الأقسام الرئيسية

الكويت ما بين صراعات الشيوخ وشيوخ الصراعات

. . ليست هناك تعليقات:


إلام سينتهي الصراع في الكويت بين العرب والفرس، بين السنة والشيعة، بين البدو والحضر، بين آل صباح والشعب، بين آل صباح وآل صباح؟

ميدل ايست أونلاين


ناصر المحمد في اجتماع مع خامنئي

حطت طائرة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد ال صباح مطار هيثرو في لندن الاسبوع الماضي تاركة ورائها ازمة سياسية وضجة في الاجواء الكويتية.

نزل الامير من الطائرة ليذهب الى قصره الصباحية في ضواحي لندن حتى يرتاح طبيا ويستجم بعيدا عن ضجيج الكويت، وهو يعرف جيدا انه ليس فقط من يستحق الاستجمام والفحص الطبي بل ان النظام السياسي الكويتي في حاجة الى فحص دقيق من اطباء دستوريين وحكماء سياسيين.

فالخلاف اشتد والمعارضة تقوى ضد رئيس الوزراء الذي يثير يوما وراء الاخر الشعب الكويتي حتى وصل الامر انه لاول مرة يخرج الكويتيين بالاف ليعلنوا في مسيرات سلمية وخطابات مفوهة ان على ناصر المحمد ان يرحل.

ما يحدث في الكويت صراعات بين اقطاب وطبقات واعراق وقوى سياسية مختلفة؛ صراعات بين العرب والفرس، بين السنة والشيعة، بين البدو والحضر، بين ال صباح والشعب، بين الصباح وال صباح. الباحث عبد العزيز الخميس يستعرض هذه الصراعات في هذا التحليل.

صراع داخل النظام

"عندما يوجد فرد يسود السلام وعند وجود اثنين ينشأ الصراع وعند وجود أكثر تبدأ التحالفات".

مقولة قديمة تنطبق على الصراعات السياسية في الكويت حيث تتأثر الثقافة السياسية في الكويت بالعادات القبلية مهما بدت للآخرين عن انها متطورة أكثر من شقيقاتها دول الخليج العربي.

وكما تبين دراسات اجراها باحثون كويتيون مثل (علي، والكاظمي، 2005) فأن تقاليد مثل الولاء، و‪النظام غير الرسمي والهادف للتنسيق بين القوى بما يخدم النظام ويشكل ادوات رصد ومباشرة وتحفيز سلوك لاعضاء هذا النظام فيما يشبه الدول الخليجية ومجتمعاتها الاخرى. تلعب هذه الشبكات والادوات دورا مهما في تنظيم الصراعات الكويتية.





العقال وسيلة للحوار البرلماني

لعل بداية الصراعات الحديثة في الكويت كانت في تفكك قوة العائلة ووجود امير منهك صحيا وولي عهد لا يغامر بالتدخل ورئيس وزراء محاط بمستشارين فرس الهوية والهوى وعائلة منقسمة على نفسها.

القاء السلطات الكويتية القبض على شبكة تجسس ثم محاكمتها واصدار قضائها حكمه على اعضائها فجر ردود افعال اوضحت الأخطار التي تحيط بالكويت والصراعات المستشرية.

لكن الامر لم ينته عند هذا الحد من التدخل الايراني في الكويت بل تجاوزه الى قيام المخابرات الايرانية بمحاولات اختراق وتزويد عصابات متطرفة بالسلاح وبدا ذلك واضحا بعد القاء الجمارك الكويتية على سفينة ايرانية محملة باسلحة بعضها مخصص للاستعمال في الاغتيال عن بعد.

كل ذلك وسط صمت من رئيس الوزراء وحسرة في قلوب كثير من ابناء ال صباح الذين يرون ضعف قدرات الرئيس وخنوعه للعملاء الايرانيين داخل الكويت.

احد المنتقدين لعائلة ال صباح وهو العنقري يقول في صالون سياسي كويتي انه اذا كانت الكويت دولة ديموقراطية فإن الانظمة الديموقراطية لا تجيز احتكار رئاسة الوزراء.

كان قرار الرئيس باطلاق سراح مدبر تفجيرات المقاهي الكويتية ومخطط محاولة اغتيال امير الكويت في الثمانينات سعد عبد الكريم بناء على طلب من ايران فاجعة بكل المقاييس للوسط الكويتي والخليجي ايضا ودلالة على ان اللوبي الفارسي داخل الكويت استطاع عسف رئيس الوزراء وتحويله الى منصة لخدمة اطماعهم.

ومما يزيد الطين بلة ان رئيس الوزارء أمر بتعيين اشخاص محسوبين على حزب الله في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بل في مناصب قيادية هناك يستطيعون عبرها نقل كافة المعلومات عن اجتماعات المجلس وحتى قراراته قبل ان تصدر.

بعيدا عن الصراع مع ايران والاخفاقات في التعامل معها هناك صراعات على المستوى التنموي والاقتصادي واخفاقات مهمة تتضح في انصع امثلتها في حالة المواطن الكويتي احمد العربيد الذي يمثل دليلا مميزا عىل حالة فقدان التوازن داخل القطاع الانتاجي الكويتي.

فقد كان العربيد يدير مشروع تنمية الحقول الشمالية في الكويت وواجه هو ورئيسه احمد الفهد عنتا وممانعة قويين من مجلس الامة الكويتي مما دعاه الى التوقف عن العمل ثم الارتحال الى الخارج والعمل في ابو ظبي مسؤولا في مشروع دانة للغاز حيث استطاع مع رفاقه هناك تحقيق نجاحات ممتازة رفع من اداء الشركة اكثر من 118 بالمائة ووصلت ارباح الشركة الى 616 مليون درهم في وقت قصير.

العربيد لم ينسجم مع عربدة القرار السياسي والاقتصادي في الكويت فخرج للعمل في الخارج كمثال على نزوح الكفاءات الكويتية الى مناطق اكثر ترحيب وتقييما لها.

مثلت الكويت للخليجيين صورة البلد المنفتح الذي يمكن الاستثمار فيه والذي يسوده النظام لا البيئة الحكومية الفاسدة والمفسدة للاقتصاد، لكن التراجع الكبير في مرتبة الكويت في عالم الدول الاكثر ترحيبا بالاستثمار يدل على ان الحكومة الحالية بقيادة ناصر المحمد فشلت في تقديم الكويت كبلد حاضن الاستثمار.

ويمكننا رؤية ذلك في ترتيب Doing Business حيث كان ترتيبالكويت في عام 2006 حين استلم ناصر المحمد القيادة الأربعين ضمن دول العالم الافضل كبيئة عمل وفي عام 2007 تراجعت الى 46 لتصل الى 52 في 2009 ثم تنحدر في عام 2010 الى المرتبة 61.

بينما الدول الخليجية تنطلق لجعل بلادها بيئة عمل واعمال افضل حيث قطر الان في المرتبة 39 والبحرين 20 والامارات 33 بينما السعودية والتي هي اكثر بيئة تعقيدا تصل بنجاح الى المرتبة 13 دوليا.

ويشير مؤشر التنافسية الدولي لعام 2011 والذي يصدره World Economic Forum ويتضمن عوامل عدة منها: المؤسسية، والبنية التحتية، وبيئة عمل المؤسسات، والصحة والتعليم والتعليم العالي والتدريب ونجاعة سوق البضائع، وسوق العمال ونمو سوق المال، والتنقية، وحجم السوق ومرونة الاعمال واخيرا الابتكار.

في كل هذا تبدو الكويت في مؤخرة ترتيب الدول الخليجية حيث تحتل دوليا المرتبة 35 ليس وراءها من الدول الخليجية الا الدولة فقيرة الموارد البحرين بينما تحتل قطر المرتبة 17 والسعودية 21 والامارات العربية المتحدة 25 وحتى عمان الافقر من الكويت تحتل المرتبة 34.

ويشير المؤشر الى ان الكويت دوليا في المرتبة 83 في مجال التعليم العالي والتدريب.

وتشير الارقام التي نشرتها الامم المتحدة الى ان الكويت ايضا في مؤخرة الدول الجاذبة للاستثمار الدولي؛ ففي عام 2009 حصلت على المرتبة الاخيرة بمبلغ 145 مليون دولار وهذا الرقم يعد فضيحة لبلد سوقها كبير وقدرتها الشرائية لا بد وان تكون كبيرة نتيجة لارتفاع الدخل والعائدات ويمكننا مقارنة هذا الرقم بما دخل الى عمان حيث بلغت الاستثمارات FDI اكثر من 2‪.‬2 بليون دولار بينما اجتذبت السعودية اكثر من 35 بليون دولار.

بالطبع لا تستحق الكويت هذا وهي التي كانت منارة الخليج والمتقدمة على دوله في الستينات والسبعينات لكن قاتل الله الصراعات واحتدامها واستغلال المشاريع التنموية بالتجميد او الصفقات في المعارك السياسية بين العائلة المالكة والنواب.

وتؤكد التقارير المختصة ان الحكومة الكويتية فشلت فشلا ذريعا في تحسين البيئة الاقتصادية ناهيك عن السياسية ولم تتعافَ من ازماتها بعد.

صراع الشيوخ






شيوخ المستقبل

يتحدد الصراع بين شيوخ ال صباح على الحكم في اربعة اشخاص هم قوى مهمة ولديهم تأهيل للحكم وتحالفات عائلية وسياسية داخل المجتمع الكويتي هذه الشخصيات هي:

محمد الصباح

وزير الخارجية الحالي منذ 2003 ونائب رئيس مجلس الوزراء منذ 2006.

هو ابن شيخ الكويت السابق المحسوب على فرع السالم اي ضمن الفرع الذي استبعد مؤخرا في تراتيبة الاسرة الحاكمة لكنه يعمل حاليا على تقوية فرع السالم وبناء جبهة قوية ضمن العائلة بالتحالف مع احفاد سعد العبد الله الامير السابق والذي حكم لمدة ايام‫.‬

لم يترك سعد العبد الله الصباح وراءه سوى ابن واحد فهد الذي لديه محمد وسعد وجابر وخالد وعبد الله ينتظر ان يلعبوا دورا مهما في مستقبل العائلة التي ترى نفوذ فرعها ال سالم ينحسر ويتوقع ان يتحالف هؤلاء مع ابن عمهم محمد الصباح لتقويته في صراع الخلافة.

ناصر المحمد

رئيس الوزراء منذ 2006. والذي لولا قربه من امير الكويت اثناء عمله في الديوان الاميري مسؤولا عنه ولعلاقته القوية به لما شغل هذا المنصب الذي عد تعيينه بعض اسرة ال صباح على انه مغامرة واحد اخطاء الامير الحالي بينما يراه البعض على انه جزء من التوازن السياسي ليس فقط داخل العائلة بل وايضا ارضاء للقوى التي يحتفظ الشيخ بعلاقة قوية ومنها قوى شيعية وايرانية.

من النقاط التي تشين عهد ناصر المحمد ويثيرها المعارضون الكويتيون ما يلي:

• ازدياد حالاتاعتقال وسجن معارضين للأسرة الحاكمة تحت دعاوى جنائية.

• على الرغم من نمو دخل البلاد من ارتفاع اسعار النفط الا ان ذلك لم ينعكس بالحجم المناسب على وضع المواطنين الكويتيين.

• الابتعاد عن المواقف الخليجية العروبية والارتماء في احضان الفرس.

• في عهده تم الاعتداء بالضرب على نواب الشعب في اهانة للدستور وحقوق التجمع.

• في عهده تم قتل مواطنين من قبل اجهزة الامن في سابقة في الكويت التي عرف عنها التسامح والطيبة في التعامل بين الامن والشعب.

• يتهم بانه وراء هروب ياسر الحبيب وهو الذي كان يثير فتناً طائفية بشتمه الخلفاء وزوجة الرسول وايضا تسهيل سفره الى بريطانيا بجواز سفر خاص.

وايضا الافراج والعفو عن من وراء تفجير المقاهي الشعبية الكويتية ومحاولة اغتيال امير البلاد.

تعيين العضو السابق في مجلس الامة فاضل صفر وزيرا للأشغال العامة ووزيرا الدولة للشؤون البلدية ومدعوم من قبل الشيخ ناصرالمحمد الصباح وقد قبض عليه في قضية تأبين عماد مغنية القيادي في حزب الله والذي خطط لقتل الشيخ جابر الاحمد الصباح أمير البلاد الراحل.

أحمد الفهد.

وزير الدولة لشؤون الاسكان وشئون التنمية.

يستند احمد الفهد على تاريخ والده الشهيد فهد الأحمد والذي قتل اثناء الغزو العراقي للكويت ويحاول الشيخ احمد ان يحشد انصاراً له ضمن الاسرة الحاكمة كما يعتمد على قوى مدنية وطنية معروف عنها التعصب لفكرة الوطنية دون الارتباط بقوى خارجية وقد حاول الشيخ ان يجد له انصاراً داخل التيارات الاسلامية لكنه لم يوفق كثيرا.

ويعمل الشيخ حاليا على دعم تحالفاته القبلية خاصة مع قبيلة العوازم.

يتهم معارضو احمد الفهد الشيخ بأنه غير واضح او صريح وجريء ليعلن عن مواقفه في الازمات السياسية الراهنة ويروج بعضهم لان الشيخ مداهن ومراوغ ولا يريد ان يزج باسمه في معارك حتى لو حشر اسمه فيها ويبتعد صامتا حتى لا يتورط في مواقف قد يدفع ثمنها كثيرا خاصة وانه يخطط ليكون لاعب رئيس في السباق على كرسي الامارة.

وتشير المصادر الى ان احمد الفهد يضم في جناحه بعض النواب الذين لم يصوتوا ضد رئيس الوزراء ناصر المحمد مما يعني انه متحالف في الوقت الراهن مع ناصر ومن النواب الذين تحت جناحه سعدون حماد ودليهي الهاجري وخالد العدوه وعسكر العنزي وسعد زنيفر لكن تغير كبير طرأ هذا الاسبوع في الاستجواب الثاني حيث ساند نوابه الاستجواب في تحول دراماتيكي.

وعلى الرغم من ذلك يعتقد البعض ان احمد الفهد وناصر المحمد وجها عملة واحدة الا ان ناصر المحمد ميال الى ايران بينما احمد الفهد النسخة العروبية من العملة الصباحية ومن شابه اباه فما ظلم.

مؤيدو الشيخ يدافعون عنه بانه سياسي وليس موظفاً في جمعية خيرية ومن يمارس السياسة عليه ان يجيد اصول الحديث واتخاذ المواقف بحساب وقدرة ويتعلم جيدا من اخطائه واخطاء الاخرين وألا يكونرجلاً اهوج يصرح بمناسبة ودون مناسبة.

كما يؤكدون ان احمد الفهد ليس سوى وزير في وزارة يديرها ناصر المحمد الذي هو المسؤول الاول ولا يحق لاحمد الفهد ان يدخل معارك نيابة عن رئيسه.

ويراهن الكثير من الكويتيين ان احمد الفهد هو أمير الكويت المقبل وانه لاعب سياسي مهم ويجيد العمل دون ضجيج وعلى الكويتيين التحالف معه ودعمه ضد ناصر المحمد الذي لا يستحق الوزارة.

جابر مبارك الحمد المبارك

وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء منذ 2001.

يعتبر احد اركان اسرة ال صباح النافذين ويعرف عنه انه قريب لبعض القبائل البدوية وميوله العروبية القوية وهو احد المتذمرين من تقارب ناصر المحمد مع ايران ويعلنها في مجالسه بصراحة ودون مواربة.

وينتظر ان يلعب دورا مهما في ايقاف طموحات ناصر المحمد لولاية العهد.

مشعل الاحمد ال صباح

يبرز اسم الشيخ مشعل الاحمد ال صباح هذه الايام بقوة كمرشح بديل لناصر المحمد ورهان من عائلة ال صباح لتحسين صورتها وحل الخلافات المستقبلية والتي قد تؤثر على وضع العائلة.

فمنذ ان اوصل ناصر المحمد الشباب الكويتي والمعارضة الى المطالبة بان يكون منصب رئيس الوزراء بالانتخاب جعل الكثير من الاصوات داخل العائلة الحاكمة تتحدث عن ان ناصر المحمد يقود الاسرة للاندثار سياسيا.

وقد يتجاوز البعض بخياله في ان المستقبل سيشهد اول جمهورية خليجية عضو في مجلس التعاون خاصة وان معظم القوى الشعبية الكويتي تعبر عن سأمها من تصرفات العائلة المالكة.



ما ان تغمر اشعة الشمس الساحل الكويتي ويبدأ الناس في شرب قهوتهم الصباحية الا وتبدأ الاسئلة في طرح نفسها؛ كيف الحال في عائلة ال صباح؟ هل نام الشيوخ دون ضغائن او مؤامرات؟

يراقب الخليجيون صراع القوى داخل عائلة ال صباح على الاخص بين فرعي ال سالم وال جابر.

فمنذ عام 1915 وهذا الصراع مستمر بين الفرعين المنحدرين من مبارك ال صباح المؤسس للكويت والرجل القوي الذي اتاح لهذه الامارة ان تعيش على ثوابت سنها لابنائه الثلاثة واستفاد منها سالم وجابر بينما بقي حمد بعيدا عن سدة الحكم وان حاز بعض من ابنائه على مناصب مهمة لعل اهمها حتى الان منصب وزير الدفاع منذ 2001 والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء جابر المبارك.

بعد وفاة المؤسس تسلم جابر لمدة عامين سدة الحكم حتى 1917 ليأتي بعده سالم حتى 1921 ثم يعود فرع ال جابر ليحكموا عبر احمد الجابر وحتى عام 1950.

ونظرا لصغر سن وتجربة ابناء احمد الجابر يعود الحكم مرة اخرى لفرع ال سالم فيحكم عبد الله حتى عام 1965 ثم يليه اخوه صباح حتى عام 1977 فيسترد الحكم فرع ال جابر عبر جابر الأحمد ويحكموا مرورا باوقات صعبة لعل اهمها الغزو العراقي للكويت.

وعند وفاة جابر الأحمد يصر فرع ال سالم على ان يحكم ولي العهد المريض جدا انذاك سعد العبد الله حتى لو صوريا فيتولى الرجل الحكم من على سرير المرض ثم يتوفى ليسترد الحكم ال جابر عبر الامير الحالي صباح الاحمد.

التساؤل المطروح هو هل تستمر لعبة الكراسي هذه على الرغم من تولي نواف الأحمد اخ الامير الحالي ومن نفس الفرع ولاية العهد؟

واين هم ال سالم عن الحكم ام انه رد جميل؟

فقد تولى ال سالم الحكم عبر الشيخين عبد الله وصباح لذا فليس غريباً ان يحكم اخوان على التوالي لكن المعضلة هي من هو الثالث المقبل.

لا يمكن لأي باحث في موازين قوى العائلة الحاكمة ال صباح سوى ان يقر بأن هناك توازناً وتقاسماً في السلطة بين فرعي ال صباح. فرع ال جابر منذ عام 1956 تمتع 11 شيخا منه بالتمثيل كوزراء او امراء وتولوا 78 منصبا منها منصبا امارة.

بينما تولى فرع ال سالم 73 منصبا منها ثلاث مرات منصب الامارة ومثله مثل فرع جابر تولى منه 11 شيخا مناصب وزارية.

ولا تتوقف عائلة ال صباح عند فرعي سالم وجابر بل هناك فرعان اخران هما الحمد والعبد الله واللذان قدما خمسة مشايخ تولوا 26 منصبا لعل اهمها منصب وزارة الدفاع الذي يحتفظ به حاليا جابر مبارك الحمد ال صباح.

في الوقت الراهن لا يمثل فرع ال سالم سوى وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الشيخ محمد صباح السالم وهو شخصية محترمة ومؤهلة علميا حيث يحوز على دكتوراه فلسفة من جامعة هارفارد الامريكية ويرشح ان يتقدم كثيرا في سلم المناصب الحكومية لولا ان هناك منافسة قوية من اطراف مختلفة داخل الاسرة ويعتقد انه سيكون احد المنافسين الرئيسين للشيخ ناصر المحمد في حال نجاح الضغوط الشعبية لاقالة الاخير.

لكن ال سالم لم يضعوا بيضهم في سلة محمد الصباح بل ان هناك قوة قادمة من الخلف وهي ابناء الشيخ فهد ابن سعد العبد الله الامير السابق حيث ينتظر ان يكونوا تكتلا قويا داعما للشيخ محمد الصباح وان يتم عبرهم موازنة فرع ال جابر.

ليس الصراع فقط داخل العائلة الحاكمة ينحصر بين ال جابر وال سالم بل انه ايضا داخل فرع ال جابر.

فناصر المحمد الذي يطمع للوصول الى ولاية العهد حين تولي نواف الاحمد الحكم خاصة والامير مريض وفي الخارج يواجه تحدياً قوياً من قبل الشيخ مشعل الاحمد نائب رئيس الحرس الوطني الذي يكبره سنا وهيبة وتحالفات.

فبينما يتمتع ناصر المحمد بملاءة مالية كبيرة تفوق مشعل ويشتري الولاءات في مجلس الامة او الشارع، يلقى مشعل الاحمد يلقى قبولا داخل الجسم القبائلي الكويتي ويرونه حلا افضل من ناصر المحمد وبديلا مناسباً ويدعم ذلك بعض افرع ال صباح وحتى الكثير من العوائل الكويتية التي لم تذعن ماديا لناصر المحمد.

وتتم الان مطالبات من مثقفين كويتيين بأن يتم التغيير حاليا قبل فوات الاوان وان هيبة الشيوخ قد تعرضت الى هزة كبيرة من قبل اوساط شعبية هالها تصرفات ناصر المحمد.

من جانبه لم يتحرك ناصر المحمد للرد على الاتهامات بل واجهها بصمت مطبق واستخدم آلاته الاعلامية للرد نيابة عنه.

لكن التطور الاخير في وقوف نواب مجلس الامة حلفاء فهد الأحمد احد المتسابقين لمنصب الامارة ضد قرار احالة استجواب ناصر المحمد يوم الثلاثاء يؤكد ان الضربات اصبحت تتوالى للاطاحة بناصر المحمد الذي توجه الى خارج الكويت في تصرف اعتبره معارضوه هروبا من المواجهة.

في الوقت الراهن تبدو كتلة فهد الأحمد قوية جدا داخل مجلس الأمة وتتحرك بذكاء حيث تلعب على الحبال بمهارة الراقص الشاب امام منافسين هرموا ينتظرون ادوارهم ، فتارة تؤيد رئيس الوزراء حين يعلو صوت المعارضة (22 مايو 2011) لكنها تقف ضده في الوقت الذي تريد انهاكه وزيادة الضغوط عليه للهروب من منصبه (31 مايو 2011).

وبتلذذ واضح يعرض احمد الفهد رئيس الوزراء لضغوط نوابية وشعبية ويستعرض ذلك وسط "فداويته" حرسه وانصاره والذين يعتبرون من اكبر التكتلات التي تشبه مليشيا مسلحة.

موازين القوى الشعبية

يمكننا فهم قوة بعض العائلات حسب تقديمها للنواب وقدرتها على صنعهم وادخالهم الى مجالس الامة ‪ايضا بقدرتها على اقناع صانع القرار الكويتي على اختيار وزراء منه،‬ ناهيك طبعا عن بعض العوائل التي تعتبر مهمة اقتصاديا لكن تأثيرها السياسي مختلف شعبيا لارتباطها باسرة الصباح وتفضيلها الحصول على مكاسب عبر الاسرة لا صناديق الاقتراع.

ويبلغ عدد العائلات التي قدمت وزراء ونواب 108 عائلة حتى اليوم.

ويردد بعض من المنتمين للعائلات الكويتية ممن يرون ان الكويت سياسيا هي القوى العائلية داخل السور منكرين على القوى القبلية لعبها دورا مهما في الحياة السياسية الكويتية، ويعتقدون ان العائلات التي مثلت في مجلس الشورى عام 1921 هي الهيكل العظمي للحياة السياسية الكويتية وهي عائلات المضف، الخالد، الحميضي، الصقر، الغانم، السيف، النقيب، الرشيد، البدر، الخضير، هلال المطيري والقناعي. ويضيف البعض عائلات اخرى كالخرافي والمطوع والخميس والنفيسي وغيرهم.

تعتبر اسرة الغانم من العوائل المهمة سياسيا في الكويت حيث قدمت تسعة نواب كأكثر عائلة نيابية واربعة وزراء في معارك انتخابية بلغ عدد مرشحيها فيها 18 مرشحا على مر زمن مجلس الامة الكويتي.

يعرف عن هذه العائلة حسها القومي العروبي ودائما ما كانت تدخل في معارك لمصلحة عروبتها والتزاماتها السياسية ومن الشخصيات القومية العربية المعروفة والتي قدمتها العائلة عبد اللطيف محمد ثنيان الغانم عام 1962 ومرزوق ثنيان الغانم الذي وقف في المعارضة عام 2006 وعرف عنه قوته في دفع انجراف الكويت نحو الانعزال عن قضايا الامة العربية.

بالطبع تعرف العائلة كثيرا بقوتها التجارية والمالية ليس على مستوى الكويت فقط بل على المستوى الدولي كذلك.

كما تقف العائلة الى جانب ال صباح وخاصة ولي العهد الشيخ نواف الاحمد والذي زوجته من الجاسم الذين هم جزء من عائلة الغانم.

وتعود عائلة الغانم الى قبيلة عنزة لذا تحالف العائلة مع ال صباح واضح بسبب الانتماء الى نفس القبيلة.

ويقدر اعضاء العائلة حجم العائلة الى ثلاثة الاف شخص مما يجعلها قوة انتخابية وسياسية مهمة.

وتأتي عائلة العدساني في المرتبة الثانية بعد عائلة الغانم في عدد النواب والوزراء حيث قدمت ثمانية نواب ووزراء وهي عائلة تنتسب الى الاشراف (عقيل بن ابي طالب) وقدمت للكويت من منطقة الاحساء السعودية وعرف منها محمد بن يوسف العدساني والذي اعتبر احد اقطاب الاخوان المسلمين المهمين في الكويت وكان يقف بقوة ضد بعض التوجهات لاسرة ال صباح.

كما مثلت عائلة الخالد ثقلا سياسيا مهما في فترة الستينات حيث قدمت ثمانية نواب ووزراء ايضا وهي عائلة ممثلوها لديهم توجهات قومية عروبية واعضاء في حركة القوميين العرب وتمثلت مواقفهم في اثبات الحضور نيابيا ثم الاستقالةعن هذه المقاعد.

تأتي بعد هذه عدة عوائل لديها حضور سياسي ملحوظ مثل عائلتي الخرافي والصقر. وتستمد العائلتان قوتهما من ثقلهما الاقتصادي.

ويمثل الخرافي الدور الاصلاحي لكن لا يقفون في صف المعارضة حاليا بل يعتبرون انفسهم المحكمين والوسطاء في حال الخلاف بين العائلات التقليدية والعائلة الحاكمة.

ويجد جاسم الخرافي رئيس مجلس الامة الحالي نفسه في موقف يحسد عليه حيث وقف الى جانب رئيس الوزراء ضد معارضيه مما افقده علاقات مهمة مع المعارضة الكويتية وافقد عائلته مواقفها المحايدة والوازنة بين الكويتيين حاليا وكانت العائلة يوما عبر محمد عبد المحسن الخرافي تقف الى جوار المعارضة والقوميين العرب.

في الطرف المناقض تقف عائلة الصقر حاليا مع المعارضة ويقوم ابنها محمد جاسم الصقر بدور ملحوظ في اشراك حضر الكويت في الصراع ضد الحكومة الحالية.

وكانت العائلات الحضرية مع القبائل قد شاركت في تجمهر لافت للنظر تم مساء الجمعة الماضي قدم الكويتيون المعارضون لرئيس الوزراء دليلا على قوتهم وايضا على قدرتهم على التحشيد في نظام فريد قاموا بالاعتصام واستمعوا للخطب ثم نظموا مسيرة حاشدة نحو البرلمان الكويتي ليبدوا مطالبتهم بتقليص نفوذ رئيس الوزراء وانتخابه مباشرة من الشعب في ما ينظر اليه على انه اول مطالبه بالفعل لا بالكلام لتحدي الاسرة الحاكمة ولتقليص نفوذها.

القوى القبلية

توجد في الكويت امتدادات قبلية كبيرة معظمها ممتدة في العمق السعودي ولكن لا تعتبر هذه القبائل موالية للنظام السعودي بقدر ما عرف عن بعضها تاريخيا التحالف مع ال صباح والانتصار لهم وخوض معارك ضد العراق وال سعود في الصف الكويتي.

لعبت 11 قبيلة دورا كبيرا في الحياة السياسية الكويتية، وتعتبر قبيلة العوازم اكثر حضورا سياسيا حيث حصل افرادها على 109 مقاعد وتحتل في مجلس الامة الحالي ستة مقاعد ويتمركز افراد القبيلة في الدائرة الخامسة (4 نواب) والاولى (نائبان).

ولعل من اهم الشخصيات السياسية في القبيلة مخلد بن راشد العازمي وغانم الميع لكن القبيلة قدمت نائباً اخوانياً حالياً هو فلاح مطلق العازمي ولعله الوحيد الذي وصل الى المجلس من الاخوان المسلمين فرع الكويت.

بعد العوازم تتساوى قبيلتا مطير والعجمان بواحد وستين مقعدا لكن مطير لديها في المجلس الحالي خمسة مقاعد بينما ثلاثة مقاعد للعجمان.

وتقف مطير الان ضد رئيس الوزراء وبقوة وهي صوت المعارضة القوية ضد استئثار ناصر المحمد بالحكم.

ويعد النائب مسلم البراك اقوى شعبية في الانتخابات وقوة لا يستهان بها على المستوى الشعبي الكويتي وهو اكثر نائب حاز على اصوات على المستوى الكويتي وبلغ عدد المصوتين له 18779 شخصاً تلاه في عدد الحصول على اصوات كويتيا فلاح العازمي 16602.

تأتي قبيلة الرشايده في المرتبة الرابعة من حيث عدد النواب حيث حصلت منذ 1962 على 51 مقعدا.

ولعل النائب علي الدقباسي اشهرهم حالياً حيث تم تهديده من قبل السوريين بالقتل بسبب رئاسته للبرلمان العربي وتنديده بقتل المدنيين في سوريا من قبل النظام هناك.

وهو نائب معارض ومشارك حالياً في قائمة النواب المصوتين ضد رئيس الوزراء ناصر المحمد.

تتمتع القبائل بأهمية كبيرة ودور سياسي يتعاظم لكنه يتغير؛ فقد كانت القبائل في العرف السياسي الكويتي ميالة للتحالف مع العائلة الحاكمة لكنها في الفترة الراهنة ومع تولي رئيس الوزراء منصبه ابتعد معظم نوابها عن الاسرة واصبحوا في صف المعارضة والمطالبين بحقوق لهم.

ويعتقد كثيرون ان القبيلة اصبحت جزءاً من المعارك التي تدار داخل الاسرة الحاكمة ال صباح وتقف مع اجنحة ضد اخرى.

صراع القوى الاسلامية

لا تحسد الكويت على موقعها ولا يمكنها بكل ثروتها الكبيرة اختيار موقع اقرب لسويسرا حتى ترتاح من وقوعها في خضم الصراع السني الشيعي المتعاظم وبين قوى شيعية شمالها وشرقها وسنية جنوبها.

قد يرى البعض الكويت على انها دولة سكانها مسلمون مائة بالمائة الا ان الحقيقة انه فيها مسيحيون يحملون الجنسية الكويتية ويتم الاحتفال اعلاميا بذلك الكائن الفريد من نوعه في تلفزيونات الامارة.

تشير التقارير الرسمية الى ان سبعين بالمائة من الكويتيين سنة والبقية شيعة لكن مما يستغرب له ان عدد النواب الشيعة يصل الى اقل من خمس النواب مما يعطي اشارة واضحة الى ان الرقم الشيعي قد يكون مبالغاً فيه او ان توزيع المقاعد حسب المناطق غير عادل لكن يبدو ان المبالغة هي الاقرب للحقيقة.

يتبع ال صباح المذهب المالكي لكنهم قريبون من الحنابلة النجديين ودائما ما يجدون انفسهم محاطين بنسيج حنبلي اكثر من مالكي ونتيجة لمحدودية الاختلافات بين المذهبين وقربهما من بعض الا اذا تدخلت الفئات السلفية المتشددة فان الامور هادئة على الساحة الدينية السنية.






سيناريوهات مستقبل الحكم

السيناريو الأول:

قوي

يتولى الحكم بعد رحيل الامير الحالي نواف الاحمد وينتظر ان يرشح ناصر المحمد لولاية العهد.

ولان الدستور الكويتي ينص على ان يقبل مجلس الامة بترشيح الامير واذا رفض فيعيد الامير تقديم ثلاثة مرشحين حينها يمكن لنا ان نرى معركة قاسية ستنقسم بسببها الاسرة لان نواف الأحمد الامير سيقدم الثلاثة الكبار مشعل الاحمد وفهد الاحمد وناصر المحمد.

ويتوقع ان يحدث خلاف عائلي قد يؤدي الى شلل في الحياة السياسية لبعض الوقت تتبعه تسويات وضغوط داخل الاسرة يتقدم عبرها القوي وهو احمد الفهد حيث سيؤيده النواب القبليون مع النواب السنه وبعض الشيعة.

السيناريو الثاني:

متوسط

يعاني الامير الحالي صباح الاحمد ال صباح من ازمات صحية متكررة مما يوحي بقرب تغيرات على المنصة الحكومية.

وتشير التقديرات الى ان ولي العهد نايف الاحمد سيتولى الحكم وسيحسم الصراع على ولاية العهد لصالح مشعل الاحمد نائب رئيس الحرس الوطني والذي يتمتع بعدة مزايا هي انه اكبر سناً من منافسيه وايضا يعتبره البعض عراب التسويات في الاسرة واخيرا انه الحل للخلاف على اسم ناصر المحمد.

السيناريو الثالث:

ضعيف

بسلاسة يتم الاستمرار في ان يتولى ولاية العهد رئيس الوزراء وهو في هذه الحالة ناصر المحمد ان لم يطح به لكن عليه ان يتمكن من ابعاد كل من احمد الفهد ومشعل الاحمد عن الصراع، وهذا يحتاج الى دعم كبير من قوى متنفذة في القصور او في الشارع لكن يضعفه ان هذا السيناريو سيحدث وقد غادر الامير الحالي صباح الاحمد (بعد عمر طويل) المسرح وهو الداعم القوي لناصر المحمد حينها لن يجد اسهما كثيرة لصالحه لكنه قد يوحد الاسرة وراءه، وهذه من اصعب المهام ان لم تكن مستحيلة.



الصراعات تتمحور حاليا بين جناحي الكويت السنة والشيعة.

يمكن للمراقب ان يرى ان الفروق والتنافس بين الاخوان المسلمين والسلفيين قد تقلص حاليا بسبب التدخل الايراني في الساحة الكويتية وقد يشكر سنة الكويت ايران لما تقدمه من حوافز وحدوية جعلت نواب الحركة الدستورية الاسلامية "حدس" ينضمون الى نواب سلفيين ضد رئيس الوزراء ويقومون باعتصامات واحتجات منظمة سوية.

بدأ النفوذ الحركي الاسلاموي السياسي في الكويت في السبعينات حين عينت الحكومة الاخواني يوسف الحجي رئيس جمعية الاصلاح الاجتماعي وزيرا للاوقاف بدأ بعدها زخم من العمل الاسلامي يعززه حالة الاحباط التي مر بها العالم العربي نتيجة لهزيمة حزيران 1967 وثورة ولي الفقيه في ايران.

بدأت معركة شرسة بين التيارات الاسلامية من جهة والليبراليين والقوميين واليسار من جهة اخرى حول وزارة التربية.

وتدخلت عوامل مهمة في هذا الصراع وهو التحرك القبلي حيث اشتعلت صيحات المطالبة بالعدالة الاجتماعية من قبل قبائل متنوعة وبدو يقطنون ضواحي الكويت ويعانون من ابعاد سياسي لهم عن صنع القرار.

بدأت القوى الاسلامية تصبح واضحة في مقاصدها واهدافها وتم انشاء شبكات اجتماعية-اقتصادية social-economic واصبحت المساجد مجندة لخدمتها فقدم بيت التمويل كل ما يستطيعه من دعم وتم الاحتفال بالانتصار في 1981 حيث هزم الاسلامويون القوى الاخرى واستطاعوا التحكم في دوائر انتخابية للوصول الى مجلس الأمة.

وبعد ان اصبحت الساحة تخلو للاسلاميين بدأت عوامل الفرقة واضحة حيث بدأ تنافس مستتر بين جمعية الاصلاح الاجتماعي (اخوان مسلمون) وبين جمعية التراث (سلف) بينما اصطف معظم الشيعة وراء جمعية الثقافة والتي كانت تسير على خطى ثورة ولي الفقيه في ايران.

لكنها مثل السنة ايضا بدأت انقسامات واصبح حضور جمعيات اخرى مثل الرسالة الانسانية وهي تجمع للشيعة المهاجرين من الاحساء السعودية وتجمع العدالة والسلام والذي واجه انشقاقات في الانتخابات الاخيرة وهو تجمع للمقلدين لاية الله الشيرازي، والتحالف الاسلامي الوطني الذي يعد الممثل المهم لحرب الله اللبناني في الكويت وهو ايضا امتداد لجمعية الثقافة التي كانت ناشطة في الستينات، وتجمع الميثاق الوطني وهم مقلدون لاية الله محمد حسين فضل الله في لبنان، وتجمع الصداقة والسلام.

وتعتبر القوى الشيعية مقربة لعائلة ال صباح بل ان احد الضباط الشيعة تولى يوما رئاسة هيئة الاركان وهم الان يقفون في صف رئيس الوزراء ناصر المحمد ويدعمونه بقوه ولا توجد لديهم شكاوى من تفرقة سوى انهم يريدون ان يكون يوم عاشوراء اجازة رسمية.

الصراع الخارجي

أحد اهم اوجه الصراعات الكويتية هي مع الخارج ولا يمكن لشخص ان ينسى كيف اثر الصراع العراقي الكويتي على المنطقة بل العالم.

هذا الصراع بدأ منذ عام 1939 حينما اذاع الملك غازي بيانه بان الكويت امتدادا للعراق وذلك بعد احداث داخلية في الكويت وخلافات بين اطراف في الاسرة وفعاليات مدنية انذاك.

لكن الكويت في شكلها الحديث بعد تأسيس مبارك الكبير لها لم يكن ذلك الخطر الاول عليها فقد سبقه حروب مع سعدون باشا حاكم الجنوب العراقي وسيد قبائل المنتفق، وايضا معارك لرد اطماع ابن رشيد في حائل واخر المعارك مع عمق الجزيرة العربية كانت ضد ابن دويش وقبيلة مطير.

وبالوقوف القوي من بريطانيا مع ال صباح استمر حكمهم دون منغصات، لكن التاريخ اعاد نفسه اثناء حكم عبد الكريم قاسم ثم صدام حسين ولن تتوقف الصراعات ما دامت هناك ثروات في المنطقة‪.‬

الا ان الصراع مع الخارج لا يعني ان الكويت دائما هي الجانب المظلوم والمطموع فيه بل اننا نرى ان بعض ابناء عائلة ال صباح يكتبون التاريخ بصورة غير دقيقة مثيرين حزازات اقليمية ويتعاملون مع الوضع الحدودي على انه افضل طريقة للدفاع هي الهجوم فيشيرون الى ان الاراضي الكويتية تمتد شمالا الى حدود البصرة وجنوبا الى العمق السعودي ويكفينا ما كتبته ميمونة ال صباح وما اشارت اليه سعاد ال صباح وكأن مهمة نساء ال صباح الدفاع عن حدود الامارة.

في الجانب الاخر تتعامل الكويت مع ايران بنعومة ولا يتحدث المؤرخون الكويتيون عن الموانئ والاراضي والممتلكات التي تملكها الكويت وعائلة ال صباح على بر عربستان وقد تم غزوها والسيطرة عليها من قبل الفرس بل ان هذه الممتلكات اصبحت في ذمة التاريخ بينما يتم فتح ملفات الحدود مع العراق والسعودية كلما غضب شيخ وتأففت شيخة.

وفي العمق تعتبر مسألة الحدود وخلافاتها احد انواع الصراعات التي تتعرض لها الكويت دائما ويتم لعبها عند وقت الحاجة اما من طرف المحيطين بالكويت او حتى داخل القوى السياسية المحلية.

الدكتورة ميمونة الصباح قالت لجريدة الوطن الكويتية ان الكويت فقدت اجزاء كبيرة من اراضيها في اتفاقية 1913 التي وقعت بين البريطانيين والعثمانيين لترسيم الحدود شمال الكويت، وان الكويت خسرت جزءا من أم قصر ومناطق شمالية أخرى مما دعا الشيخ مبارك الصباح انذاك الى الاحتجاج ورفض هذا التخطيط.

طبعا تصريح الصباح كان ردا على الاحتجاج من قبل العراقيين على بناء ميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان الكويتية والذي اعتبر على انه تهديد للمنافذ البحرية العراقية وخاصة الخطط العراقية لتوسيع ميناء ام قصر وان الميناء الكويتي يخرق القانون الدولي الذي يمنع بناء ميناء بالقرب من ميناء اخر سيضره ويربك حركة مرور السفن في المياه الضحله الضيقة.

الاتهام للكويتيين يؤكد ان بناء الميناء ليس سوى عمل تخريبي وتحرش بالعراق ومصالحه ومساهمة في خنق العراق الذي لا يملك سوى مساحة بسيطة على الخليج العربي وموانئه تعاني من ضيق الممرات وضحالتها وانه يمكن للكويت بناء موانئها في مناطق افضل وخاصة انها تتمتع بشواطئ اكثر نفاذا على المياه العميقة.

لكن هل مشاكل الكويت الحدودية هي فقط بينها وبين العراق؟

بالطبع لا فالاطراف العميلة لايران داخل الكويت والتي لا يسرها الهدوء في العلاقات بين الكويت والسعودية تثير دوما مسألة ان الحدود الكويتية السعودية ليست حقيقية كما هي الان وانها تصل الى مدينة الجبيل السعودية ويدور حوار داخلي في دواوين القلاف وغيره من معممي الكويت ان على ال صباح مطالبة السعودية باراض كويتية تبدأ غربا من اطراف امارة حائل الى الجبيل جنوبا داخل العمق السعودي.

الكثير من الكويتيين يسخرون من هذه الدعاوى ويعتبرونها جزءاً من الخيال الفارسي الاصل ولعبة سياسية للتفريق بين الشقيقين الكويتي والسعودي بل بعضهم يردد ان هذه الدعاوى هي خطط ايرانية لاثارة الكراهية والنزعات العدوانية داخل الكويت ضد السعودية وبالتالي التجييش للرأي العام الكويتي ضمن الخطة الفارسية لخليج فارسي موحد تحت عمامة خامنئي.

عبدالعزيز الخميس

alkhames@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer