افاد التقارير الواردة من العاصمة اليمنية صنعاء انها تشهد توترا امنيا ترافق مع حالة الترقب التي تعيشها اطراف الصراع في اليمن بعد رفض نائب الرئيس اليمني الحديث الى المعارضة المطالبة بتخلي الرئيس علي عبد الله صالح فورا عن السلطة.
ونقلت وكالة رويترز عن محمد المتوكل عضو ائتلاف الاحزاب اليمنية المعارضة قوله ان الجهود الدولية الرامية الى التوصل الى اتفاق لنقل السلطة انهارت لان نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي القائم بمهام الرئيس رفض الحوار مع الائتلاف.
واضاف المتوكل ان هادي يبرر ذلك بالقول انه منشغل بالتعامل مع ازمة الوقود ووقف اطلاق النار والموقف الامني في المحافظات اليمنية.
واستبقت المعارضة اليمنية اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي المقرر عقده الثلاثاء في جدة بالسعودية بمطالبة المجلس بتفعيل دوره والدفع باتجاه انتقال سريع للسلطة لسد الفراغ السياسي الحاصل في البلاد بغياب الرئيس اليمني الذي يتلقى العلاج في السعودية.
ونقلت فرانس برس عن المتحدث باسم اللقاء المشترك محمد قحطان مناشدته: "اشقاؤنا في الخليج، عجلوا في اتخاذ مواقف حاسمة وحازمة لنقل السلطة بصورة فورية وسلمية لنائب الرئيس" عبد ربه منصور هادي.
أزمة وقود وخدمات
ويقول عبد الله غراب مراسل بي بي سي في صنعاء ان التوتر الامني ادى الى نزوح الاف من سكان العاصمة الى محافظات اخرى أكثر أمنا وبحثا عن خدمات بتكلفة أقل.
ويضيف إن انتشار مسلحين من أنصار الحزب الحاكم في مختلف أحياء العاصمة يطلقون الرصاص الحي في الهواء من حين لآخر دون تدخل الأجهزة الأمنية لضبطهم وفقا لقانون حظر السلاح ما تسبب في حالة من الرعب لدى السكان.
كما تسبب الوضع الامني المتدهور في زيادة معاناة سكان العاصمة مع تفاقم أزمة الغاز المنزلي ووقود السيارات والمياه التي ارتفعت أسعارها أكثر من ثمانية اضعاف فضلا عن انقطاع التيارالكهربائي لأكثر من ثمان عشرة ساعة في اليوم في مختلف المدن اليمنية.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نشرت تقريرا رصد معاناة السكان في العاصمة صنعاء وأكد تزايد التحديات الأمنية والغذائية وتدهور الخدمات ما يدفع السكان للبحث عن البدائل
وحذر التقرير من اتساع حدة الفقر وتفاقم معاناة السكان في ظل التدهور الأمني الحاصل.
قصف واختطاف
وعلى الصعيد الامني افادت مصادر في جنوب اليمن باختطف مسلحين في بلدة ردفان بمحافظة لحج لخمسة من جنود الجيش اليمني بينهم ضابط ظهر الاحد وانهم قادوهم إلى مكان مجهول.
كما تجددت الاشتباكات عصر الاحد بمدينة الحبيليين بين مسلحين من الحراك الجنوبي وقوات الجيش اليمني.
وافاد مراسل بي بي سي في صنعاء بأن القوات الحكومية جددت فجر الأحد قصفها المدفعي لمناطق قبلية شمالي محافظة صنعاء.
وذكرت مصادر محلية لـبي بي سي أن مدنييّن اثنين قتلا وجرح ستة آخرين إلى جانب تدمير أربع آبار للمياه الجوفية واحراق تسع سيارات وتضرر عدد من المنازل والمزارع في منطقة أرحب التي تبعد ثلاثين كيلومترا شمالي صنعاء في القصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات الحرس الجمهوري على مناطق القبائل التي تحاصر اللواء 62 التابع للحرس الجمهوري وتمنع تحركه باتجاه العاصمة صنعاء منذ أسابيع.
اعتصامات
من جهة اخرى تواصلت الاعتصامات المفتوحة في صنعاء وست عشرة مدينة يمنية أخرى للمطالبة بإسقاط النظام وتشكيل مجلس انتقالي يبدأ بإعلان دستوري يحدد ملامح المرحلة القادمة.
وتشهد ساحات الاعتصام في مختلف المدن اليمنية نقاشات مكثفة تتمحور حول مرحلة ما بعد رحيل الرئيس صالح عن السلطة والاستعداد لتشكيل مجلس انتقالي بالتنسيق مع القوى السياسية المعارضة للنظام.
كما شهدت بعض المدن مسيرات محدودة تؤيد الرئيس صالح وتعكس تطلع مؤيديه لعودته قريبا الى البلاد.
يتزامن ذلك مع جدل كبير في أوساط اليمنيين حول صحة رئيسهم، ففي الوقت الذي تتحدث تقارير طبية عن تدهور صحة الرئيس ووجود صعوبات في التنفس ومضاعفات صحية اخرى بينما تؤكد تصريحات قيادات الحزب الحاكم أن صحة الرئيس في تحسن مستمر وأنه سيعود الى البلاد خلال الايام القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات