الأقسام الرئيسية

بترايوس، النجم الصاعد في واشنطن: منقذ حرب العراق يعمل لانقاذ سي آي ايه

. . ليست هناك تعليقات:


أكثر ضباط الجيش الأميركي نفوذا يحذر من ان استقطاعات الموازنة قد تهدد قدرة الجيش الاميركي على مكافحة حركات التمرد.

ميدل ايست أونلاين


واشنطن – من دان دي لوس


37 عاما في الجيش الأميركي..

ودع اكثر ضباط الجيش الاميركي نفوذا الجنرال ديفيد بترايوس الاربعاء وزارة الدفاع استعدادا لتوليه رئاسة الاستخبارات المركزية الاميركية، ولم يفته ان يحذر من ان استقطاعات الموازنة قد تهدد قدرة الجيش الاميركي على مكافحة حركات التمرد.

وخلال الحفل الذي جرى بمناسبة تقاعده من الجيش اعرب بترايوس عن قلقه من ان الضغوط المالية قد تؤدي الى تقويض القوات التي ساهم في تشكيلها.

فقد قال بترايوس انه وفي خضم قرارات "صعبة" تتعلق بالموازنة لابد من بناء جيش "يواصل القدرات والمرونة التي طورناها خلال العقد الاخير على الاخص".

فخلال عشر سنوات من الحرب قال بترايوس ان الجيش "اعاد التعلم منذ الحادي عشر من ايلول/سبتمبر درسا اثبت الزمن صحته المرة تلو المرة الا وهو اننا لا نخوض بالضرورة الحروب التي نتوقعها او التي نريدها".

وتابع خلال الحفل الذي شمل استعراض حرس الشرف وعزف الموسيقى العسكرية "ومن ثمة سيتعين علينا الابقاء على قدراتنا الكاملة التي طورناها خلال هذا العقد الماضي من الصراع في العراق وافغانستان ومناطق اخرى".

وفي تلك الاثناء اتصل الرئيس اوباما به ليهنئه على "مشوار تاريخي" حسبما قال البيت الابيض في بيان له، مرحبا في الوقت ذاته "بمواصلته التزامه بالخدمة العامة" كرئيس لسي آي ايه.

وسبق وعمل ديفيد بترايوس كمظلي ضمن الفرقة 101 المحمولة جوا، غير انه اعاد صياغة قواعد الجيش الاميركي لكيفية خوض القتال بمواجهة حركات متمردة، وبات بنفسه تجسيدا للتحول العسكري للجيش الاميركي منذ الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 مع الابتعاد عن نموذج الحرب النمطية.

واثرت افكار بترايوس في جيل جديد من الضباط الذين يسيرون وفق نمط مغاير من الحروب الخفيفة والاكثر مرونة مع تضافر اكبر مع الميليشيات الاجنبية ووكالات الاستخبارات الاميركية.

غير ان الضغوط المالية وتكلفة حربين بريتين حدت بكثيرين للدعوة الى العودة للتدريب التقليدي والابتعاد عن توجه مكافحة التمرد.

ولا شك ان بترايوس، 58 عاما، ترك بصمته على القوات الاميركية في حقبة ما بعد الحادي عشر من ايلول/سبتمبر، ولكن التاريخ لم يحكم بعد عليه كقائد عسكري في كل من العراق وافغانستان.

ويحتفي بترايوس بمسيرة عسكرية دامت 37 عاما بدأت في ظلال حرب فيتنام، وقد جاء عسكريون كبار وزملاء سابقون لحضور حفله العسكري تحت سماء صافية في قاعدة فورت ماير على مقربة من مدافن ارلينغتون الوطنية حيث دفن جنود قضوا في حروب الامس واليوم.

وبدءا من الاسبوع المقبل سيرتدي بترايوس زيا مدنيا حيث سيرأس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) متابعا استهداف اعداء للولايات المتحدة لا يختلفون كثيرا عمن واجههم عسكريا، وبينهم المتشددون الاسلاميون في جنوب آسيا والقرن الافريقي.

ويتمتع بترايوس بذهن متقد وبوضع اشبه بالمشاهير والبعض ينظر الى الجنرال الذي تعلو كتفه نجوم اربعة باعتباره بطلا، ولكن منتقديه في اليسار وداخل الجيش يقولون ان الطموح يدفع به دون روية وانه يضع عينيه على الرئاسة.

وخلال المناسبة امتدح رئيس الاركان المشتركة الادميرال مايك مولن بترايوس باعتباره "عملاقا" يقف في مصاف عظماء البلاد من الجنرالات تجاسر على تحدي الانماط المألوفة في العمل العسكري.

وقال مولن "ببساطة وضع الجنرال ديفيد بترايوس القاعدة الذهبية لقيادة العمليات العسكرية في العصر الحديث".

واكتسب بترايوس صيتا في العراق مع توليه في كانون الثاني/يناير 2007 زمام الحرب بينما بدت باتجاه كارثة.

وقال مولن "الوقت الذي تولى الجنرال بترايوس فيه قيادة القوات متعددة الجنسيات في العراق في مطلع 2007 كان وقت شكوك وقتل وفوضى".

غير ان بترايوس كان وراء زيادة القوات مشجعا ضباطه على عقد الصفقات مع المسلحين السابقين، ونسب اليه الفضل في انقاذ الحرب هناك.

ومازالت استراتيجية تعزيز القوات في العراق تخضع للتقييم حيث يقول منتقدوها ان العنف تراجع ليس بسبب زيادة القوات بل لان اعمال العنف الوحشية من جانب القاعدة نفرت زعماء العشائر السنية وافقدت التنظيم المتطرف دعمهم.

وقد اخذ بترايوس بتوجه مماثل في افغانستان حيث استعان بقوات اميركية اضافية بنحو 30 الف جندي.

وقبل تركه المهمة في تموز/يوليو بعد قرابة عام كرئيس للقوات التي تتزعمها الولايات المتحدة هناك تحدث بترايوس عن تقدم بمواجهة طالبان حيث تمكنت القوات الاميركية من دحر المتمردين في الجنوب بينما توسع نطاق عمل القوات الافغانية.

غير ان حركة التمرد في افغانستان عاودت الظهور دون ان يقضى عليها ومن ثم مازال تقييم اداء بترايوس هناك غير محسوم.

غير ان الشكوك تتصاعد بين المواطنين الاميركيين ازاء جدوى الحرب الافغانية المستمرة منذ عشر سنوات فيما تخطط واشنطن لسحب تدريجي للقوات خلال السنوات الاربع المقبلة.

ولكن مولن قال ان "افغانستان الان اكثر امنا واملا عنها قبل عام مضى".

وقد شهدت العلاقات بين بترايوس ومساعدي الرئيس باراك اوباما توترا، خاصة خلال جدل طويل في البيت الابيض عام 2009 حول استراتيجية الحرب الافغانية.

ويعتقد مؤيدو الجنرال بترايوس ان الاختيار لم يقع عليه لتولي رئاسة الاركان المشتركة، وهي المنصب الارفع في الجيش الاميركي، بسبب التوترات مع البيت الابيض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer