متظاهرون ردووا "الشعب يريد التغيير" | |||||||||
|
|||||||||
وجه
آلاف المتظاهرين والمعتصمين في واشنطن ومدن وولايات أميركية أخرى انتقادات
حادة الجمعة إلى الإدارة الأميركية جراء التباطؤ بتلبية مطالبهم، ووصف
بعضهم مظاهراتهم ببداية الربيع العالمي الذي ينطلق من أميركا على شاكلة الربيع العربي.
ويشارك في هذه الاحتجاجات المتواصلة على مدى
أكثر من أسبوعين آلاف من النشطاء من النقابات العمالية والسياسيين وطلاب
الجامعات، وذلك في إطار تحرك شعبي مستمر في عدد من المدن والولايات
الأميركية من أجل سرعة معالجة أزمة البطالة وتوفير الرعاية الطبية
للأميركيين كافة ووقف هيمنة الأثرياء على الاقتصاد.
وقال أحد المتظاهرين"إن الأميركيين يعانون بسبب ضياع الأموال التي يحتاجها الشعب وذهابها إلى جهات خاطئة بعيدا عن الأولويات".
وقال آخرون "نريد تخصيص أموال الدولة لخدمة
الشعب وتوفير الخدمات الأساسية والقضاء على البطالة وتوفير الرعاية الطبية
وعودة القوات الأميركية من أفغانستان والعراق".
وقال أحد المحتجين "إن ثورة الشعب المصري علمت
العالم وألهمته مدى قوة الإرادة الشعبية في تحريك الحكومات والأنظمة
لتحقيق صالح الشعب".
وقال الأب بروس رايت أحد منظمي الحركة من فلوريدا (جنوب شرق) لوكالة الصحافة الفرنسية "الناس في هذا البلد محبطون".
وأضاف "نحن هنا للمطالبة بحقوقنا الاقتصادية العالمية، الحق في أن يكون لنا مأوى ومهنة وإمكانية تلقي العلاج الطبي مجانا". وتابع "نحن أيضا لدينا ربيعنا الأميركي"، معلنا تبنيه إرث الربيع العربي.
منحى جديد
وكانت الحركة الاحتجاجية ضد سيطرة الشركات
الكبرى في الولايات المتحدة اتخذت منحى جديدا بوصولها إلى العاصمة السياسية
واشنطن مدعومة بتيارات أخرى منها المناهضة للحروب، بينما اعتبر الرئيس
الأميركي باراك أوباما هذه الاحتجاجات تعبيرا عن إحباط الشعب الأميركي من عمل النظام المالي.
وقد تواصلت الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في
نيويورك الشهر الماضي تحت شعار "لنحتل وول ستريت"، بزخم جديد وصولا إلى
واشنطن عندما تدفق المئات إلى فريدوم بلازا (ساحة الحرية) التي تقع بين مقر
الكونغرس (كابيتول) والبيت الأبيض ووزارة الخزانة الأميركية.
وتجمع المحتجون -الذين ينتمون إلى تيارات
مختلفة- تحت شعار "لنحتل واشنطن" و"أوقفوا آلة التطهير العرقي" تعبيرا عن
معارضتهم لهيمنة الشركات الرأسمالية الكبرى وانضم إليهم أنصار البيئة
ومعارضو الحرب على أفغانستان.
ونقل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن بعض
المحتجين وصلوا حاملين أمتعة النوم وواصلوا احتجاجهم مساء الخميس (بالتوقيت
المحلي) عبر إضاءة الشموع تعبيرا عن مساندتهم للحركة المناهضة التي بدأت
في نيويورك.
مطالب
وذكر بعض المشاركين أنهم جاؤوا إلى ساحة
فريدوم بلازا بواشنطن للمطالبة بحقوقهم الاقتصادية العالمية من عمل ومسكن
وعلاج مجاني، فيما قال آخرون إن مشاركتهم جاءت لتوسع نطاق التحرك وصولا إلى
الاحتجاج ضد الحروب وتحديدا في أفغانستان التي كان الخميس يوافق الذكرى
السنوية العاشرة للغزو الأميركي لذلك البلد.
وأوضحت مصادر إعلامية أن المتظاهرين حصلوا
بالفعل على إذن من السلطات للبقاء في الساحة لمدة أربعة أيام، غير أن بعض
المشاركين أكد لمراسل الفرنسية أنهم يريدون البقاء إلى أن يحصل التغيير.
كما تواصلت المسيرات الاحتجاجية في نيويورك
التي حظي تحركها بدعم النقابات العمالية، حيث قدرت الأعداد التي شاركت في
مظاهرتي الأربعاء والخميس الماضيين بحوالي عشرين ألفا، في مؤشر على تنامي
عدد المشاركين واتساع رقعة الاحتجاجات.
في الوقت نفسه أغلقت الشرطة الأميركية شارع وول ستريت والطريق المؤدي إلى مقر البورصة، ولم تسمح بدخوله إلا لسكان المنطقة والموظفين.
تنامي الظاهرة
ونقلت وكالة رويترز أن احتجاجات مماثلة جرت في
ولاية فلوريدا ومدن أميركية أخرى مثل تامبا ونيوجيرسي وفيلادلفيا وسياتل
وسان أنطونيو ولوس أنجلوس، إذ وقفت الشرطة حائلا دون وصول المتظاهرين إلى
مقر فرع بنك أميركا، وسط أنباء عن اعتقال عدد غير محدد من المتظاهرين.
وحمل فيشر الإدارة الأميركية فشل سياساتها في
تحقيق المطلوب منها، سواء على صعيد تأمين فرص العمل أو حتى التوزيع العادل
للدخل، وهذا برأيه ما دفع الناس للشعور بالإحباط واليأس.
أوباما يعترف
من جهته اعتبر الرئيس
الأميركي أن المجموعة التي تنفذ الحركة الاحتجاجية في وول ستريت تعبر عن
إحباط الشعب الأميركي من كيفية عمل النظام المالي، داعيا المصارف إلى عدم
البحث عن سبل لجعل المستهلكين يدفعون ثمن الإصلاحات.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي
عقده الخميس إن من نزلوا إلى الشارع هم أناس غاضبون من بعض الأشخاص الذين
تصرفوا بطريقة غير مسؤولة" أثناء الأزمة المالية ويحاولون الآن الوقوف في
وجه تغييرات ترمي إلى تفادي أزمة جديدة، في إشارة واضحة إلى الحزب الجمهوري.
ولم يبتعد نائب الرئيس جوزيف بايدن
عن محاولات رئيسه لتوظيف الاحتجاجات في مجال الخصومة السياسية مع
الجمهوريين عندما ربط -في خطاب له الخميس أمام منتدى واشنطن للأفكار
الخلاقة- الاحتجاجات بظهور تيار معارض يوازن تأثير حركة حزب الشاي التي انطلقت عام 2009 بعد انتخاب الرئيس أوباما لتصبح القاعدة الشعبية الكبرى للتيار اليميني المحافظ في البلاد، على حد تعبيره.
|
|||||||||
|
المصدر: | وكالات |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات