الأقسام الرئيسية

كيف تحدث الثورات: أنماط ثورية من إيران إلى مصر

. . ليست هناك تعليقات:
آخر تحديث: الاثنين، 14 فبراير/ شباط، 2011، 18:11 GMT

2011
مصر عدد الأيام: 18 القتلى: يقدر بـ 300 الهدف: الإطاحة بالرئيس حسني مبارك وإجراء انتخابات ديمقراطية حرة لاختيار رئيس وبرلمان. المحصلة: تحقق جزء من الهدف

2010

تونس عدد الأيام: 30 القتلى: 147 الهدف: الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي الذي يعد نظاما فاسدا ويفتقر للشعبية. المحصلة: نجاح الثورة

2004

أوكرانيا عدد الأيام: 37 القتلى: لا يوجد الهدف: إلغاء نتيجة الانتخابات وضمان إجراء انتخابات جديدة، ووضع حد للفساد والرقابة. المحصلة: نجاح جزئي

1998

إندونيسيا عدد الأيام: 10 القتلى: يقدر بـ 1000 الهدف: إسقاط نظام سوهارتو وإنهاء القمع والمحسوبية السياسية. المحصلة: نجاح الثورة

1989

تيانمين - الصين عدد الأيام: 51 القتلى: يقدر بـ 3000 الهدف: لتأسيس نظام ديمقراطي وإنهاء حكم الحزب الواحد والحد من الفساد. المحصلة: فشل الانتفاضة

1979

إيران عدد الايام: 448 القتلى: أكثر من 3000 الهدف: المنادون بالديمقراطية بادروا بإشعال الإنتفاضة الشعبية لإسقاط الشاه، لكن الحركة الدينية استلمت زمام الأمور. المحصلة: فشل الانتفاضة

قد تكون الثورات سريعة ودموية، وقد تكون بطيئة وسلمية، بيد أن كل نموذج يظل مختلفا على الرغم من وجود بعض الانماط المتكررة ومنها بعض ما يجري الان في مصر.

لقد أشار تروتسكي مرة إلى أنه إذا كان الفقر سببا للثورات فستكون ثمة ثورات مستمرة في كل الازمان، لأن معظم الناس في العالم هم من الفقراء.وما تحتاجه لجعل مليون من الناس الساخطين والمتذمرين يتحولون الى حشد تكتظ به الشوارع هو مجرد شرارة تحفزهم.

و كان الموت الناجم عن استخدام عنف (مفرط) هو المحفز الاكثر شيوعا في تجذير السخط في الثورات التي حدثت في العقود الثلاثة الاخيرة.

واحيانا، تكون الشرارة حادث مروع مثل الحرق الجماعي لمئات الاشخاص وتحولهم إلى رماد في احدى صالات السينما الايرانية عام 1978 والذي اتهمت شرطة الشاه السرية فيه.

وفي احيان اخرى فعل يائس لشخص يحرق نفسه احتجاجا مثل بائع الخضروات التونسي محمد بوعزيزي في ديسمبر/كانون الاول عام 2010 ، الذي علقت صورته في مخيلة البلاد كلها.

وحتى شائعات استخدام العنف الوحشي كما هي الحال مع الاتهامات التي وجهت للشرطة الشيوعية السرية بضرب طالبين حتى الموت في براغ في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1989، يمكن أن تشعل الثورة لدى الشعب الذي كان يشعر بخيبة عميقة من النظام.

وقد ساعدت تقارير تحدثت عن "تغييب" ميلوسوفيتش لسلفه ايفان ستامبوليتش في الاسابيع التي سبقت الانتخابات الرئاسية اليوغسلافية عام 2000 في بلورة الرفض الصربي لنظامه.

نموذج صيني

ولعب الموت -رغم انه لم يكن عنيفا هذه المرة – دورا مهما في احداث ساحة تيانانمين بالصين في ابريل/نيسان عام 1989 ، عندما قام طلاب صينيون باستغلال تأبين رعته السلطات الرسمية للزعيم الشيوعي هو ياوبانج ، ليحتلوا ساحة تيانمين ويحتجوا على فساد الحزب والديكتاتورية. وعلى الرغم من ان هذه الازمة الصينية قدمت نموذجا لكيفية تنظيم الاحتجاجات واحتلال ميادين مركز المدينة ذات الاهمية الرمزية، الا أنها كانت النموذج الاوضح على فشل "قوة الشعب" (في تحقيق التغيير).

وقد اظهر دينج سياوبنج حيوية وخبرة ،على غير عادة الديكتاتوريين المسنين، في رد الضربة للمحتجين. اذ تمكن نظامه من جعل مليار فلاح صيني في حال معاشي افضل. فكانوا الجنود الذين اطلقوا الرصاص على حشود المحتجين.

وتوجت الاحتجاجات ضد "اعادة انتخاب" سوهارتو في اندونيسيا في مارس/آذار عام 1998 باطلاق النار على أربعة طلاب في مايو/ايار، الامر الذي تسبب في تظاهرات واسعة وعنف أكثر أدى إلى مقتل اكثر من الف شخص.

وقبل ثلاثين عاما قد يقتل سوهارتو مئات الالاف دون ان يتعرض للعقاب، بيد أن الفساد والازمة الاقتصادية الاسيوية قد أضعفت التأييد لنظامه. وبعد 32 عاما من بقائه في السلطة بات أفراد عائلته والمقربون منهم فاحشي الثراء بينما اصبح عدد كبير من الذين دعموه اكثر فقرا وهو الفقر الذي اشتركوا به مع عامة الشعب.

وما يقود الى انهيار نظام ما هو انقلاب من كانوا داخله ومؤيديه ضده. فما دامت الشرطة والجيش وكبار المسؤولين يعتقدون أن لديهم الكثير مما سيخسرونه في الثورة فأنهم سيدافعون عن النظام (باستماتة). ولنتذكر هنا مثال تيانمين.

ولكن اذا بدأ المنتمون للنظام ومن يمتلكون السلاح في التساؤل عن الحكمة في دعمهم لهذا النظام – او قد تتم رشوتهم- فان النظام سيتداعى بسرعة.

قرر الرئيس التونسي المخلوع بن علي الهرب عندما أبلغه قادته العسكريون أنهم لن يطلقوا الرصاص على حشود المحتجين.

وفي رومانيا في ديسمير/كانون الاول عام 1989 عاش تشاوشيسكو ليرى الجنرال الذي اعتمد عليه في قمع المحتجين قد اصبح رئيسا لمحكمة حاكمته في يوم عيد الميلاد(الكريسماس).

ويلعب الضغط الخارجي دورا في اتمام تغيير النظام. ففي عام 1989 ادى رفض الزعيم الروسي ميخائيل غورباتشيف استخدام الجيش الأحمر لدعم انظمة اوربا الشرقية الشيوعية في مواجهة الاحتجاجات التي عمت الشوارع إلى اقتناع الجنرالات المحليين بأن خيار استخدام القوة ليس واردا.

وكانت الولايات المتحدة تضغط عادة على حلفائها التسلطيين في تحقيق نوع من التسوية ومن ثم حالما يبدأون في الانزلاق تحثهم على الاستقالة

"تصلب شرايين سياسي"

وقد ينتج عن طول عمر النظام، وبشكل خاص عندما يصبح الحاكم مسنا، عجز قاتل عن التفاعل مع الاحداث بسرعة.

فالثورات احداث متواصله على مدى 24 ساعة، وتتطلب جلدا وسرعة تفكير وتدبر من الطغاة ومن المحتجين، ويسهم الزعيم المسن المعتل الصحة وغير المرن في تعميق هذه الازمة.

فمن شاه ايران المصاب بالسرطان مرورا بهونيكر المريض في المانيا الشرقية الى سوهارتو اندونيسيا، شجعت عقود طويلة من بقائهم في السلطة في احداث تصلب شرايين سياسي جعل من المناورات السياسية الذكية امرا مستحيلا بالنسبة لهم . وكما يذكرنا المثال المصري ان الثورات يصنعها الشباب.

ان المخرج اللائق امر نادر في الثورات، بيد أن عرض تقاعد آمن يمكن ان يعجل في التحول ويجعله اكثر سلاسة.

ففي عام 2003 أتهم البعض شيفارنادزه في جورجيا بأنه "تشاشيسكو" الا انه ترك يعيش بسلام في فيلته بعد استقالته.

وضمن جنرالات سوهارتو له أن يتقاعد ليموت بسلام بعد عقد – الا أن ابنه "تومي" سُجن.

وعادة ما يكون لدى الناس تلهفا لمعاقبة الحكام المطاح بهم، كما يجد خلفهم ايضا ان العقاب ضد الزعيم القديم يمكن ان يكون الهاء مفيدا عن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي لا تختفي بمجرد تغيير النظام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer