الأقسام الرئيسية

رهان المصالح: شركات النفط ترغب ببقاء الأسد في السلطة

. . ليست هناك تعليقات:


محللون: شركات النفط لها مصلحة مع نظام الأسد الذي وفر لها ظروفا تشغيلية مواتية، والعقوبات لن تشل الاقتصاد السوري.

ميدل ايست أونلاين


لندن – من جيسيكا دوناتي وديمتري جدانيكوف


تشتت المعارضة يطيل عمر نظام الأسد

تراهن شركات النفط الاوروبية على بقاء الرئيس بشار الاسد في سوريا في تناقض صارخ مع موقفها المؤيد للمعارضة الليبية قبل ستة أشهر وذلك رغم أنه من المتوقع أن يفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات نفطية على دمشق قريبا.

وتبحر عدة ناقلات الى سوريا هذا الاسبوع اما لتسليم الوقود أو لتحميل النفط الخام وهو ما قد يشير الى أن شركات النفط تعتقد أن المعارضة في سوريا ستفشل في الاطاحة بحكم الاسد.

وراهنت الشركات نفسها ومنها فيتول ومقرها سويسرا على العكس فيما يتعلق بالتجارة مع ليبيا. فوافقت على امداد المعارضين للعقيد الليبي معمر القذافي بالوقود على أمل أن تكافأ على مساندتها بعد انتهاء الحرب.

وقال مصدر دبلوماسي غربي "ما تفعله شركات النفط الان يدل على انها تعتقد أن الاسد سيفوز وانها ستتعامل معه مرة أخرى".

وأضاف "والاختلاف الكبير الذي تراه جميع هذه الشركات فيما يتعلق بليبيا هو أن في سوريا ليس هناك مكان تتجمع فيه المعارضة مثلما كان الحال في بنغازي".

لكن محللين اخرين يشكون في امكانية بقاء الاسد ويشيرون الى أن شركات النفط لها مصلحة مع النظام الحالي الذي وفر لها ظروفا تشغيلية مواتية.

وقالت مؤسسة اكسكلوسيف اناليسيس المتخصصة في تحليل المخاطر "من المستبعد جدا أن يصمد النظام. السؤال هو ما حجم الضرر الذي سيلحق بالبلاد".

وأظهرت معلومات رصد السفن بالاقمار الصناعية الاربعاء أن شركة رويال داتش شل استأجرت الناقلة نفرلاند ستار للتوجه الى ميناء بانياس السوري لتحميل كميات من الخام في مطلع الاسبوع المقبل. لكن شل رفضت التعليق بشأن ما اذا كانت خطة التحميل قائمة.

وتدير الشركة مشروعا مشتركا مع شركة النفط الحكومية السورية وشركة صينية هندية لانتاج الخام السوري الخفيف. وقال متعاملون انه من المرجح تحميل الناقلة بكميات من حصة شل في المشروع.

وتقول مصادر من قطاع النفط انه حتى اذا حظر الاتحاد الاوروبي صادرات النفط من سوريا هذا الاسبوع ستواصل شل العمل داخل حدود البلاد. وستبقي على ذلك حتى يفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على الشركات التي تتعامل مع الشركات السورية وهو ما يبدو احتمالا أبعد حتى الان.

وكان من المقرر أن تورد فيتول -التي لعبت دورا رئيسيا في جهود الحرب في ليبيا- 70 الف طن من السولار الى بانياس اليوم الخميس ما يشير الى أن لديها خطة مختلفة فيما يتعلق بسوريا.

ووصلت ناقلة ثالثة هي التيسي الى الميناء السوري قادمة من مدينة نابولي الايطالية وهو اخر مكان تم رصدها فيه يوم الخميس بحسب معلومات الاقمار الصناعية.

ولم يتضح ان كانت الناقلة التي تبلغ سعتها 70 الف طن ستسلم شحنة أم سيتم تحميلها في بانياس لكن من المتوقع وصول شحنتين على الاقل من البنزين الى سوريا في أوائل سبتمبر من فيتول وترافيجورا.

وقالت شركة ايه.بي مولر ميرسك الدنمركية الاسبوع الماضي انها ألغت اتفاقا لتحميل النفتا في سوريا بسبب عقوبات أمريكية.

ولم يكن للعقوبات التي تلوح في الافق أثر يذكر على أسواق النفط حتى الان اذ ان صادرات سوريا البالغة 150 الف برميل يوميا ووارداتها من المنتجات النفطية لا تشكل سوى نسبة ضئيلة من شحنات ليبيا قبل الحرب والتي هز انقطاعها السوق قبل ستة أشهر.

وفشلت احتجاجات مستمرة منذ خمسة أشهر في الاطاحة بالاسد الذي ورث السلطة عن والده ويحتفظ بولاء القوات المسلحة المشكلة أساسا من أفراد الطائفة العلوية التي تمثل الاقلية في سوريا وهي الطائفة التي ينتمي لها الرئيس.

ويقول المحللون ان فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات أوسع نطاقا على التجارة لن يشل بالضرورة الاقتصاد السوري.

وقال أيهم كامل المحلل لدى مجموعة يوراسيا "العقوبات مهمة بالتأكيد لكنها لن تؤدي الى افلاس النظام".

واضاف ان عقوبات الاتحاد الاوربي من المرجح أن تكون جزءا من جولة أولى يمكن توسيعها اذا تصاعد العنف في سوريا.

وتابع "العقوبات فقط على واردات النفط (الى الاتحاد الاوروبي) ولا تستهدف الشركات العاملة في سوريا... الاتحاد الاوروبي قلق بشأن حزمة عقوبات واحدة ومن المرجح ان ينتهج أسلوبا تصاعديا يواكب تصاعد العنف في سوريا".

ولكن حتى مع احتمال فرض عقوبات أوسع نطاقا على قطاع النفط في سوريا فليس من المتوقع أن يسارع الاتحاد الاوروبي باجراءات بالغة الصرامة.

وقال المحلل صمويل سيزوك من اي.اتش.اس جلوبال انسايت "نظرا لرسوخ النظام بدرجة كبيرة فان تشديد العقوبات سيؤدي بعد فترة وجيزة الى الاضرار بالشعب بشدة ليبدو الحال كما كان في العراق في تسعينات القرن الماضي ومازالت ذكريات هذا الخطأ حاضرة بقوة في الاذهان".

واضاف ان من المرجح ان يبقى نظام الاسد في السلطة لبعض الوقت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer