وكادوا يسلموننا مقابل ١٠٠ ألف دولار للرأس (٤)
أجرى الحوار فى صنعاء شارل فؤاد المصرى ١٠/ ٤/ ٢٠١١
فى الحلقة الثالثة اعترف «البحرى» بأن من قام بتجهيزه للجهاد امرأة، وطلبت أن يدعو لها بالزواج، وأشار إلى أنه أخبر «المقرن» و«البيضانى» بعزمه الرجوع من الصومال إلى اليمن بعد أن اكتشف خداع المجاهدين الصوماليين فى الاتحاد الإسلامى، وبعد عودته إلى اليمن قرر السفر للجهاد فى طاجيكستان عبر باكستان بجواز سفر جديد. فى الحلقة الرابعة يكشف «البحرى» عن تفاصيل خيانة الطاجيك للمجاهدين العرب ■ لماذا قررت العودة؟ - لأنهم كانوا خونة وكادوا يسلموننا إلى الروس مقابل ١٠٠ ألف دولار عن كل رجل. ■ كيف عرفت بالخيانة؟ أخبرنا أحد الطاجيك وكما يقولون: «أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم» بأن قائد المجموعة التى ننتمى إليها أخبر الروس بأن لديه عدداً من المجاهدين العرب وجنسيات أخرى عددهم ٣٦ عربياً، ويريد تسليمهم مقابل ١٠٠ ألف دولار عن كل رأس، ووافق الروس على دفع المبلغ، وهو يتجاوز ٣.٦ مليون دولار. ■ من الذى كان يقود حزب النهضة الإسلامى؟ - عبدالله نورى، وهو مثل الأستاذ حسن البنا فى مصر، وله القدسية نفسها والتقيناه، ومشكلة حزب النهضة أنه «كوكتيل» يضم شيوعيين وإسلاميين وصوفيين وقوميين، ونائبه يؤمن بالفكر الشيوعى. ■ هل شكلت تلك صدمة لك، خاصة أنهم كادوا يسلمونك إلى الروس؟ - نعم.. خاصة أن الطاجيكى يبيع بيته ودولته كلها مقابل ١٠٠ دولار فما بالك بـ١٠٠ ألف دولار. ■ ماذا فعلتم بعد أن عرفتم بموضوع الخيانة؟ - جاءنى الشباب، وكنت وقتها عضو مجلس شورى مجموعة الشمال، ومجلس الشورى يتكون من ٦ أفراد مع الأمير، والأفراد ثلاثون، ومقسمون إلى مجموعات، كل مجموعة ١٢ فرداً، وأنا كنت رئيس مجموعة وعضو مجلس شورى، وفى هذا الوقت كنت مصاباً بالتيفود، وسألنى شباب المجموعة التى أرأسها: يا أبوجندل ماذا نفعل؟.. قلت: الرجوع أوجب من التقدم. ■ وددت أن أعرف ما هو الإحسان الذى أحسنتموه إلى الطاجيكى الذى أخبركم بموضوع الخيانة؟ - هذا الرجل كانت أخته متزوجة بشخص وطلبت الطلاق، وعند الطاجيك عندما تطلب امرأة الطلاق تعيد لزوجها كل شىء.. وجاءنى الرجل وحكى لى، فقلت له: خذ هذا المبلغ، وأعيدوا له كل شىء من باب الإحسان، إضافة إلى أن ذلك الرجل ذات مرة سقط من على ظهر الحصان، وكسرت ساقه وتحملنا مسؤولية علاجه بالكامل، فحمل لنا ذلك «الجميل»، وهو الذى أخبرنا بأن أمير المجموعة الطاجيكى باعنا للروس، وأن القصة كذا وكذا وكذا.. ■ وعدتم؟ - نعم رجعنا إلى مدينة اسمها «قندوس»، وجلسنا فيها ما يقارب شهرين، وفى تلك الفترة كانت «طالبان» استولت على «كابول» وما وصلنا عنهم أنهم شيوعيون أطلقوا لحاهم واتفقوا مع أمريكا باسم الجهاد. ■ من الذى يقول لكم مثل هذا الكلام؟ - جماعة أحمد شاه مسعود، وهى مجموعة تحالف الشمال، ونحن لا يوجد فينا واحد يعرف شيئاً عن «طالبان»، خاصة أننا ذاهبون إلى بلادنا.. واللهم سلّم سلّم.. وبحكم أننا قادة كنت أنا واثنان معى من خرج من مجموعة الشمال، لأن فى البدء لابد من خروج الأفراد وتأمينهم، ثم خروجنا بعد ذلك نحن القادة. ■ كيف خرجت خاصة أن لونك أسمر وسيتم كشف أمرك؟ - خرجت مع قافلة دعم عسكرى تتبع أحمد شاه مسعود إلى «كابول»، خاصة أن الشباب الذين قمنا بتأمينهم لونهم أبيض ويشبهون الطاجيك فلا خطورة عليهم.. وخرجت مع القافلة التى تتبع أحمد شاه مسعود، خاصة أن مسعود كانت لديه قوات خارجة من «قندوس»، وكان قائد المجموعة شاباً أفغانياً درس فى السعودية، ويتكلم اللهجة الحجازية بالحرف، وكنت أمشى معه وعند نقاط التفتيش كانوا يصيحون «عرب عرب»، فيقول لهم «هؤلاء المتحالفون مع أحمد شاه مسعود»، فكانوا يسمحون لنا بالمرور، ووصلنا إلى الحدود، وقلت له: أخى هذه حدودى وأكمل مسيرتك أنت وأخذت تاكسى، وكما يقولون القلوب فى الحناجر سندخل أرض طالبان أرض الشيوعيين الخونة، الذين يكذبون على المسلمين .. وهو التصور الذى صوروه لنا ووصلنا أنا والمجموعة إلى خط المواجهة ومنطقة القتال، وفوجئنا بمجموعة أتباع أحمد شاه مسعود.. وجوههم عليها غضب الله.. الحشيش والمخدرات.. ووجوههم سوداء وعندما وصلنا إلى الطرف الآخر كانت المفاجأة. ■ ما الطرف الآخر وما المفاجأة؟ - الطرف الآخر أرض طالبان، والمفاجأة كانت القرآن والصلاة والالتزام والعمائم البيضاء ورآنى أحدهم وقال لى بلهجة مكسّرة «أخى عربى».. وقال: «إنزل» قلت لنفسى: «رحت فيها يا أبوجندل» طالما قال انزل، وحسب تفكيرى وقتها فإنهم سيقتلوننى، وهذا ناتج عن الدعاية السابقة، وفوجئت بأنه يعانقنى بشكل عجيب ويصيح لزملائه «عرب ياندى» ومعناها باللغة القندهارية «عربى» واجتمعوا وأحسست بالطمأنينة وحمدت الله وعزمونى على الغداء، ورفضوا أن أغادر دون أن آكل معهم، ثم غادرت. ■ إلى أى وجهة غادرت؟ - إلى جلال أباد دون أن يسألنى أحد، خاصة عند خروجى.. كنا نتخفى فى المواصلات فمرة نغطى وجوهنا، ونمثل أننا نائمون أو نجلس فى أسفل السيارات وغير ذلك. ■ إذن الدنيا أمان؟ - نعم أمان فعلاً كما قال لى الطالبانيون الأفغان، وفى الطريق أوقفنى أحدهم وقال لى «عربى» وهو يتكلم اللغة العربية، لأن المدارس الدينية فى طالبان اللغة العربية فيها لغة أساسية. ■ وماذا فعلت بعد أن وصلت إلى مدينة جلال أباد؟ - كنت قلت لك إن أحدهم استوقفنى وقال لى: «عربى»؟ قلت له: نعم، فقال لى: هل توصلنى معك باللغة العربية إلى قريب مع الأفغان؟ فقلت له تفضل، وكان الشباب دائماً ما ينصحوننى ويقولون لى فى أفغانستان هناك شيئان لابد أن تسأل عنهما.. الأول: هو الوقت والمال، قلت لماذا؟.. قالوا: يقول لك الشخص وصلنى والمسافة «قريب» بعد نصف ساعة فتجد نفسك سافرت ١٢ ساعة، وذات مرة على ذكر نصف الساعة سافرت من ٦ فجراً حتى ٦ بعد المغرب، ودار حوار بينى وبين الرجل عندما سألته عن طالبان فقال: لى إنهم جاءوا بالخير.. قلت لماذا؟.. قال الرجل: يا ولدى ما كان أحد يأمن على غلامه الأمرد فقد كان ينكح نكاح النساء ويأتون بعقد نكاح رسمى وشهود، ومن لديه فتاة جميلة يأتى له زعيم عصابة ويقول له زوجنى وإذا لم يزوجه يخرج من بيت الرجل والد الفتاة ويطلق الرصاص فى الهواء عبر الكلاشنكوف ثلاثين طلقة بعد ذلك لا يستطيع أحد أن يقترب من ذلك المنزل أو يخطب تلك الفتاة أو يتزوجها، وبالتالى لم نكن نأمن على أولادنا وأعراضنا وأموالنا قبل أن يأتى الـ«طالبان» ولكنهم عندما جاءوا أمنونا فى أموالنا وأعراقنا ونسائنا ولذلك هم انتشروا وسيطروا بسرعة. ■ ولكن ما حقيقة ما يقال إن طالبان صنيعة أمريكية؟ - لا.. ليسوا صنيعة أمريكية، ولم يحكموا أفغانستان بالدفع الخارجى، ولكنهم حكموا أفغانستان بالجذب الداخلى من وجهة نظرى. ■ إذن نظرتك تغيرت بعد أن عرفت تلك المعلومات؟ - نعم تغيرت نظرتى إلى «طالبان» بعد حديثى مع هذا الرجل، فالشعب الأفغانى شعب أبىّ لا يرضى بالذل، وشعب مقاتل، لدرجة أن من يقتل فى حادث سير يعتبرونه شهيداً، لأنهم يحبون اسم «الشهيد». ■ عندما وصلت جلال أباد أين نزلت؟ - مكثت فى هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، ومعروف أن الشباب الذين يعملون فى جميع هيئات الإغاثة كمدراء فروع هم شباب المجاهدين حتى عام ٩٨/٩٩، لأن هؤلاء كانوا يستطيعون الوصول بالمعونات إلى مناطق القتال، إضافة إلى أنه فى الأصل مقاتل وغير معقول أن تأتى بمصرى يعيش فى القاهرة مثلاً أو سعودى، وتقول له اذهب بهذه السيارة المحملة بالمعونات واعبر خط القتال!. ■ ماذا حدث عندما التقيت شباب المجاهدين فى هيئة الإغاثة؟ - أول شىء سألونى عن اسمى فقلت أبوجندل، فقالوا: يا شيخ هناك شخص يدعى أبومهند دايخ عليك، وهو يسأل عنك كل يوم، وبدأوا فى النداء عبر اللاسلكى.. نجم الجهاد.. نجم الجهاد. ■ ماذا تعنى هذه الكلمة؟ - نجم الجهاد هو موقع المجمع السكنى لتنظيم القاعدة. ■ هل هذه أجهزة لاسلكى؟ - جهاز ووكى توكى. ■ وهل قاموا بالرد فى الحال؟ - لا.. بعد نصف ساعة جاء الرد عبر الجهاز: نجم الجهاد معك، فقال الذى قام بالاتصال: أين مهند؟.. قالوا موجود.. ماذا نقول له؟.. قال: قولوا له إن صاحبه الدب الأسمر وصل. فسألتهم من هو صاحبى؟ قالوا مهند، فأخذت السماعة وتكلمت معه بكلمتين معينتين يفهمهما هو فقط وعرفته وعرفنى، وعرف أننى وصلت: وبعد نصف ساعة جاء بسيارة «بك أب» وأخذنى إلى السكن. ■ أين السكن؟ - بيت سرى فى مدينة جلال أباد، اجتمع فيه كل الأفراد الذين أرسلناهم من الشمال، وجمعوهم فى بيت واحد، ولما وصلت إلى البيت كانوا فرحانين، وكان ترحابهم بى كبيراً، لأن أميرهم عندهم. ■ ماذا دار بينكم من أحاديث؟ - طوال الليل يدور الحديث عن أسطورة اسمها أسامة بن لادن، وحتى هذه اللحظة لم أره، خاصة أننى جئت من أجل الجهاد، وليس من أجل الانضمام إلى تنظيم معين، وعندما كنا فى الشمال كنا نحكى عن ظلم أمريكا، وأنها دخلت السعودية لتحارب العراق، ولكن ما كينونة أمريكا وتاريخها منذ السبعينيات فى الخليج؟ كل ذلك لا نعرفه لأننا كنا مش فاهمين حاجة، ولكن الأبعاد الشرعية لا نعرفها، لأننا كنا قد سلمنا عقولنا لشيوخنا فإذا قالوا «يمين» قلنا «يمين»، وإذا قالوا «شمال» قلنا «شمال» نقف عند هذه النقطة. ■ معنى أنك تقول إن عقولكم سلمتوها لشيوخكم هل معناه أنكم اكتشفتم أنهم يخدعونكم هل هذا صحيح؟ - صح وأوضح بشكل أكثر.. شيوخ السعودية وأقصد بهم علماء الدين كانوا يريدون الشباب مثل الريموت كنترول فى أيديهم، وممنوع إعمال العقل، والشيخ يقول اذهب إلى البوسنة تذهب إلى البوسنة، وإذا قال اذهب إلى الشيشان نذهب إلى هناك، وأنا كناصر البحرى تربيت فى منزل والدى على قول كلمة «لا»، ووالدى دائماً ما كان يقول لى تعلم أن تقول كلمة لا، وإن أغلى كلمة فى الوجود هى كلمة «لا». وأرد عليه وأقول له يا والدى الناس بتزعل.. فيرد والدى: يا ولدى خليهم يزعلوا ولا ياخدوا حقك، وهذه النقطة الآن هى سبب الخلاف بين شباب الجهاد ومشايخ السعودية. ومشايخ مثل سلمان العودة والبريك فجأة انقلبا علىّ عندما بدأت فى محاربة أمريكا، وما الفرق بين أمريكا وروسيا.. فكلهم «كفار» حسب القواعد الشرعية ويقتلون المسلمين وعندما تسأل وتقول لهم نحن شباب مساكين ونريد أن نفهم.. يقولون: «قفل الموضوع». وبالتالى هم يحجرون على عقولنا ولا يجيبون عن استفساراتنا، خاصة أن ربى فى «القرآن» سمح لى بالتفكر حتى فى ذاته هو عز وجل فكيف تمنعنى أنت، ومن هنا بدأ الصدام بين شباب الجهاد وشيوخه. ■ هل انقلبتم على مشايخكم؟ - لا.. وإذا وافقتك على كلمة انقلبتم عليهم، فهذا يعنى أننا عصاة، ولكن انفضح المشايخ وانكشفوا أمامنا. وعندما تطرح على كل دقيقة الجنة الجنة الجنة أنت طرحتها نظرياً، ولكننى أنا خضتها عملياً، وأصبحت واقعاً ملموساً وأعطيك مثالاً: فى البوسنة إذا قلت لى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.. أنت جئت بها فى آية قرآنية.. أنا طبقتها فى أرض الواقع، فأنا دخلت معركة بـ ٤٥٠ مجاهداً ضد ١٠ آلاف وغلبناهم فى ٧ دقائق عملياً حتى إن القادة البوسنيين قالوا: هذا غير معقول، ولكن هذا من فضل الله.. إذن لماذا الآن تريدون أيها المشايخ أن تزيلوا ذلك من رؤوسنا.. إذن هناك مشكلة حادثة. ■ هناك مسؤولية تقع عليكم أنتم شباب المجاهدين وشيوخ الجهاد.. فشباب المجاهدين لم يستخدموا عقولهم وشيوخ الجهاد «ضحكوا عليكم» أليس هذا صحيحاً؟ لماذا تم وضعكم فى هذا الموقف؟ - نعم.. لأننا كنا صغاراً فى السن، وعندما كنا ندرس العلوم الشرعية كانت المسألة تلقى فقط، وليس تفكيراً على طريقة «هو كده» أفتى الشيخ، وقال محمد عبدالوهاب وقال أبوحنيفة هو كده. ■ الأسئلة التى لم تجدوا إجابة لها عند مشايخكم ومن يفتيكم أين وجدتم لها إجابة؟ - عند أسامة بن لادن. ■ كيف؟ - أعطانا الإجابة مباشرة دون لف أو دوران. ■ أعود إلى كيفية وصولك إلى أسامة بن لادن؟ - فى الليلة التى وصلت فيها إلى الشباب فى السكن، وكانوا يحكون عن أسطورة أسامة بن لادن وهم يحكون ولم يذكروا لى أن لهم أسبوعاً كاملاً يذهبون فيه إلى الشيخ أسامة ويجلسون معه، وكان «يزن» فى دماغهم وقالوا لى ذات ليلة لقد وجدنا رجلاً «يدندن» مثلك تماماً عندما كنا فى الشمال، أى يتكلم مثلك.. قلت لهم: مين؟.. قالوا: بن لادن.. قلت يا جماعة سيبونا منه بلا هم بلا مشاكل». ثم قلت لهم: أنا غداً سأعود إلى بيشاور ثم أعود إلى اليمن لكى أتزوج. ■ لماذا غيرت وجهة نظرك؟ - لم أغيرها، ولكننى لم أجلس مع الرجل هذا - يقصد بن لادن - ولم أقابل أياً من قادة الجهاد ونحن شباب فى بعض. ■ كم شهراً مر على هذا الأمر؟ - ٧ أشهر منذ دخولى أفغانستان ورجوعى إلى بيشاور، ثم دخولى مرة أخرى جلال أباد، وكانت هناك فترات طويلة تمر عبارة عن سير فى الجبال، وبعد ٧ أشهر كان تاريخ مقابلتى مع بن لادن فى ٢٧ شعبان فى عام ٩٦ قبل حلول شهر رمضان بثلاثة أيام. ■ هل هذه كانت أول مرة تلتقى فيها أسامة بن لادن؟ - نعم، وكان الرجل فارع الطول، وعندما يقف هو وأبوحفص المصرى أحمد أبوستة، الذى كان نائباً لابن لادن قبل الظواهرى سبحان الخالق الطول واحد والاثنان لحية طويلة وحمراء، ودخلت أنا عليهما وقمت بالسلام على «أبوحفص»، وقبلت جبينه على اعتبار أنه أسامة بن لادن، وسلمت على بن لادن على طريقة «وعليكم السلام» دون اهتمام، أو كما يقولون فى مصر سلام ناشف، وفوجئت بأن الشباب المحيطين بى وبه يضحكون مع أنه واضح من اللبس الذى يرتديه أنه الشيخ أسامة بن لادن، ولكن سلمت بحكم عاداتنا وتقاليدنا على أول شخص الذى هو صاحب المجلس، وكان أحمد أبوستة، وجلست إلى جواره وكنت أتكلم معه كيف حالك يا شيخ.. فيرد: الحمد لله.. وأنا كنت أسأل أحمد أبوستة على أنه الشيخ أسامة، ولم ألحظ أنه يتكلم باللهجة المصرية، وأن الشيخ أسامة يتكلم باللهجة السعودية.. ودخلت مجموعة من الشباب فسألوه كيف حالك يا شيخ أسامة ووجهوا نظرهم إلى الرجل الجالس بجوار أحمد أبوستة وفى هذه اللحظة بدأ الحرج على وجهى فسألت الشيخ أبوحفص.. ألست أنت أبوعبدالله؟، قال: لا، فهذا أبوعبدالله وأشار إلى الشيخ أسامة بن لادن.. وقال: مالك يا ابنى.. ألا تسمع لهجتى فقلت والله عدت علىّ، وضجت القاعة بالضحك، وبدأ الشيخ أسامة فى الكلام وكلما تكلم قال لى: فهمت يا أبوجندل؟. معتقل جوانتانامو يقع معتقل جوانتانامو فى خليج جوانتانامو.. بدأت السلطات الأمريكية فى استخدامه لسجن من تشتبه فى كونهم إرهابيين. ويعتبر السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية فى أقصى جنوب شرق كوبا، ويبعد ٩٠ ميلاً عن ولاية فلوريدا، ولا ينطبق عليه أى من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذى جعل منظمة العفو الدولية تصفه بأنه «همجية هذا العصر». ولكن كيف أنشأت أمريكا هذا السجن؟ الإجابة: فى ٢٣ فبراير عام ١٩٠٣ قامت كوبا، ممثلة فى رئيسها، بتأجير الولايات المتحدة قاعدة جوانتانامو مقابل ٢٠٠٠ دولار أمريكى فى عهد الرئيس ثيودور روزفلت، امتناناً من الكوبيين للأمريكيين الذين ساعدوهم فى تحرير بلادهم. الثوار الكوبيون الوطنيون احتجوا على ذلك القرار، وإثر ذلك لم تصرف كوبا شيكات التأجير الأمريكية، ورغم ذلك تقوم أمريكا بإرسال شيك بـ٢٠٠٠ دولار حتى الآن إلى الحكومة الكوبية. وفى عام ١٩٦٨، وأثناء أزمة الصواريخ الكوبية، قام فيديل كاسترو، الرئيس الكوبى، آنذاك بتلغيم القاعدة فى محاولة منه لإجلاء الأمريكيين، لكن الرئيس جون كيندى أكد حقه فى استئجار القاعدة. وصل أول المعتقلين الرسميين يوم ١١/١/٢٠٠٢، وبلغ عدد الذين تم اعتقالهم بتهم الإرهاب نحو ٨٠٠ معتقل، ولم يتم توجيه تهم رسمية لهم، وتعرضوا لظروف اعتقال رهيبة، وتم الإفراج عن عدد كبير منهم يقدر بنحو ٥٢٠ سجيناً ويوجد حالياً نحو ٢٤٥ آخرين، وينقسم هؤلاء إلى ثلاث فئات: ١- سجناء لا يشتبه فى أن لهم نشاطاً إجرامياً. ٢- آخرون يشتبه فى أن لهم نشاطاً إجرامياً فى دول أخرى. ٣- سجناء يشتبه فى ارتكابهم جرائم ضد الولايات المتحدة. وتأتى السعودية الأولى فى قائمة معتقلى جوانتانامو حيث يوجد لها ١٣٢ مواطناً، ثم تليها اليمن ١٠٧ معتقلين، وتضم قائمة معتقلى جوانتانامو أسماء معروفة، مثل: ديفيد هيكس، وهو أسترالى مسلم متهم بمقاتلة القوات الأمريكية وقوات التحالف فى أفغانستان، كما أنه أحد عشرة أشخاص تم اختيارهم لمحاكمتهم أمام محكمة عسكرية. ومن بين الأسماء الملا محمد فضل، والملا نور الله نورى، ومن مصر شريف فادى على المشد، وسامى عبدالعزيز سالم الليثى، وعادل فتوح على الجزار، وعبدالله محمد سالم، وكثير من الأسماء الشهيرة أيضاً مثل رمزى بن الشيبة. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات