نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تتواصل في مجلس الأمن الدولي الاجتماعات التي يعقدها سفراء الدول الكبرى والدائمة العضوية لإصدار قرار حول الأوضاع في ليبيا، وقد تحدث مصدر دبلوماسي إلى CNN قائلاً إن خيار توجيه ضربات جوية ضد قوات العقيد معمّر القذافي بات "ضمن الخيارات المطروحة،" في خطوة تتجاوز مجرد فرض حظر طيران فوق البلاد.
وقال الدبلوماسي إن الأمور مازالت قيد البحث في المجلس، وأن الساعات السبع التي استغرقتها المداولات لم تفض إلى نتيجة حاسمة بعد يمكن أن يبنى عليها قرار حازم.
من جانبها، فتحت ممثلة واشنطن في المجلس، سوزان رايس، الباب أمام توجيه ضربة عسكرية لقوات القذافي عبر القول بأن لهجة مسودة القرار "تتجاوز سقف حظر الطيران" الذي طالبت به جامعة الدول العربية.
وقالت رايس إن الوضع على الأرض في ليبيا قد تطور بشكل خطير لا يمكن معالجته بمجرد حظر للطيران، وأن هناك مخاطر متزايدة تهدد المدنيين.
ولفتت رايس إلى أنها تتوقع "مشاركة وقيادة عربية" في عمليات الحظر الجوي بعد فرضها، وشددت على أنها لا تريد أن يظهر الحظر وكأنه "صناعة أمريكية."
من جهته، قال إبراهيم دباشي، نائب المندوب الليبي في مجلس الأمن، والمنضم إلى الثوار ضد نظام القذافي، إن الزعيم الليبي "فقد عقله،" واتهمه بتنفيذ إبادة جماعية في المناطق الشرقية من البلاد، وقال إن على جميع الدول التي تقدّر وتحترم حقوق الإنسان وترغب في علاقات جيدة مستقبلاً مع الشعب الليبي أن تؤيد قرار مجلس الأمن.
أما المندوب الروسي، فيتالي تشوركين، فقد بدا عليه الامتعاض جراء الاستقبال الفاتر للمقترح الذي قدمته موسكو لحل الأزمة الليبية، والمتمثل بفرض وقف لإطلاق النار مع التلويح باستخدام القوة.
وكان الأمين العام، بان كي مون، قد دعا مساء الأربعاء حكومة القذافي إلى وقف ما اسماه بـ"أعمال القتال فورا،" محذرا من أن أي هجوم على مدينة بنغازي، معقل الثوار، يمكن أن يهدد أعدادا هائلة من المدنيين.
وقال كي مون "إن المسؤولين عن الاستخدام المستمر للقوات العسكرية ضد المدنيين سيتعرضون للمساءلة"، وذلك وسط تقارير إعلامية تشير إلى تكثيف القوات الموالية للقذافي من هجومها على شرق وغرب البلاد ضد المعارضة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه "قلق إزاء التصعيد العسكري المستمر من قبل القوات الحكومية التي تتضمن مؤشرات على شن هجوم على مدينة بنغازي، إن حملة لضرب مثل هذا المركز الحضري يعني تعريض حياة المدنيين لخطر بصورة كبيرة."
وأكد كي مون أنه اتصل بوزير الخارجية الليبي، موسى كوسا، حول هذا الموضوع، أما مبعوث الأمين العام الخاص لليبيا ووزير خارجية الأردن السابق، عبد الإله الخطيب، والمكلف بإجراء محادثات إنسانية وسياسية مع حكومة القذافي، فقد غادر طرابلس بعد يومين من المحادثات التي نقل خلالها دعوة المجتمع الدولي لوقف القتال والعنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية والعمل لإيجاد حل سياسي للأزمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات