الأقسام الرئيسية

ملاحظات إنسانية على المشهد السياسى فى مصر

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: عمرو حمزاوي

amr hamzawy new

10 ابريل 2011 11:56:35 ص بتوقيت القاهرة

للمشاركة فى المشهد السياسى الراهن فى مصر الكثير من الأبعاد الإنسانية التى تستحق الرصد والتسجيل، لجمالها ورقيها من جهة ولدلالاتها الديمقراطية من جهة أخرى. وفيما يلى بعض هذه الأبعاد التى حملتها مواقف مررت بها خلال الأسابيع الماضية:

1 ــ مع الدكتور عصام العريان: شاركت معه فى نقاش علنى بالجامعة الأمريكية حول الموقف من التعديلات الدستورية قبل الاستفتاء واختلفنا فى الرؤى والمضامين بقوة إلى الحد الذى دفع البعض إلى وصف ما حدث بيننا بالمشادة. ثم التقيت الدكتور عصام بعدها بأيام فبادرنى بلطفه المعهود بالقول «يا دكتور، الجامعة الأمريكية دى كانت مناوشة سياسية وإعلامية بس، واوعى تواصلنا ينقطع ومن دلوقتى هنعاملك كسياسى نختلف ونتفق معه للصالح العام ومش الأكاديمى اللى بيحلل والناس تسمع».

شعرت بارتياح بالغ لحديث الدكتور عصام الراقى والمضمون القابل للاختلاف فى الرؤية دون تخوين إو إقصاء وبعين تضع الصالح العام فى صدارة العمل السياسى. ثم اختبرت ذلك مرة أخرى حين أبلغته أمس الأول بأننى ذاهب إلى جامعة أسيوط نهاية الأسبوع الحالى لإلقاء محاضرة فعرض سريعا إمكانية إسهام بعض أعضاء هيئة التدريس بالجامعة القريبين من جماعة الإخوان فى تنظيم المحاضرة والمشاركة بها، وهو ما حدث بالفعل. جميل أن تترجم مقولة «الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية» إلى تعاون متخطٍ لحدود الاختلاف فى الرؤية وتنسيق يسمو عن تحويل المنافسة السياسية إلى صراع.

2 ــ مع الدكتور ناجح إبراهيم: تواصلت معه بعد مقال له عنى حمل معلومات مغلوطة عن المكان الذى أعلنت به عن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى وكذلك عن مؤسسة كارنيجى للأبحاث التى كنت أعمل لها خلال السنوات الماضية. أوضحت له أن الحزب أعلن عنه بداية بنقابة الصحفيين ثم بفندق سميراميس بوسط العاصمة وأن ما نشر عن إعلان بالكاتدرائية بالعباسية غير صحيح وتم تكذيبه أكثر من مرة، وذكرت أيضا أن كارنيجى هى وقفية مستقلة للأبحاث وليست تابعة لا لوزارة الدفاع الأمريكية ولا لأية مؤسسة حكومية أخرى وأنها تعمل بصورة عالمية لإنتاج أبحاث فى مجالات سياسية واقتصادية مختلفة.

قلت للدكتور ناجح، الذى استمع ايضا بصبر لمعاتبتى حول ما تضمنه المقال من هجوم شخصى غير مبرر، إننى حريص على التواصل معه لاحترامى الشديد لمراجعات الجماعة الإسلامية ومبادرتها منذ سنوات لوقف العنف التى أسهم هو بها بوضوح وذلك على خلاف أقلام أخرى تهاجمنى بأكاذيب رددت عليها جميعا وبحديث متهافت لا أهمية له عندى. فما كان منه إلا أن اعتذر عما حدث ووعد بتصحيح الأمر فى مقال قادم، وتوافقنا على لقاء قريب لحوار أشمل عن الوطن وهموم المرحلة الحالية وللتعرف على أفكار كل منا بصورة أعمق. هنا أيضا ملمح إنسانى رائع وتواصل راقٍ يعلى من شأن التعامل الإيجابى والهادئ مع الاختلاف وينتصر لحوار لا ينزلق إلى صغائر التجريح الشخصى أو الترويج لمعلومات خاطئة.

3 ــ مع الدكتور محمد غنيم: بكل ما له من قيمة علمية فى المجال الطبى ومكانة فى المجتمع المصرى نابعة من عطائه المخلص والمتواصل، مهموم الدكتور غنيم بألا نسمح للعمل الحزبى وللاستعداد للمنافسة فى الانتخابات البرلمانية بإلهائنا عن الأجندة الوطنية لثورة 25 يناير.
ننتمى، الدكتور وأنا، للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى ونشارك اليوم فى المنصورة فى جلسة حوار حول الحزب (نادى الجزيرة بالمنصورة). إلا أنه تمنى على بعذوبة وتواضع شديدين، ووافقته فورا، أن نخصص شقا من الجلسة للحديث عن الأجندة الوطنية وضرورة تكوين ائتلاف عام لكل القوى والأحزاب لإدارة مرحلة الانتقال الديمقراطى الراهنة بنجاح. هنا عضو فى حزب يتسامى عن التفسير الضيق للأهداف الحزبية ويضع بإخلاص مصلحة الوطن فى المقدمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer