Wed, 05/10/2011 - 08:06
أسوأ ما فى مصر الآن أن شعباً صنع ثورة عظيمة ثم انقلب عليها.. كيف؟! انظر لنفسك وستجد إجابة السؤال..!
أسقطت الثورة نظاماً قمعياً فاسداً، ولم تنزع القمع والفساد من داخلنا.. وضعنا رموز الهدم فى السجون، ثم حبسنا الوطن فى زنزانة الخطر.. لا أحد فينا فعل شيئاً منذ 11 فبراير 2011، يوم رحل الديكتاتور، حتى اليوم من أجل مصر.. وكأن «الثورة» كانت موجة غضب وانفجار شعلة أمل، وسرعان ما هدأت الموجة، وخفت الأمل.. فعاد كل شىء إلى أسوأ مما كان عليه..!
نسينا فى غمرة الغضب أن الثورات تفشل حتماً، إن لم يتغير كل شىء فى الحياة.. لم نعترف فى ميدان التحرير أننا كنا شركاء فى الواقع المرير الذى عاشته مصر على مدى 60 عاماً كاملة.. اختزلنا الثورة فى «الحرية».. ثرنا على الآخرين، ولم نثر على أنفسنا.. حتى «الحرية» فهمناها خطأ، فأصبحت فوضى ونزقاً شخصياً وصوتاً عالياً..!
مصر باتت حرة.. فافعل ما شئت.. امش فى الشارع على قدميك أو بسيارتك ضارباً عرض الحائط بالنظام والقانون.. افتح درجاً جديداً فى مكتبك لتلقى الرشاوى.. فدرج ما قبل الثورة كان صغيراً وسرياً، واليوم لم يعد أحد قادراً على ضبطك لأن «مصر باتت حرة».. ارفع صوتك تكسب، واقتحم مكتب رئيسك وحطمه واقتله إن استطعت، فأنت صاحب حق.. وليس مشكلة أنك لا تعمل ولا تنتج.. المهم أن تقبض ثمن «الثورة» سريعاً وفوراً..!
مصر باتت حرة.. اضرب ضابط الشرطة فى الشارع.. وإذا اعترض أو تبرم أو لم يعطك الخد الأيسر.. اصرخ فى وجهه «إنت مش عارف أنا ابن مين..؟!».. وليس مهماً أن تكون «ابن حد خالص».. وليس مهماً أنت مخطئ أم لا.. ربما تكون ابن واحد قفز على الثورة.. وربما لا.. المهم أن الضابط سيتنازل عن حقه، لأن مصر كلها مرعوبة من الصوت العالى.. مصر باتت حرة.. استأجر 50 بلطجياً واحتل أرض غيرك وساومه على دفع الدية.. لن يأتيك عسكرى واحد.. ولن تخرج منها إلا إذا جاء صاحب الحق بـ100 بلطجى.. وكلاكما على حق.. فأنت تؤمن أن «مصر باتت حرة».. وهو صاحب الأرض.. والنصر لمن غلب..!
مصر باتت حرة.. خذ حقك وحق غيرك بذراعك.. اسرق سيارة وسيدفع صاحبها 20٪ من ثمنها لاستردادها لأن جاره ذهب للأمن فلم يسترد حتى «الكلاكس».. تظاهر واعتصم وأضرب عن العمل وارفع صوتك عالياً سواء كان لك حق أم لا.. اقتلع الزرع والطرح وشيد البنيان على الأراضى الزراعية، لن يأتيك مهندس الناحية لأنه سيخرج من الأرض جثة أو على العناية المركزة، فمصر باتت حرة.. والسلاح فى كل يدٍ.. ومن لا يملك سلاحاً يأخذ على ظهره وبطنه.. وقفاه..!
ذابت الخطوط الفاصلة بين ملحمة الثورة فى «التحرير»، والمسرحية الهزلية فى الشوارع.. مصر انتزعت حريتها فى الميادين.. وغرقت فى فوضى الشوارع.. الميدان منحنا الحرية والكرامة.. والشارع أحال الحرية إلى «فوضى»، ونزع الكرامة من الجميع..!
مصر باتت حرة.. فارت وثارت.. ولم تنظر بداخلها ولم تقف أمام المرآة.. وأزمات الماضى تتحول تدريجياً إلى كوارث.. المهم أن كل واحد فينا أصبح «حراً»، حتى لو تبوّل على الآخرين..!
أسقطت الثورة نظاماً قمعياً فاسداً، ولم تنزع القمع والفساد من داخلنا.. وضعنا رموز الهدم فى السجون، ثم حبسنا الوطن فى زنزانة الخطر.. لا أحد فينا فعل شيئاً منذ 11 فبراير 2011، يوم رحل الديكتاتور، حتى اليوم من أجل مصر.. وكأن «الثورة» كانت موجة غضب وانفجار شعلة أمل، وسرعان ما هدأت الموجة، وخفت الأمل.. فعاد كل شىء إلى أسوأ مما كان عليه..!
نسينا فى غمرة الغضب أن الثورات تفشل حتماً، إن لم يتغير كل شىء فى الحياة.. لم نعترف فى ميدان التحرير أننا كنا شركاء فى الواقع المرير الذى عاشته مصر على مدى 60 عاماً كاملة.. اختزلنا الثورة فى «الحرية».. ثرنا على الآخرين، ولم نثر على أنفسنا.. حتى «الحرية» فهمناها خطأ، فأصبحت فوضى ونزقاً شخصياً وصوتاً عالياً..!
مصر باتت حرة.. فافعل ما شئت.. امش فى الشارع على قدميك أو بسيارتك ضارباً عرض الحائط بالنظام والقانون.. افتح درجاً جديداً فى مكتبك لتلقى الرشاوى.. فدرج ما قبل الثورة كان صغيراً وسرياً، واليوم لم يعد أحد قادراً على ضبطك لأن «مصر باتت حرة».. ارفع صوتك تكسب، واقتحم مكتب رئيسك وحطمه واقتله إن استطعت، فأنت صاحب حق.. وليس مشكلة أنك لا تعمل ولا تنتج.. المهم أن تقبض ثمن «الثورة» سريعاً وفوراً..!
مصر باتت حرة.. اضرب ضابط الشرطة فى الشارع.. وإذا اعترض أو تبرم أو لم يعطك الخد الأيسر.. اصرخ فى وجهه «إنت مش عارف أنا ابن مين..؟!».. وليس مهماً أن تكون «ابن حد خالص».. وليس مهماً أنت مخطئ أم لا.. ربما تكون ابن واحد قفز على الثورة.. وربما لا.. المهم أن الضابط سيتنازل عن حقه، لأن مصر كلها مرعوبة من الصوت العالى.. مصر باتت حرة.. استأجر 50 بلطجياً واحتل أرض غيرك وساومه على دفع الدية.. لن يأتيك عسكرى واحد.. ولن تخرج منها إلا إذا جاء صاحب الحق بـ100 بلطجى.. وكلاكما على حق.. فأنت تؤمن أن «مصر باتت حرة».. وهو صاحب الأرض.. والنصر لمن غلب..!
مصر باتت حرة.. خذ حقك وحق غيرك بذراعك.. اسرق سيارة وسيدفع صاحبها 20٪ من ثمنها لاستردادها لأن جاره ذهب للأمن فلم يسترد حتى «الكلاكس».. تظاهر واعتصم وأضرب عن العمل وارفع صوتك عالياً سواء كان لك حق أم لا.. اقتلع الزرع والطرح وشيد البنيان على الأراضى الزراعية، لن يأتيك مهندس الناحية لأنه سيخرج من الأرض جثة أو على العناية المركزة، فمصر باتت حرة.. والسلاح فى كل يدٍ.. ومن لا يملك سلاحاً يأخذ على ظهره وبطنه.. وقفاه..!
ذابت الخطوط الفاصلة بين ملحمة الثورة فى «التحرير»، والمسرحية الهزلية فى الشوارع.. مصر انتزعت حريتها فى الميادين.. وغرقت فى فوضى الشوارع.. الميدان منحنا الحرية والكرامة.. والشارع أحال الحرية إلى «فوضى»، ونزع الكرامة من الجميع..!
مصر باتت حرة.. فارت وثارت.. ولم تنظر بداخلها ولم تقف أمام المرآة.. وأزمات الماضى تتحول تدريجياً إلى كوارث.. المهم أن كل واحد فينا أصبح «حراً»، حتى لو تبوّل على الآخرين..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات