أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- لفتت مجموعة مراقبة دولية إلى استعدادات يقوم بها الجيش السوداني لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في منطقة جنوب كردفان المضطربة التي شهدت في مطلع يونيو/حزيران الجاري مواجهات بين القوات الحكومية والحركة الشعبية أعلنت على إثرها حكومة الخرطوم السيطرة على الوضع في الولاية.
ونشرت مجموعة "ساتلايات سنتينل بروجيكت" صوراً التقطت، الجمعة، قالت المنظمة الرقابية إنها تظهر قوات الجيش السوداني تسيطر على مدينة "كادوقلي" عاصمة ولاية جنوب كردفان، ومعها 89 مركبة عسكرية، من بينها شاحنات لنقل الذخيرة الثقيلة، بالإضافة إلى مركبات خفيفة وربما قطع مدفعية مقطورة.
وتعمل المجموعة الرقابية على مزج الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية بالتقارير الميدانية لتوفير نظام إنذار مبكر للعنف.
كما تظهر الصور الملتقطة نحو ما لا يقل عن 300 مأوى مؤقت منتشرة حول قاعدة لقوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة إلى الشمال من "كادوقلي" في إشارة إلى نزوح الآلاف من المدنيين.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في السودان قد أعلنت عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى جنوب كردفان تتمثل في قوة بنغلادشية تتكون من 120 عنصراً، وطالبت المنظمة الأممية بفتح ممرات إنسانية عاجلة في جنوب كردفان للسماح بمرور المدنيين الفارين من العنف الدائر هناك ولتسيير العمليات الإنسانية الداعمة للسكان.
وذكرت "ساتلايات سنتينل بروجيكت" في بيان: "إن الصور تدعم تقارير ميدانية بأن قوات الجيش السوداني لا تزال في صراع متوتر مع عناصر من الجيش الشعبي لتحرير السودان، وأن الصور تكشف عن أن نشر القوات الحكومية يتماشى مع وثائق للأمم المتحدة تشير إلى عملية عسكرية واسعة قد تشنها القوات السودانية قريباً."
أسباب اندلاع العنف في جنوب كردفان
وكانت المواجهات المسلحة قد اندلعت بين الجانبين في الولاية إثر هجوم قامت به قوات الجيش الشعبي في السابع من يونيو/حزيران الجاري على قوة حكومية في منطقة "أم دروين" شرقي "كادوقلي" ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة سبعة.
وفي أعقاب الأحداث، أكدت القوات المسلحة السودانية أن الوضع الأمني في كادوقلي تحت السيطرة الكاملة.
واتهم حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان الحركة الشعبية وبعض قوى المعارضة بالتخطيط مع قوى أجنبية لتمرد مسلح في جنوب كردفان، واعتبر ما يحدث في الولاية خروجاً على القانون والدولة لا يمكن التعامل معه عبر الحوار السياسي، وفق المركز السوداني للخدمات الصحفية.
ويشار إلى أن ولاية جنوب كردفان هي إحدى ولايات السودان وتبلغ مساحتها 158,355 كم مربع ويقدر عدد سكانها بأكثر من مليون نسمة، وعاصمتها مدينة كادوقلي وتقع الولاية على الحدود مع الجنوب وهي من الولايات المنتجة للنفط.
ويذكر أن جنوب السودان سيعلن في التاسع من الشهر المقبل كدولة مستقلة عن الشمال بعد استفتاء في مطلع العام صوتت فيه الأغلبية الساحقة لصالح الانفصال.
وستضم ولاية جنوب كردفان، الغنية بالنفط، إلى الشمال، واندلعت فيها المواجهات العسكرية الأخيرة حول خلاف بشأن الترتيبات الأمنية وإعادة انتخاب أحمد هارون، مرشح حزب المؤتمر الوطني، وهو أحد المطلوبين من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في دارفور، في انتخابات والي الولاية التي نافسه فيها مرشح الحركة الشعبية، عبد العزيز الحلو، ومرشح آخر معتقل.
وكان "النوبة" سكان جنوب كردفان، قد انحازوا إلى الجنوب في حربه ضد الشمال، وهي أطول حرب أهلية دموية تشهدها القارة الإفريقية، دامت عقوداً راح ضحيتها مليوني شخص.
وشرح جوناثان تمين، من معهد الولايات المتحدة الأمريكية للسلام، قائلاً إنه مع اقتراب موعد استقلال الجنوب فأن الخرطوم رأت في 30 ألف مقاتل من أبناء الولاية الموالين للجنوب كخطر فقامت بإطلاق حملة عسكرية لنزع سلاحهم.
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أكد في كلمة مسجلة هذا الأسبوع، بأنه ما من حل عسكري.. على قادة السودان وجنوب السودان تحمل مسؤولياتهم.. فعلى الأولى منع المزيد من التصعيد لهذه الأزمة بوقف العمليات العسكرية فوراً، من بينها القصف الجوي والتهجير القسري وحملات الترهيب."
وبدوره حث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الطرفين وقف القتال الذي تسبب في نزوح نصف مليون شخص، بحسب تقديرات المنظمة الدولية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات