حديث شريف.
■ «... لا يكفى حماية الفرد من طغيان الحاكم، وإنما ينبغى حمايته أيضا من طغيان الرأى العام والشعور السائد أو حمايته من ميل المجتمع إلى أن يفرض إرادته وأفكاره على الأفراد الذين يرفضونها، كذلك ينبغى حماية الفرد من محاولة إعاقة نموه، ومنع تكوين شخصيته الفردية التى لا تنسجم مع طرائق المجتمع، وإجبار جميع الشخصيات على أن تكيف نفسها مع النموذج الذى يعده المجتمع».
المفكر الأشهر جون ستيوارت ميل، ترجمة د. إمام عبدالفتاح إمام.
■ «الخليفة عند المسلمين ليس بالمعصوم، ولا هو مهبط الوحى ولا من حقه الاستئثار بتفسير الكتاب والسنة... وإذا كانت الأمة هى التى نصبته، فالأمة هى صاحبة الحق فى السيطرة عليه، وهى التى تخلعه، متى رأت ذلك من مصلحتها، فهو حاكم مدنى من جميع الوجوه».
الإمام محمد عبده من رسالته (الإسلام والنصرانية).
■ «الخليفة أو الحاكم المسلم ليس مطلق السلطة يملك جميع السلطات كما يزعم البعض... الخليفة كأى حاكم فى الإسلام ليس ممثلا للسلطة الإلهية وهو لا يستمد سلطانه من السيادة الإلهية، وإنما هو يمثل الأمة التى اختارته، ويستمد منها سلطته المحدودة.. فالحق فى التشريع أصبح بعد انقطاع الوحى وديعة فى يد الأمة، لا فى يد الطغاة من الحكام والملوك.. فالخليفة فى الإسلام لا يمكن أن يعطى لنفسه حق التعبير عن الإرادة الإلهية».
الدكتور عبدالرازق السنهورى من دراسته عن (فقه الخلافة وتطورها).
■ «جرى العرف على أن يؤم الأمير المسلمين فى صلاة الجمعة، ومن المفارقات التى حدثت فى هذا الصدد ما حدث فى زمن خلافة المأمون، إذ كان هناك نصرانى يدعى (بكام) من أثرياء بورة من أعمال مصر، كانت له صلة بالحكم فى الإقليم، كان إذا جاء يوم الجمعة لبس السواد وتقلد السيف وشد حوله المنطقة وامتطى حصانه ومضى إلى الجامع وبين يديه رجاله، حتى إذا بلغ باب المسجد وقف وأنفذ رسولا مسلما من قبله دخل الجامع وصلى بالناس وصاحبنا على حاله واقف بالباب».
آدم ميتز، الحضارة الإسلامية فى القرن الرابع الهجرى، نقلا عن (مواطنون لا ذميون) فهمى هويدى.
■ «اجتماع القوة والأمانة فى الناس قليل ولهذا كان عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، يقول اللهم أشكو إليك جَلَد الفاجر وعجز الثقة، فالواجب فى كل ولاية الأصلح بحسبها، فإذا تعيّن رجلان أحدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوة، قُدِّم أنفعهما لتلك الولاية وأقلهما ضررا فيها، فيُقدّم فى إمارة الحروب الرجل القوى الشجاع، وإن كان فيه فجور فيُقدّم على الضعيف العاجز وإن كان أمينا، كما سُئِل الإمام أحمد بن حنبل عن الرجلين يكونان أميرين فى الغزو، وأحدهما فاجر قوى والآخر صالح ضعيف، مع أيهما يُغزى فقال أما الفاجر القوى فقوته للمسلمين وفجوره على نفسه، وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه، وضعفه على المسلمين».
شيخ الإسلام ابن تيمية من كتابه (السياسة الشرعية فى إصلاح الراعى والرعية) الفصل الثالث.
■ «إن النصر الإقليمى على المغلوبين يؤدى أحيانا إلى تحالف طبقى على صعيد أوسع من الحدود الإقليمية ضد قوى الثورة التى يفترض أن هذا النصر يدعمها، وإن الأحزاب الرجعية التى كانت قد توارت تستطيع العودة من جديد بأسماء قديمة أو جديدة، وإن المظاهرات الشعبية التى يساء توقيتها وتنظيمها وقيادتها يمكن أن تؤدى إلى انكسار طويل المدى، وإن النظام الرجعى الجديد سوف يكرس نفسه فى مؤسسات تشريعية راسخة رغم تعدد الحكومات.. إن سقوط نظام الحكم لا يعنى تلقائيا سقوط الثقافة، كما أن نهضة النظام الحاكم لا ترادف نهضة الثقافة، تاريخنا الحديث فى مصر المعاصرة عرف أكثر من نهضة وسقوط فى المرحلة الواحدة.. كما أن التعبيرات المؤسسية السياسية كالأحزاب لم تكن تجسيدا ثقافيا لمستوى الفكر والوعى على الدوام، بل وقعت المفارقات كدعم مثقفى الصفوة الأرستقراطية لديمقراطية التعبير وتقديس العقل، ورضوخ أو مسايرة زعماء الأغلبية للوعى الناقص عند الجماهير والوقوف بالتالى مواقف متخاذلة أو معادية لحرية الفكر والعقل والفن».
غالى شكرى، الثورة المضادة فى مصر، كتاب الأهالى ط 1987.
■ هجا الشاعر الفرزدق الطاغية العربى الشهير الحجاج بن يوسف بعد أن مدحه فقيل له: كيف تهجوه وقد مدحته؟! فقال: «نكون مع الواحد منهم ما كان الله معه، فإذا تخلى الله عنه انقلبنا عليه».
■ «حتى الديمقراطية تدمر نفسها بنفسها عندما تصل إلى حدها الأقصى فتنقلب إلى فوضى، وبدلا من أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، نرى حكم الجماهير أو الغوغاء الذى هو بحر هائج يتعذر على سفينة الدولة السير فيه، لأن كل ريح من خطابة أو شعوذة من جانب الخطباء تحرك المياه وتعطل طريق السير، وتكون النتيجة أن يقفز الطاغية إلى كرسى الحكم لكى ينقذ البلاد من الفوضى. وهكذا تنشأ الحكومة الاستبدادية، فيما يرى أفلاطون، من الحكومة الديمقراطية المسرفة فى حريتها لحد الفوضى، أى أن التطرف فى الحرية يُولِّد أفظع أنواع الطغيان، ويظهر وسط هذه الفوضى من يؤيده الناس قائدا عليهم ونصيرا لهم، ويضفى عليه الشعب قوة متزايدة، وسلطانا هائلا».
الدكتور إمام عبدالفتاح إمام من كتابه الرائع «الطاغية».
■ «روى الطبرى فى تاريخه: قال عمر بن الخطاب: لن يعجز الناس أن يُولّوا رجلا منهم، فإن استقام تبعوه، وإن جَنَف (انحرف) قتلوه، فاعترض عليه أحدهم: ما عليك لو قلت إن تعوّج عزلوه، فقال: لا، القتل أنكل لمن بعده. يريد أنه أشد ردعا لغيره من الحكام».
هادى العلوى من كتابه (محطات فى التاريخ والتراث).
belalfadl@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات