الأقسام الرئيسية

قصة من الميدان

. . هناك 5 تعليقات:


٩/ ١/ ٢٠١٢
كان أحد الشباب، الذين حملناهم إلى المستشفى الميدانى، شاباً فى العشرينيات من عمره، مصاباً بطلق نارى فى الساق، وثقب الرصاصة يبدو واضحاً فى بنطلونه «الجينز»، حتى وصلنا للمستشفى، وعلى الفور هب أحد الأطباء للتعامل مع حالته، فأخذ مقصاً وشرع فى قص بنطلونه، فقال الشاب: لا.. لا، ارفع البنطلون فقط! فصمت الطبيب لثوان يفكر فى اقتراحه.. لكنه قال لازم أقصه عشان أوصل للرصاصة، وشرع مرة أخرى فى قص البنطلون، صاح الشاب وهو يشير بيديه، قائلاً: معنديش غيره يا دكتور!
سألت نفسى حينها هل هذا الشاب يثور رافضاً الحكم العسكرى، أم الاستبداد السياسى، أم تكميم الأفواه وحبس النشطاء؟ أم أنه يثور لتردى الأوضاع الاقتصادية؟ ولأنه يعانى كل يوم الفقر والاحتياج فى بلد، ثبت من خلال معرفة المبالغ الموجودة فى «الصناديق الخاصة» أنه غنى جداً مع حاكميه وأصدقائهم وحاشيتهم فقط، وبخيل مقطر قاس مع هؤلاء البسطاء؟ فرق كبير جداً بين الفقير والبلطجى!
 فلا يوجد بلطجى لديه بنطلون واحد، لأنه ببساطة يستطيع الحصول على ما يريده بفرض سطوته وقوته، خاصة هذه الأيام! وإن كان لديه بنطلون واحد، لأنه لا يهتم بمظهره فهو فى هذه الحالة لا يهتم كثيراً لقصه وتمزيقه، أما هذا الشاب فلم أستطع إلا أن أراه قد ثار غضباً ورغبة فى انتزاع حقه، أن يحيا حياة كريمة، فمن يغامر بحياته بكل هذا الإيمان والاعتقاد، يستطيع أن يكون مواطناً صالحاً منتجاً يعمل ليل نهار، إن تخلت الدولة عن صناديقها الخاصة وأنفقت هذه الأموال الطائلة فى استثمارات تعود بالنفع على الاقتصاد!
أحمد صلاح
asalahxx@yahoo.com

هناك 5 تعليقات:

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer