فيما طغى الشأن المحلي على تغطيات الصحف البريطانية ليوم الخميس، فإن أحداث الشرق الأوسط لم تغب كلية، وحظيت كل من ليبيا، وسورية بتغطية كبيرة.
وفي الشأن السوري، احتل موضوع تزايد اللاجئين من جسر الشغور، وإمكانية تدفقهم نحو تركيا المجاورة، حيزاً كبيراً في تغطيات الصحافة البريطانية.
إلا أن على هامش تلك التغطية نشرت تلك الصحف تحليلات للأوضاع في البلاد، في ضوء تزايد الحركة الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح.
نشرت صحيفة "الاندبندنت" نبذة مختصرة عن ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الصحيفة إن ماهر، أصغر أبناء الرئيس السوري السابق حافظ الأسد الاربعة، اشتهر في طفولته بضعف شخصية مقارنة بإخوته، ولكنه الآن، اكتسب سمعة باعتباره مسؤولاً عن بعض اسوأ تجاوزات النظام العسكرية في حملتها في قمع المحتجين في البلاد.
وتضيف الصحيفة أنه قد يكون يحمل مفتاح بقاء نظام الحكم في سورية أيضاً.
وقالت الصحيفة إن ماهر تولى رئاسة الحرس الرئاسي، والشرطة السرية، والفرقة الرابعة في الجيش. كما أنه يتمتع بنفوذ هائل في الحكومة السورية.
وتضيف "الاندبندنت" إن مواجهة ماهر للمنشقين من الجيش والشرطة وقتلهم، قد يشكل عاملاً حاسماً في إبقاء شقيقه في السلطة.
وتقول الصحيفة إن علاقة ماهر مع الرئيس الأسد شبهت بعلاقة والدهما مع شقيقه الاصغر رفعت، الذي كان مسؤولاً عما يعرف بـ "مجزرة حماة" في العام 1982.
تضيف الصحيفة أن خوفاً يتملك السوريين من ماهر، حيث يعتقد كثيرون أنه شخصياً كان يطلق النار على المحتجين، والتي تنتشر في مشاهد الفيديو على الانترنت.
وفي صحيفة "الديلي تلغراف"، كتبت الباحثة في المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" ريما علاف، تحليلاً للأوضاع في سورية، وخلصت إلى أن النظام السوري، وبحكم علاقاته المتوترة دولياً وإقليمياً، فهو غير ملزم بـ "طمأنة الأطراف الدولية"، ولذا فإن المحتجين يستمرون في الضغط على النظام الذي يدرك بأنه لن يستطيع تكرار ما فعله بالثمانينيات بالاعتماد على القمع، وليس لديه حليف سوى النظام الإيراني.
وتضيف علاف أن النظام أيضاً الاعتماد على مواطنيه للاستمرار حتى لو انتهت الحركات الاحتجاجية، ولذا فإنه يحاول، وبعد أسابيع من الشتائم المتبادلة التغزل بقطر، وكيل المديح لقناة الجزيرة، وكذلك بسورية عبر تعيين نائب رئيس الوزراء سفيراً لدى أنقرة، على أمل اصلاح ما يمكن اصلاحه.
غيتس ينتقد دول في الناتو
كشفت صحيفة الـ "فايننشال تايمز" عن أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس وجه انتقادات حادة لخمسة من الأعضاء الأوروبيين فى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بحجة أنهم لا يقومون بما يكفي فى الحرب الجوية فوق ليبيا.
وقد تثير هذه الانتقادات أزمة دبلوماسية، حسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن "مصادر مطلعة" أن غيتس انتقد، فى كلمة له أمام اجتماع مغلق لوزراء دفاع الحلف، بشكل خاص كل من ألمانيا وبولندا.
وقال إن كلتا الدولتين لديهما القدرة على أن يكون لهما دور في الغارات الجوية، إلا أنهما لا يساهمان حاليا في ذلك على الإطلاق.
كما انتقد غيتس، وفقاً للصحيفة، كل من أسبانيا وتركيا وهولندا كدول لا تزال تفرض منطقة حظر طيران، بيد أنه يتوجب عليها توسيع المشاركة، إما من خلال الغارات الجوية على أهداف برية، وإما عن طريق المساعدة فى مهام أخرى كعمليات الاستطلاع الجوية وإعادة التزود بالوقود فى الجو.
ويخشى الأمريكيون، وفقاً للصحيفة من أن هذا سيبقي عبء العمليات الجوية محصوراً في دول معينة في الحلف.
اجتماع أبوظبي
وفي الشأن الليبي أيضاً، توصي الصحيفة ذاتها في افتتاحيتها، الدول الغربية في تفادي الفوضى في ليبيا كتلك التي شهدها العراق عقب الاحتلال الأمريكي عام 2003. وفيما تذكر الصحيفة الدول الغربية أن الحديث عن سقوط نظام القذافي ما زال مبكراً فإنها توصي بضرورة التفكير مع "المجلس الوطني الانتقالي الليبي" في مرحلة ما بعد القذافي، عبر مجموعة من الخطوات.
وهذه الخطوات تتمثل في ضمان تحقيق الأمن في الفترة الانتقالية لما بعد القذافي، وتأمين الخدمات الأساسية للناس في تلك الفترة، وأما الخطوة الثالثة تتمثل في رفع الأمم المتحدة اليد عن الأموال الليبية المجمدة لتمويل الفترة الانتقالية، وتقدر تلك الأموال بنحو 100 مليار دولار، وتدعو الصحيفة أن تتولى المنظمة الدولية توزيعها.
وتذكر الصحيفة المجموعة الدولية بشأن ليبيا والمجتمعين اليوم الخميس في العاصمة الإماراتية أبوظبي بضرورة تركيز الجهود على مرحلة ما بعد القذافي.
بلير يحذر الغرب
نقلت صحيفة "الغارديان" عن مقدمة جديدة كتبها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لكتابه "الرحلة"، تحذيره للغرب بأنه يحتاج، وبشكل سريع، إلى استراتجية جديدة للتعامل مع "الربع العربي"، وتتضمن تحذيراً للحكام المستبدين "بأن يتغيروا أو سيغيروا".
وقد أثنى بلير على جهود أوروبا في مواجهة حكم العقيد الليبي معمر القذافي، مشيراً أن إبقائه في السلطة أمر غير متصور. وقالت "الغارديان" إن هذا بالضرورة يعني مدحاً لجهود رئيس الوزراء البريطاني الحالي ديفيد كاميرون.
وأضافت الغارديان أن بلير لم يدع صراحة إلى التدخل العسكري، ولكنه أشار إلى ضرورة دعم "التغيير المتدرج" ودعمه، وخاصة في حالة دول الخليج، ودعا بلير إلى ضرورة الأنظمة الساعية إلى الإصلاح السياسي في الشرق الأوسط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات