الأقسام الرئيسية

الفساد فى الرياضة!

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: سلامة أحمد سلامة

salama ahmad salama okkk

6 ابريل 2011 09:26:38 ص بتوقيت القاهرة

لابد من الاعتراف بأن ما نشهده بين حين وآخر من أحداث صادمة وجرائم بربرية واعتداءات بلطجية مثل تلك التى شهدها استاد القاهرة فى مباراة الزمالك والأفريقى التونسى، هى تعبير عن مدى عمق الفساد الذى اخترق العظام ووصل إلى النخاع فى كل شىء فى مصر. بحيث بات الفساد فى الرياضة جزءا من الفساد السياسى.. الذى تسربت سمومه إلى التعليم والقضاء والصحة والمال والأعمال. وأن الثورة لم تنجح إلا فى القضاء على القشرة الرفيعة التى تغطى سطح الحياة السياسية ممثلة فى مصادر السلطة ومواقع النفوذ التى كان يتصدرها الرئيس المخلوع وأعوانه!

ليس أيسر من أن ننسب ما حدث فى استاد القاهرة من هجوم منظم على مدرجات الاستاد والاعتداء على اللاعبين التونسيين والمصريين إلى مجموعات من البلطجية.. تحت قيادة شخص يرتدى «جلابية»، مزودين بالأسلحة البيضاء والشوم والسنج.. دخلوا إلى الملعب منذ الصباح استعدادا للمعركة.. الأمن يعرف ذلك. ومدير الاستاد يعرف ذلك. والكل يبحث الآن عن عذر أقبح من الذنب ليبرر تقاعسه وتواطؤه. ولم يعد من الممكن السكوت على حكايات البلطجية الذين يهددون حياة الناس وأمنهم وسلامتهم. ويمرمغون سمعة مصر ومكانتها فى التراب!

لست أصدق أن هذه الأعداد الكبيرة التى هاجمت الاستاد. وهاجمت البرادعى فى المقطم. وارتكبت جرائم غامضة فى أنحاء مختلفة، أعادت جو الاحتقان الطائفى.. هم مجرد مجموعة من البلطجية. أو ما يسمى بالثورة المضادة. بل الأحرى أن يقال إن الذين قاموا بالثورة من الشباب قد انصرفوا وتفرقوا فى مجموعات وتحالفات ومساجلات مع أحزاب أخرى، أو عادوا إلى عزلتهم مع الفيس بوك مخلفين وراءهم فراغا كبيرا، شغلته أطراف هامشية وقوى متناثرة من العاطلين والمأجورين والمجرمين المسلحين، الذين يسهل توظيفهم وتوجيههم للقيام بأعمال تخريبية. والذين يحاولون ترويع الشارع المصرى وفرض سطوتهم فى الضواحى والطرق النائية فى بعض المحافظات.. مستغلين غياب الأمن وحالة التفكك التى أصابته بالوهن.. وهؤلاء هم الذين يطلق عليهم الآن الثورة المضادة. وكان آخرها وقوع حادث اختطاف طفلة وطلب فدية على نحو ليس مألوفا فى مصر.

والحقيقة أن تعبير الثورة المضادة يطلق على القوى السياسية التى تملك رؤى ومبادئ ومشاريع مضادة لأهداف الثورة. وهو ما لا تملكه تلك العناصر الشاردة التى تهاجم الملاعب ويحرضها على ذلك بعض لاعبى الكرة من فتوات الزمالك.. التى تنتهز كل فرصة ممكنة للتخريب والترويع.

والملاحظ أن الفساد الرياضى الذى كان مرتعا واسعا للنفوذ وكسب الشعبية لأفراد الأسرة الحاكمة السابقة، وكان جمال وعلاء يجدان فيه ميدانا للمشاركة والتقرب عن طريق لعبة يعشقها الشعب وهى كرة القدم، ظل بعيدا عن يد الإصلاح أو التطهير. فرؤساؤه هم الذين كانوا ينافقون الرئيس المخلوع وأولاده.. وكانت الدولة تغمض عينيها عن الفساد والرشوة وسوء التخطيط فى قطاع الرياضة، وتم التغطية على كثير من الفضائح لاتحاد الكرة. وظل بعيدا ــ حتى الآن ــ عن المحاسبة والتغيير. وكان الرأى بعد الثورة فى 25 يناير أن عودة النشاط الكروى والدورى سوف يساعد على استعادة الهدوء وشغل الشباب عن التظاهر فى ميدان التحرير.

ما حدث فى استاد القاهرة يثير القلق.. وبرغم كل الإعجاب والتأييد الذى يلقاه شباب الثورة، فلابد أن ندرك أن مرحلة الانبهار ومديح الذات لما أنجزته الثورة قد آذنت بالانتهاء. ولابد أن يدرك الجميع أن ثمة أعباء تقع على عاتق الجميع لكى تصل الثورة إلى غايتها.. وعلى رأسها الوصول إلى قطاعات واسعة من الشعب فى القاهرة وخارجها. والخروج من سجن النظام السابق وفساده وجرائمه إلى مستقبل أرحب. يمكن البناء على ما تحقق فى بداياته حتى الآن. مع العمل الجاد لاستكمال البناء الديمقراطى ومؤسساته، دون إهمال الحاجة الماسة إلى دفع عجلة التنمية والإنتاج. إذ بغير ذلك سوف يولد الفساد المتراكم فى قطاعات مختلفة ــ أسبابا للتراخى الذى يؤدى إلى الكسل والبلطجة والتمرد على النظام، لن تتوقف!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer