بقلم محمد أمين ٧/ ٤/ ٢٠١١
فاجأنى الدكتور أيمن أبوحديد، وزير الزراعة، بتصريح زلزلنى.. وقال كلاماً أدهشنى.. قال الوزير سنحقق الاكتفاء الذاتى من القمح، خلال عامين.. تصوروا.. تصريح جامد جداً.. يشعرنى بأننا أصبحنا نملك إرادتنا سياسياً واقتصادياً.. نملك كرامتنا، ونملك حريتنا.. لا تشغلنا مشكلة المياه، ولا تشغلنا غضبة الأمريكان.. ولو فعلها الوزير سوف أقبّل يديه، فى ميدان عام! هل حررتنا الثورة فعلاً؟.. هل كنا نحتاج إلى ثورة؟.. أليس الدكتور أيمن أبوحديد، خبيراً زراعياً، ومسؤولاً عن مؤسسة بحثية؟.. لماذا لم يقل لنا ذلك من قبل؟.. لماذا كان يسكت على سرقة مصر؟.. هل يقول الآن ما يقوله بصدق، أم أنه يشارك فى سوق الكلام والأحلام؟.. هل يستغل الوزير حاجتنا لسماع هذه التصريحات، أم أن لديه مشروعاً لتحقيق الحلم، والقيام بثورة اقتصادية أيضاً؟! كيف نحقق الاكتفاء الذاتى من القمح، فى ظل الظروف المائية التى يعرفها، وفى ظل انحسار الأراضى الزراعية، والتعديات اليومية عليها، وتراجع فكرة الخروج إلى الصحراء.. هل يعرف أزمة مياه النيل.. وهل يعرف أن هناك اليوم وفداً شعبياً فى كمبالا يمارس الدبلوماسية الشعبية.. لنحافظ على حقوقنا التاريخية فى مياه النيل؟.. من المؤكد أنه يعرف، ويعرف أكثر إمكانيات مصر.. الحضارة والثورة! تصريح الوزير أبوحديد يؤكد أننا نستطيع.. وأن مصر تستطيع.. ويؤكد أن هناك من كان يساوم، ومن كان يماطل، ومن كان يبيع.. ومن كان يوالس على حساب مصر.. كما يؤكد أن المسألة ليست مجرد كلام.. وأن المسألة لا علاقة لها بملف المياه.. وأن الاكتفاء الذاتى ممكن.. وأنه ممكن خلال عامين.. عندما نهيىء البيت سياسياً.. سيكون قد تهيأ اقتصادياً، لتنطلق مصر كقوة كبرى فى المنطقة! نعم نستطيع.. الآن نستطيع.. فليس هناك من يوالس، وليس هناك من ينصب باسمنا.. وليس هناك من يتاجر فينا، أو يبيعنا.. والتقديرات تشير إلى إمكانية انطلاق مصر، خلال خمس سنوات.. فليس هناك أسوأ مما كنا فيه.. سيعود خير مصر إلينا.. تتحسن أحوالنا الاقتصادية.. ونسترد كرامتنا أيضاً.. جاء اليوم الذى نبنى فيه، بعد يوم ثُرنا فيه على الفساد.. وثُرنا فيه على طغيان الديكتاتور! يقول «أبوحديد»، إن إنتاجنا من قمح الخبز، حوالى ثمانية ملايين طن، واستهلاكنا يقدر بنحو ٩ ملايين طن، وأن تحقيق الاكتفاء الذاتى من قمح الخبز يتحقق برفع إنتاجية الفدان من القمح، من ١٨ إردباً إلى ٢٤ إردباً للفدان، وزراعة ٣.١ مليون فدان قمحاً، وتحسين التقاوى والإرشاد الزراعى.. اشتغل يا دكتور.. وابدأ.. خلينا نعرف أن مصر فعلاً تستطيع! كانت الثورة حلماً مستحيلاً.. ثم أصبحت واقعاً.. وكان الاكتفاء الذاتى من القمح حلماً، يمكن أن يكون واقعاً.. المهم أن تكون لدينا إرادة.. والمهم أن نستغل الأراضى للزراعة، وليس للمنتجعات.. والمهم أيضاً أن تكون المياه لزراعة القمح، لا لزراعة نجيل الجولف.. خذ قرارك يا دكتور.. إن كنتم حكومة ثورة.. لا ترتعش يدها.. أشعرونا أن مصر تستحق.. وأن الفراعنة يملكون حريتهم، ويملكون خبزهم! لا أخفى أن تصريحك شغلنى عن محاكمة مبارك ورجاله.. وشغلنى ما قلته عن عودة المليارات المنهوبة.. وشغلنى عن خبر القبض على محمد إبراهيم سليمان.. فلا يكن تصريحك خادعاً، ولا يستغل حاجتى للأمل.. فإذا فعلت فسوف نقف طوابير نقبل يديك.. كما كنا نقف طوابير على منافذ الخبز.. فهل تفعلها؟! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات