الأقسام الرئيسية

صحف بريطانية: المعارضة في سورية تنظم نفسها

. . ليست هناك تعليقات:
آخر تحديث: الخميس، 16 يونيو/ حزيران، 2011، 04:39 GMT
مظاهرة مؤيدة للنظام السوري في العاصمة دمشق

تراهن المعارضة السورية على الضغط من الداخل والخارج من أجل انهيار النظام السوري

انصب اهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس على تغطية الغضب المتصاعد في نفوس عدد من مواطني البلدان الأوروبية والبريطانيين خاصة، بسبب سياسات التقشف التي تنهجها حكوماتهم من أجل تحقيق توازن مالي.

غير أن غضبا من نوع آخر يعتمل في نفوس العديد من الشعوب العربية، لم يغب عن صفحات الصحف البريطانية.

التحدي ينتظم

وهكذا تنشر الغارديان أسفل صفحتها الأولى تقريرا يحمل توقيع اسم مستعار لمراسل أو مراسلة الصحيفة في حمص.

ويتحدث التقرير عن ما اصبح بمثابة يوميات الاحتجاج والتحدي ومقاومة النظام في سورية، فالتعبير عن الاحتجاج صار أو هو في طريقه إلى أن يصير شأنا يوميا، حسب نداء حسن.

ويقول التقرير الصحفي: " لقد صار دوي الطلقات النارية أمرا معتادا تماما مثل هدير أبواق السيارات في الشوراع، كما لا يخفى عن العين الانتشار المكثف لقوات الأمن. لكن وعلى الرغم من العنف، زادت المقاومة شراسة، كما زاد المحتجون إصرارا وغضبا على حكومة لا تمنحهم أي أمل".

ويقود موجة الغضب هذه في سورية فتيان من الشعب انسدت الأبواب في وجوههم، حسب التقرير، لكن ذلك لا يعني أن أطراف المجتمع السوري الأخرى تقف مكتوفة الأيدي.

فوراء هؤلاء الشبان والشابات شبكة من الأقارب والمعارف، تقدم الدعم إذا لم تشارك قدر المستطاع.

فهذا أبو أحمد من حمص، لا يقف إلى جانب ابنه في المظاهرات اليومية التي يخوضها وحسب، بل بادر إلى تشكيل لجنة في الحي مهمتها تنظيم هذه المظاهرات العفوية والتنسيق مع باقي أحياء المدينة.

ويقول أبو أحمد، وهو لقب مستعار، للصحيفة: "عندما أظهرنا أن لدينا خطة، أقبل علينا عدد متزايد من الناس ومن بينهم الأطباء والأساتذة. إن العنف لا يشجع العديد على الخروج، لكنه لم يقوض الحركة الاحتجاجية".

ولا تتوقف مظاهر التكافل عند هذا الحد.

اذ يورد التقرير معلومات عن عدد من الأثرياء يقدمون الدعم المالي للمتضررين من جراء موجة الاحتجاجات في سورية.

كما يتحدث عن أطباء يقيمون مستشفيات ميدانية لتقديم المساعدات الأولية للجرحى، وعن نساء يسهرن على طبع منشورات وتوزيعها لتنظيم احتجاجات قصيرة المدى للإفلات من قوات الأمن، وعن سكان مجهولين فتحوا أبواب بيوتهم للهاربين من متعقبيهم من تلك القوات.

الاستعداد للمواجهة

يتوغل مراسل الإندبندنت عند الحدود السورية التركية، كيم سنغوبتا، داخل العمق السوري عبر مسارب يستخدمها المهربون بين البلدين، قصد معاينة المخاطر التي يواجهها اللاجئون السوريون، قبل بلوغ البر التركي.

ويقول المراسل إن الرحلة كانت بالفعل محفوفة بالمخاطر بسبب القناصة من عناصر المخابرات، وميليشيا الشبيحة (العناصر المسلحة التي تنسب إلى الطائفة العلوية الحاكمة)، التي تتعقب النازحين بعد أن تنهب دورهم وتضرم النار في مساكنهم.

"لكنهم غير راضين، إنهم يحبون الدم. هؤلاء الناس يعشقون القتل، إنهم مثل الكلاب"، يقول عيسى عبد الله أحد النازحين.

ويقول المراسل إن الذين التقاهم في الطريق كانوا في معظمهم من الأطفال والنساء والعجزة. وهي وجوه لا تشبه في ملامحها وجوه عناصر المنظمات الإرهابية.

المسلحون الوحيدون الذين صادفهم في الطريق كانوا مجموعة قالت إنها تضم أفرادا في الجيش كانوا يعملون لصالح الرئيس بشار الأسد قبل أن يقرروا تغيير الولاء و"الدفاع عن الشعب وحماية هؤلاء النازحين".

الجبهة الدبلوماسية

تنقل صحيفة الديلي تلغراف تصريحات لوسام طريف مدير جمعية معنية بحقوق الإنسان مقرها جنيف، قال فيها إن المعارضة السورية تفكر في الدعوة إلى حملة مظاهرات في العواصم العربية لمساندة الاحتجاجات في سورية، وحمل الحكومات العربية على الضغط على الرئيس بشار الأسد.

ويعتقد المعارضون السوريون أن الجامعة العربية وبلدانا مثل روسيا والصين قد خذلتهم، لهذا فإنهم رأوا من الضروري اللجوء إلى الوسائل الإعلامية والدبلوماسية لإقناع هذه الأطراف بأنها لن تخسر شيئا بدعمها المحتجين السوريين.

وعلى جبهة أخرى قرر النازحون قرب الحدود مع تركيا إقامة لجان شعبية مهمتها حماية النازحين من انتقام السلطات.

ويقول بعض أفراد هذه المليشيات إنهم تمكنوا حتى الآن من اعتراض سبيل عدد من القناصة الموالين للنظام.

وترى الصحيفة أن من شأن هذه التطورات زيادة مخاوف النظام السوري من انتقال المعارضة إلى الخارج من حيث يمكنها أن تستهدفه بفعالية أكبر.

وتنقل رولا خلف في الفاينانشال تايمز، تحليلا لأكاديميين سوريين يصب في هذا الاتجاه، ويرى أن المعارضة السورية تحاول كسر الحلقة المفرغة التي تشل روسيا والدول العربية لتخوفها من الفراغ الذي قد يُحدثه انهيار النظام في سورية.

لهذا تسعى هذه المعارضة إلى العمل على جبهتين، داخلية وخارجية. ومن بين أهم أهداف الجبهة الداخلية هو إحداث شروخ في النظام بإقناع أولئك الذين يوجدون عند الأطراف الهامشية من القيادة، بالانشقاق.

أولوية

تشير التايمز، في افتتاحيتها الثانية، الى ايلاء مجلس الأمن الدولي الأولوية للازمة السورية حتى لا يتسع الرتق على الراقع، وحتى يتمكن المجتمع الدولي من احتواء الوضع قبل أن يفوت الأوان.

وتعتقد الصحيفة أن الجانب الديموغرافي لا يلعب في صالح نظام الأسد. فإذا كان القيادة السياسية والعسكرية بيد الأقلية العلوية، فإن جسد الجيش مثلا سني.

وإذا ما انتفض هذا الجسد "وقد بدأ بالفعل" فالنتيجة حرب أهلية لا ريب، وما يؤدي ذلك الى نزوح جماعي للأقليات المسيحية والكردية والعلوية نحو دول الجوار.

وغني عن الذكر أن المنطقة ليست في حاجة إلى أزمات من هذا النوع، حسب قول الصحيفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer