صناعة السياحة في تركيا تقدر بـ 25 مليار دولار
أشرف أبو جلالة
GMT 12:24:00 2011 الثلائاء 13 سبتمبر
انتعاشة
حقيقية بدأ يشهدها قطاع السياحة في تركيا خلال الآونة الأخيرة، والفضل
يعود في ذلك بشكل رئيسي إلى موجة الاضطرابات التي تعيشها الآن منطقة الشرق
الأوسط.
القاهرة: ما
عزَّز من تلك الانتعاشة، إلى جانب الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، هو
انخفاض قيمة العملة التركية وتوطد علاقات أنقرة بجيرانها. وقال محللون
وجماعات تعمل بتلك الصناعة إن الفنادق في إسطنبول تحظى بأعلى معدلات إشغال
في أوروبا، في الوقت الذي تم فيه حجز كثير من قاعات المؤتمرات بالمدينة
للعام القادم.كما
بدأ يتحدث مسؤولو المنتجعات الساحلية عن عدم قدرتهم على استقبال عملاء أو
زبائن جدد. ونقلت في هذا السياق صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مرشد
سياحي تركي يدعى توغرا سايدان، قوله :" هناك نهضة في إسطنبول، واقتصادنا
يتسم بالقوة والمشكلات السياسية التي تقف على حدود بلادنا، كلها عوامل تعمل
على قدوم السياح إلى هنا. وهذه هي نوعية المشكلات التي أود مواجهتها
دوماً". وأظهرت
أحدث بيانات خاصة بصناعة السياحة في تركيا التي تقدر بـ 25 مليار دولار أن
عدد السياح – المحليين والأجانب – زاد بنسبة قدرها 11 % في أول سبعة أشهر
من العام الجاري، مقارنةً بنفس المدة خلال العام الماضي، رغم أنه كان عاماً
مزدهراً.
ويشتمل
الزوار على أعداد قياسية قادمة من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، وبرفقتها
العملة الصعبة. وبدأ يهدأ الاقتصاد التركي بعد موجة النمو العنيفة التي
شهدها مطلع العام، وهو بحاجة الآن لتمويل خلل تجاري كبير وتوقعات بحدوث عجز
في الحساب الجاري بنسبة تصل إلى 10 % من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية
العام.
وقد
استفادت تركيا، بصورة جزئية، من رغبة السياح في الابتعاد عن التداعيات
السياسية، كما هو حاصل في تونس ومصر، في أعقاب الثورتين اللتين حدثتا هناك
مطلع العام، وكذلك الجارة سوريا التي تتصاعد بها حدة أعمال العنف. في غضون
ذلك، بدأت تنتعش السياحة مرة أخرى في اليونان بعد عامين من التراجعات
الحادة، بيد أن تواصل التظاهرات في أثينا يلقي بظلاله على المحاولات التي
تقوم بها الحكومة لتنشيط هذا القطاع من خلال خفض الأسعار وخفض أعداد
الموظفين العاملين بهذا المجال.
وقالت
جورجينا ليك، موظفة مدنية من جنوب غرب إنكلترا تقضي إجازة لمدة أسبوع رفقة
زوجها :" كنا نخطط للذهاب إلى القاهرة هذا العام، والاستمتاع برحلة في
النيل للمرة الثانية، لكن نتيجة للمشكلات الحاصلة هنا، اخترنا الذهاب إلى
إسطنبول". وأشارت
أيضاً إلى أنها سمعت الكثير والكثير عن تركيا، وقررت هي وزوجها أن
يزوراها، بعد أن قرءا توصيات في الصحف. ورغم وجود مشكلات في تركيا هي
الأخرى، إلا أن الأماكن الحيوية بها بعيدة كل البعد عن وجهات السفر
المشتركة، وبخاصة تلك التي يختارها السياح الأجانب. كما تشهد حركة السياحة
الداخلية حالة من الانتعاش، رغم التوقف المفاجئ للطفرة التي حدثت أخيراً في
السفر إلى منطقة جنوب شرق البلاد، مع اندلاع أعمال العنف من جانب
الميليشيات الكردية والقصف التركي الانتقامي.
ثم
تحدثت ستريت جورنال عن الدور الذي لعبته عملة الليرة التركية في إنعاش
القطاع السياحي، خصوصاً بعد تراجعها بنسبة تزيد عن 20 % أمام العملات
الرئيسية منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وأظهر تقرير صادر بتاريخ تموز/
يوليو الماضي عن مركز الانتربنك التركي، وهو عبارة عن مجموعة بحثية تمولها
مصارف تركية، حدوث زيادة نسبتها 35 % في إنفاق بطاقات الائتمان الأجنبية في
أول ستة أشهر من العام الجاري، مقارنةً بنفس المدة من العام الماضي. وهو
ما فاق نسبة نمو الإنفاق السياحي في إيطاليا ( 17%) والبرتغال (16%)
واليونان (14%).
وتم
تدعيم الإنفاق بتسارع قدوم السياح الوافدين من الشرق الأوسط، الذين
يسافرون أقل من الأوروبيين، لكن ينفقون بصورة أكثر تحرراً، وفقاً لما ذكره
محللون. وأشارت وزارة السياحة والثقافة التركية إلى أن إيران ترسل الآن
سياحاً إلى تركيا أكثر من أي دولة أخرى، باستثناء ألمانيا والمملكة
المتحدة، حيث تم تسجيل زيادة قدرها 75 % هذا العام. كما انتعشت السياحة
العربية بصورة قوية خلال العامين الماضيين.
ففي
أيار/ مايو الماضي، زادت نسبة السياح القادمين من اليمن بنسبة 87 %
مقارنةً بالعام الماضي، بينما حصلت زيادة في نسبة السياح القادمين من
السعودية والعراق بنسبة 79 % و 46 % على الترتيب، وهو ما أرجعته الصحيفة
إلى العلاقات الدافئة التي تربط أنقرة بجيرانها وتوفير إمكانية الدخول
والخروج بدون تأشيرات، ونتيجة أيضاًَ لتزايد الاهتمام العربي بالثقافة
التركية. وختمت الصحيفة الأميركية بتأكيدها أن انتعاش السياحة ساعد على
تحسين سمعة تركيا الاقتصادية الصاعدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات