الربيع العربي، والهدف هذه المرة هم الإسلاميون الذين ترى المجموعة أنهم يعملون لإقامة ديكتاتورية مشابهة للأنظمة التي ثارت ضدها شعوب المنطقة.
 
قامت مجموعة «أنونيموس» في نهاية الأسبوع الماضي بإختراق عدد من المواقع الإسلامية التونسية.قبل أن تنشر شريط فيديو تعد فيه «بوقف أعمال» السلفيين في تونس، وقالت في بيانها «لسنا ضد الدين، فنحن مسلمون، لكننا ندافع عن الحرية في بلادنا»، وهددت مجموعة «أنونيموس» الإسلاميين برصد بريدهم الالكتروني وحساباتهم ومعاملاتهم المصرفية.
 
ومعركة «أنونيموس» مع الإسلاميين بدأت، أيضا، في بلد الربيع العربي الآخر، في مصر، حيث أعلنت الحرب ضد جماعة الإخوان المسلمين وقالت في شريط فيديو :"الإخوان المسلمون لا يمثلون أفكار الإسلام الصحيحة، يوجد مسلمون في صفوفنا ولكنهم يحاربون الفساد والظلم المترتب عليه، وبسبب وقاحتهم وطرقهم الملتوية، يشكل الإخوان اليوم تهديدا للشعب، لذلك قررت «أنونيموس» تدمير جماعة الإخوان المسلمين، وسنقوم بإزالة كافة أشكال تواجد هذه المنظمة على الإنترنت، لن يوقفنا أي شيء، ولن نبدي أدنى شفقة، «عملية اسقاط الإخوان المسلمين» بدأت، نحن «أنونيموس» المجهولون، نحن جيش، لا نسامح، ولا ننسى، ترقبونا في أي لحظة".
 
ولكي لا يسارع أصحاب الدم الحار للدفاع عن الإسلام ضد أعدائه، نشير إلى أن «أنونيموس» هاجمت الموقع الرسمي لحاضرة الفاتيكان مرتين حتى الآن، ويبدو واضحا أن معركة من يصفهم الإعلام الغربي الرسمي بالمجرمين، هي معركة من أجل حرية الرأي والاتصال على الشبكة الدولية، ونعرف الآن أنه يوجد في صفوفهم كافة الجنسيات والمعتقدات من أوروبيين وأمريكيين وعرب، من مسيحيين ومسلمين وممن لا يؤمنون بالأديان، إنهم، كما يقولون، "جيش لا يسامح ولا ينسى ويجب أن نتوقعه في أي لحظة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer