الأقسام الرئيسية

البرادعى يوافق على تأسيس «هيئة عليا للثورة» بشرعية التحرير

. . ليست هناك تعليقات:

  January 25th, 2012 9:44 am | إيهاب الملاح


ندوة البرادعى والاسوانى بمكتبة الشروق - تصوير محمد الشاهد
ندوة البرادعى والاسوانى بمكتبة الشروق - تصوير محمد الشاهد
«هيئة عليا للثورة» تتسع لكل القوى السياسية الثورية، وتتحدث باسمها، وتناضل من أجل استكمال تحقيق أهداف ثورة يناير. اقتراح لم يتردد الدكتور محمد البرادعى فى الموافقة عليه، لكن الدبلوماسى المخضرم اشترط أن يحظى ذلك الكيان الوليد بشرعية «ميدان التحرير»، وأن يتوافق الثوار عليه.
الاقتراح تم طرحه خلال حفل توقيع آخِر كتب الروائى علاء الأسوانى «هل أخطأت الثورة المصرية؟»، الذى أقيم مساء أول من أمس، فى إحدى مكتبات «دار الشروق»، الصادر عنها الكتاب، قبيل يومين من مرور عام على انطلاق ثورة 25 يناير المجيدة. الحفل شهد حضورا كثيفا من الكتّاب والفنانين والشخصيات العامة، أبرزهم رئيس الحزب الديمقراطى الاجتماعى الدكتور محمد أبو الغار، ورئيس نادى القضاة السابق المستشار زكريا عبد العزيز، والقيادى فى حركة «كفاية» جورج إسحق، والدكتورة منى مكرم عبيد، والدكتور مصطفى الفقى، والدكتور طارق الغزالى حرب، والكاتبة فريدة الشوباشى، والمهندس حازم عبد العظيم، والناشط السياسى شادى الغزالى حرب. ومن الفنانين حضر على الحجار، وعزة بلبع، وآثار الحكيم، وحنان مطاوع، وآخرون. إضافة إلى والدة الشهيد خالد سعيد، وشقيقته زهرة، والناشطة سميرة إبراهيم، وعدد كبير من أصدقاء ومحبى أدب الأسوانى، اكتظ بهم طابقا المكتبة فى منطقة المهندسين، فى ندوة مناقشة الكتاب، التى أدارها الكاتب الصحفى وائل قنديل.
الدكتور البرادعى، ركّز حديثه خلال الحفل، على مناقشة الاقتراح الذى طرحه كل من علاء الأسوانى وجورج إسحق، بضرورة تشكيل «جبهة» أو «مجلس» موحد للثورة، يتسع ليشمل كل القوى الثورية الفاعلة، يتحدث باسم الثورة، ويتكون بصفة مبدئية من خمس شخصيات، يكون هو فى مقدمتهم، ويكلَّف «المجلس» أو «الهيئة» بالتفاوض مع المجلس العسكرى والبرلمان المنتخب، بشأن أهداف الثورة، التى يمكن بلورتها فى 5 أهداف، هى: المشاركة فى صياغة الدستور، والمطالبة بتحقيق الأمن ومواجهة الانفلات الأمنى، وبحث ملف الاقتصاد والمساهمة فى الخروج من الوضع الاقتصادى المتردى، وتطهير مؤسسات الدولة وأجهزتها من الفساد، والعمل على تحقيق وتنفيذ هذه الأهداف خلال الفترة القادمة.
شرط وحيد، طالب البرادعى بتوافره، قبيل الشروع فى إنشاء ذلك الكيان، وهو أن يكتسب شرعيته من ميدان التحرير، وتوافق الثوار، إذ قال «فى هذه الحالة سأوافق فورا ودون تردد على قيادة ذلك الكيان، كهيئة عليا موحدة للثورة»، وأضاف أن الثورة أصبحت فى حاجة ماسة وضرورية إلى مثل هذا «المجلس» أو تلك «الهيئة»، تكون هى المتحدث الرسمى باسمها، والجامعة لائتلافات الثورة العديدة المشتتة. وهو ما تفاعل معه الحضور بحماس شديد، وهتفوا «يسقط يسقط حكم العسكر».
لم يفت المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يدعو المصريين إلى التظاهر اليوم، لاستكمال أهداف الثورة، والمشاركة فى مظاهرات سلمية، وعدم الانسياق إلى أى محاولات للاحتكاك أو الصدام مع أى جهة، وقال «أريد أن أرى حشدا حقيقيا فى 25 يناير القادم، لأن الثورة مستمرة وسوف تنتصر وتحقق جميع أهدافها». كما دعا المشاركين فى المظاهرات إلى ارتداء ملابس سوداء والوقوف دقيقة حدادا الساعة الثانية ظهرا، فى كل ربوع مصر، على أرواح الشهداء وتحية لدمائهم الطاهرة.
البرادعى علّق على أكثر من حدث، وقع خلال الأيام الماضية، فقال عن زيارة السفيرة الأمريكية آن باترسون للفريق أحمد شفيق، فى منزله، إنه «رغم مرور عام على الثورة، فإن النظام لم يتغير، باستثناء إزالة رأس النظام فقط، لكن ما طالبت به الثورة لم يتحقق حتى الآن». وأضاف «ما يتعلق بزيارة أى مسؤول أوروبى أو أمريكى أو أجنبى لإحدى الشخصيات العامة أو المشتغلة بالشأن السياسى العام، لم يعد مساسا بالسيادة الوطنية أو ما شابه، فهذا الكلام انتهى منذ الخمسينيات، نحن نتحدث عن إعادة هيكلة العقل وبناء إنسان جديد، حتى نستطيع أن نفهم كيف يرانا العالم، ومن حق السفيرة الأمريكية زيارة من تشاء، لأن ذلك جزء من عملها السياسى». وروى البرادعى واقعة كان الفريق شفيق طرفا فيها فى أثناء أحداث الثورة، وقال «يوم 5 فبراير 2011 كان هناك عدد من الشباب الذين اجتمعوا بى فى منزلى، وكلهم أطباء، ومحامون، ومهندسون وأساتذة بالجامعة، وعندما غادروا منزلى، تم إلقاء القبض على 9 منهم، وظلوا أكثر من 18 ساعة مقبوضا عليهم داخل بوكس شرطة، أيديهم مقيدة وعيونهم معصوبة، حينها صرح شفيق فى وسائل الإعلام بأنه تم الإفراج عن كل المعتقلين الشباب الذين تم إلقاء القبض عليهم، باستثناء مجموعة من الشباب، خرجوا من منزل شخص يسبب (مصدر قلق) لنا، وتتعقبه أجهزة الأمن! وما زلت أتذكر هذه الكلمات بالضبط». ثم عقّب البرادعى بأنه كتب تغريدة قريبة قال فيها «إذا كان الفريق شفيق، وأنا لا أعرفه ولم أقابله، يقدم نفسه كمرشح لرئاسة جمهورية مصر الثورة، فلا بد أن يأتى معه بشهادة وفاة الثورة!»، وأكمل «من الغريب جدا أن يكون رئيس وزراء حسنى مبارك مرشحا نفسه ليكون رئيس جمهورية مصر الثورة! وهذا مجرد مَثل صغير لكنه يعطينا دلالة على أن طريق التغيير ما زال طويلا».
أكبر أخطاء الثورة، كما يتصور البرادعى، هو أن الثوار لم يديروا الثورة، وقال «فى هذه اللحظات يجب علينا أن نعمل على محاور كثيرة، أهمها التعامل مع المجلس العسكرى، ومع البرلمان المنتخب، أيا كانت تحفظاتنا أو رأينا فى تشكيله، وممارسة أشكال الضغط المشروعة والرقابية على البرلمان، والضغط لتحرر الإعلام، الذى يمارس تأثيراته المشوهة على قطاع كبير من المصريين البسطاء ومحاولة إقناعهم بأن الثورة هى سبب مشكلاته وأزماته ليغضب على الثورة والثوار».
الكاتب والروائى علاء الأسوانى، وجّه فى بداية حديثه التحية والشكر إلى البرادعى، ووصفه بأنه «شخص شديد الإخلاص لضميره وللثورة المصرية، وموقفه الأخير بشأن إعلان انسحابه من سباق الترشح للرئاسة خير معبِّر عن هذا الموقف العظيم».
الأسوانى، تذكر وقائع يوم 23 يناير من العام الماضى، عندما نظمت «دار الشروق» حفلا فى نفس المكان لتوقيع كتاب «لماذا لا يثور المصريون؟»، الصادر عنها، قبل الثورة بيومين. وقال «أذكر أننى قلت حينها إن التغيير فى مصر آت آت، وقريبا جدا، ولم يمض يومان على ما قلته حتى قامت الثورة، وبالطبع لم يكن ذلك عن معلومات أو معرفة مسبقة، ولكنه عن إحساس مؤكد ويقينى بوقوعه وحدوثه».
صاحب «عمارة يعقوبيان» قدم فى حديثه عن أخطاء الثورة المصرية، قراءة عامة للمشهد المصرى، بعد عام على الثورة، دون أن يتحقق أى مما قامت الثورة من أجله. وقال إن «الثورة قامت بالأساس من أجل كرامة الإنسان المصرى والحفاظ عليها، بعد أن تعرض عقودا للقمع والتعذيب والامتهان، وبعد عام كامل ما زلنا نرى أجهزة الأمن القمعية تمارس أبشع صور القمع والانتهاك فى حق المواطن المصرى، والشواهد أكثر من أن تعد. وما حدث أن الأمور عادت إلى أسوأ مما كانت عليه، بدخول أجهزة أمن قمعية جديدة على الساحة، وعلى رأسها الشرطة العسكرية التى مارست أبشع ألوان التعذيب والانتهاك وقامت بسحل النساء والبنات أمام كاميرات العالم كله.
وتابع الأسوانى أن هناك عدة أخطاء، أهمها أن الثورة المصرية انصرفت من الميدان يوم 11 فبراير، وهو ما أكسب الشرعية للمجلس العسكرى، وأن الثورة المصرية لم تمثل نفسها فى إدارة شؤون البلاد، فى جهة أو كيان موحد، وعدم وجود هيئة عليا تمثل الثورة. كذلك استعجال تيارات وفصائل سياسية، لكسب «غنائم سياسية»، من أغلبية أو مقاعد فى البرلمان. واختتم الأسوانى حديثه بأننا إذا كنا واثقين من عدالة قضية الثورة، فلا بد من النزول جميعا يوم 25 يناير، لأن هذه لحظة فارقة لاستعادة الثورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer